أعيش «وقفة تأمل عاطفية» كفانا مطلبية وشروطا تعجيزية..فتونس تحتاج حتى للكلمة الطيبة وزير الرياضة يصغي جيدا.. وسننتظر عمله لنقيّم حاوره: سامي باباي رغم نجاحه وبروزه الكبير من استحقاق رياضي الى آخر، وعلى بعد أشهر فحسب من منافسات من العيار الثقيل في السباحة العالمية، فان أخبار البطل الأولمبي التونسي أسامة الملولي بالكاد تخرج الى العلن وهو ما طرح عديد الاسئلة بين متتبّعي خطواته عما اذا كان الأمر «غيابا» تلقائيا أم تغييبا «متعمدا». عن هذا الأمر وفي عدّة محاور أخرى تتصل بنشاطه وحال البلاد، اتصلت «التونسية» ببطلنا «قرش المتوسّط» أسامة الملولي الموجود في أمريكا، فكان الحوار التالي: في البداية، أين «اختفى» الملولي وماذا في أجندا المرحلة القادمة؟ أنا أوجد حاليا في الولاياتالمتحدةالأمريكية حيث أكثّف من تماريني والتربصات اعدادا لسلسلة من الاستحقاقات على الأمدين القريب والمتوسط وأسعى كالعادة الى تشريف راية تونس ان شاء الله وهذا ما يحفّزني كثيرا قبل دورتين دوليتين في أمريكا واسبانيا ثمّ لاحقا بطولة العالم في كازان بروسيا خلال هذه الصائفة ومنها أستعدّ للحدث الأكبر ان شاء الله وهو أولمبياد ريو دي جانيرو بالبرازيل في صائفة 2016. لكن في خضم هذه المعطيات، ألا تعترف بقصور في السياسة الاتصالية بينك وبين جامعة السباحة حتى تحظى أنشطتك بتغطية اعلامية أوفر ومتماهية مع أرقامك الشخصية؟ صحيح أن للمعطى الاعلامي والاتصالي دور كبير في صناعة الأبطال وهذا ما واكبته لدى عدة سبّاحين من الطراز الرفيع دوليا، ولكني بصراحة لا أحمّل جامعة السباحة كل المسؤولية، فهي بالكاد تنهي ضبط روزنامتها وتسيير نشاطها.. ولكن من جهة أخرى أعترف وأنوّه ببعض المبادرات الصحفية التلقائية من تونس والتي تبحث عن أخباري وتسعى للبحث عن المعلومة وهذا ما يسعدني ويشعرني في الآن نفسه بثقل المسؤولية.صحيح أعترف بهذا التقصير لكني أعد بتداركه في المسبح .. وأنت على مشارف أولمبياد، هل بالامكان كشف طموحاتك وتحدّياتك الشخصية في البرازيل؟ أعترف أن بلوغ البوديوم في محفل دولي كالألعاب الأولمبية شرف لا يضاهيه أي انجاز..بصراحة هو شعور لا يوصف، كما أن الملولي ميّال بطبعه الى التألق والتحدي منذ الصغر والبدايات..ولكني سأكون صريحا معكم، صعود البوديوم والتتويج في البرازيل ان حصل ان شاء الله فسيكون أكبر انجاز لأنه سيوفّر لي رقما خاصا واستثنائيا بالتتويج في ثلاث العاب أولمبية متتالية انطلاقا من بيكين فلندن..هذا ما أتمناه حقا وأعترف أنه حلم لشخصي قبل أن يكون تحدّيا. أنا أجتهد منذ الآن لتوفير كل ضمانات النجاح وربي «يعطيني القوّة باش انوّر بلادي». بينك وبين البلاد قصة ارتباط وثيقة رغم بعض الخلافات أحيانا حول المنحة، هل من جديد في هذا الشأن وكيف ترى البوادر الأولية لعمل الوزير الحالي ماهر بن ضياء؟ بصراحة وبلا مغالاة وحتى أعطي لكل ذي حقّ حقّه، فلا بد من القول ان الوزراء الذين مرّوا بوزارة الشباب والرياضة بعد الثورة حاولوا قدر المستطاع الاهتمام بنشاطي ومتطلّباته المادية في الولاياتالمتحدةالأمريكية رغم صعوبة الظرف العام للبلاد التونسية. وفي جانب ثان من السؤال، أقول اني تحدّثت مع السيد الوزير ماهر بن ضياء، وخلافا للبقية اكتشفت فيه خاصية الاصغاء الجيّد، وهو انسان يستمع كثيرا ولا يبالغ في الحديث، والآن ننتظر منه بعد الاطلاع على الوضع العام لرياضتنا أن يشرع في الاصلاح والعمل.. نحن كرياضيي الألعاب الفردية نعوّل كثيرا على السيد الوزير للاصغاء الى عدة مطالب، فهناك محاور تتجاوز مستشاريه ورؤساء دواوينه وننتظر اهتماما خاصا ومبادرة من لدنه.. وأنت تتحدث عن تونس انطلاقا من بلاد «العم سام»، كيف ترى اهتمامهم بنا؟ لا أذيع سرا ان قلت ان الامريكان -وعلى الأقل مما أشاهده في محيطي- مهتمون كثيرا بانفتاح تونس على التجربة الديمقراطية، هم منبهرون ويرونها النموذج الناجح في المنطقة العربية وبدأت تتحسس النجاح رغم كل العراقيل المنتصبة. العالم أصبح الآن منفتحا على بعضه البعض وكل خطوة أو حادثة تلقى اهتماما دوليا، هم تفاعلوا كثيرا مع الهجوم الارهابي الغادر بجهة باردو وأبدوا الكثير من التضامن معنا لأنهم يعرفون في قرارة أنفسهم أن التطرّف لا دين له وأن الارهاب ليس من صنع تونس وانهما ظاهرتان دخيلتان على شعب متسامح ويحبّ الحياة.. أسامة وأنت تتحدث عن الارهاب، ألا تعترف بوجود تقصير فادح من مشاهير الرياضة على الأقل لتحسيس الناشئة قصد محاربة هذا الغول..وبتحفيز السياح لزيارة بلدنا؟ صح، أعترف أن للرياضيين من مختلف الاختصاصات دور وتأثير كبيرين لتحسيس عامة الشعب ولتحسين صورة البلاد، لكن دعني أعترف اننا لم نتلق أية خطوة رسمية في هذا الاتجاه لاعتمادنا في مجهود وطني مشترك..نعم أيدينا مفتوحة وأنا مستعد للمساعدة متى استوجب الأمر ذلك.. لكن الوضع يتطلّب المبادرة من قبلكم على ما نظن؟ نتفق في أن الوضع يتطلب منا كتونسيين استنفارا جماعيا كل من موقعه ولو حتى بالكلمة الطيبة كأضعف الايمان لمن لم يستطع تقديم دليل مساعدة ملموس ومادي..لكن لا بدّ من الاقرار أيضا أن وجودنا كرياضيين محترفين خارج الحدود يجعلنا بعيدين نسبيا عن أصحاب القرار في المبادرات الاعلامية والسياسية التي تدور من حين الى آخر..وهذه فرصة لأقول عبر أعمدة «التونسية» اني جاهز لمساعدة بلادي من أي موقع تحتاجني فيه.. اطلعنا على مواقف سابقة لك انتقدت في جانب منها الحكومات المتعاقبة بعد الثورة، فكيف تقيّم صراحة الوضع السياسي الراهن بتونس؟ بصراحة أرى أننا جنينا مكسبا كبيرا بعد الانتخابات الفارطة وما انجرّ عنها من توزيع للأدوار في الحكومة. هناك نوع من النضج والوعي تكوّن لدى قيادات الأحزاب وتخلّينا نسبيّا عن منطق المحاصصة والبحث عن المناصب وما شابه ذلك..أي هناك سعي نحو المصالحة والالتفاف لخدمة مصالح البلاد وأرجو بكل صدق أن نواصل في هذا الاتجاه لأن الوضع العام لبلادنا لا يتستحق مزيدا من المطلبية والبحث عن المنفعة الشخصية. يجب أن نلتفت الى جانبنا لنرى ما يحصل في ليبيا ومصر واليمن وسوريا ممن خاضوا معنا نفس الحراك الثوري..نعم نحمد الله كثيرا على ما بلغناه سياسيا وأمنيا ونحن مطالبون بالسير في نفس الاتجاه حتى تكون بلادنا في طريق الخلاص..كفانا مطلبية وشروطا تعجيزية، فجميعنا مطالب بمساعدة تونس حسب مقدرته واجتهاده ..وحتى بالكلمة الطيبة فذلك كاف... شخصيا سأكشف أن منحتي التي أتلقاها من الدولة وتصل بالدولار بتّ لا أنتفع سوى بقيمة سبعين بالمائة منها بعد انهيار قيمة الدينار..ولكني مطالب بالصبر احتراما لبلادي. أسامة سنختم المصافحة بالنبش في موضوع شخصي، فقد راجت منذ سنة أنباء عن امكانية ارتباطك بسبّاحة بعد صور لكما نشرت في مواقع التواصل الاجتماعي..فهل اقتربت الزيجة؟ ليس في الأمر ما يستحق الاخفاء، فأنا صريح,كانت لي تجربة ولكنها لم تكلّل بالنجاح والارتباط انذاك..على كل أنا حاليا في «وقفة تأمل عاطفية» و»كان جا المكتوب ربّي يسهل»...