تناقلت وسائل إعلام تونسية منذ ليل السبت خبر مقتل لقمان أبو صخر القيادي في كتيبة عقبة بن نافع الجهادية الأكثر تحركا في تونس، وهو ما أكده رئيس الحكومة الحبيب الصيد صباح أمس الأحد. فمن هي هذه الكتيبة التي تعتبرها الحكومة المسؤولة عن الهجوم الإرهابي الدامي الذي استهدف متحف باردو في 18مارس الجاري وأسفر عن مقتل 22 شخصا؟ كتيبة عقبة بن نافع هي مجموعة جهادية مسلحة تتحصن منذ نهاية 2012 بجبل الشعانبي من ولاية القصرين. وقد اختارت هذه المجموعة لنفسها اسم عقبة بن نافع القائد العسكري المسلم الذي فتح القيروان، وهي مرتبطة بتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي وخططت لإقامة «أول إمارة إسلامية» في شمال إفريقيا بتونس بعد «الثورة» التي أطاحت مطلع 2011 بنظام الرئيس الأسبق زين العابدين بن علي. وكان وزير الداخلية ناجم الغرسلي قد قال الخميس الماضي إن الهجوم على متحف باردو «تزعمه الإرهابي لقمان أبو صخر» الجزائري الجنسية. وفي سبتمبر 2014 أعلنت كتيبة عقبة بن نافع مبايعة تنظيم «الدولة الإسلامية» ودعته إلى التحرك خارج سوريا والعراق. وتعتبر المجموعة عناصر الأمن والجيش «طواغيت» وتحرّض على قتلهم. وقد زرعت ألغاما في جبل الشعانبي لمنع تقدم قوات الجيش والأمن. وأدى انفجار هذه الألغام إلى استشهاد وجرح عديد العسكريين والأمنيين. أبرز عمليات كتيبة عقبة بن نافع في 29 جويلية 2013 قتلت المجموعة مع موعد الإفطار في شهر رمضان في كمين نصبته لدورية للجيش بجبل الشعانبي، ثمانية عسكريين وسرقت أسلحتهم وبدلاتهم العسكرية بعدما ذبحت خمسة منهم في حادثة اهتز لها الرأي العام المحلي وأججت أزمة سياسية حادة في تونس. وفي 16 جويلية قتل 15 عسكريا في هجوم نفذه عشرات من المسلّحين المحسوبين على تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي بجبل الشعانبي. ومنتصف جوان 2014 أعلن تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، لأول مرة، أن المسلحين المتحصنين في جبل الشعانبي تابعون له. وأعلن التنظيم في بيان مسؤوليته عن هجوم استهدف في 28 ماي 2014 منزل وزير الداخلية السابق لطفي بن جدو في مدينة القصرين وأسفر عن مقتل 4 من عناصر الأمن وإصابة اثنين. وبحسب وزير الداخلية السابق علي العريض الأمين العام الحالي لحركة «النهضة» فإن أغلب عناصر المجموعة ينحدرون من ولاية القصرين «ويشرف على تدريبهم ثلاثة جزائريين لهم علاقة بأمير القاعدة في المغرب الإسلامي أبو مصعب عبد الودود» واسمه الحقيقي عبد المالك درودكال. وأفاد أن أغلب التونسيين الذين ينتمون إلى المجموعة هم نشطاء في جماعة «أنصار الشريعة» بتونس التي صنفتها تونس والولايات المتحدة تنظيما إرهابيا في 2013. ورغم القصف الجوي المنتظم والعمليات البرية في جبل الشعانبي، لم تتمكن قوات الأمن والجيش حتى الآن من السيطرة على المسلحين المتحصنين بالجبل. وعزت وزارة الدفاع ذلك إلى وعورة تضاريس الجبل الذي يمتد على مساحة مئة كلم مربع بينها 70 كلم تغطيها الغابات.