لم تكن نهاية مباراة النادي الإفريقي وضيفه جمعية أولمبي الشلف لحساب إياب ثمن نهائي كأس الاتحاد الإفريقي والتي مر على إثرها الأفارقة إلى قادم الأدوار، طبيعية حيث سجلت حالة من الغليان الكبيرة لدى الجماهير التي صبت جام غضبها على اللاعبين وعلى الإطار الفني مع إمطارهم بوابل من القوارير في مشهد غريب أثار استياء الجميع خاصة في هذا الظرف الذي يعيش فيه زملاء العيفة تحت ضغط كبير. ومن حق جماهير الإفريقي أن تنتقد أداء لاعبيها ولكن أن يصل الأمر بفئة منها إلى حد التهجم عليهم والتصفيق على منافسهم فهذا ما لا يمكن قبوله بتاتا سيما وأن الظرف يقتضي دعم المجموعة والوقوف ورائها قبل المباريات الأربع المتبقية من البطولة. فمن تابع خروج لاعبي الإفريقي بعد مواجهة الجمعة لا يمكن له أن يتوقع أن الإفريقي قد حقق فعلا التأهل إلى الدور قبل الأخير من دوري المجموعات، رؤوس منحنية ومعنويات في الحضيض وهو ما بات يشكل تهديدا حقيقيا لأداء رفاق بن مصطفى في الجولات القادمة. لن نأتي بالجديد إذا ما أشدنا بدور «شعب» الإفريقي الكبير في تواصل مسيرة الفريق ولكن الوضعية الحالية تفترض تأجيل وقت المحاسبة والعتاب والسب والشتم إلى حين نهاية البطولة لأن تواصل هذا الحال لن يخدم مصلحة النادي بقدر ما سيخدم مصلحة المنافسين. استغراب مدرب الفريق دانيال سانشاز استغرب خلال الندوة الصحفية التي عقبت نهاية المواجهة من سلوك فئة من جماهير الإفريقي مشيرا إلى انه لم يكن يتوقع ردة فعل بتلك الحدة خاصة والفريق فائز و متأهل إلى الدور القادم. الفرنسي أكد أن استمرار هذا الوضع لن يخدم مصلحة المجموعة وسيكبل أرجل اللاعبين في المباريات القادمة. الفرنسي أشاد بالدور الكبير للجماهير داعيا إياها إلى الوقوف وراء ناديها في المنعرج الحاسم من الموسم. «الزو» مرة أخرى جل لاعبي الإفريقي لم يسلموا من نقد جماهيرهم ولكن قائد الفريق زهير الذوادي كان الأكثر استهدافا ونال النصيب الأوفر من السب والشتائم بشكل أثر كثيرا على مردوده و جعله يغادر الملعب في حالة نفسية سيئة للغاية. رواية بعض الجماهير تحدثت عن حركة لا أخلاقية من «الزو» كانت وراء الهجمة الشرسة عليه وهي للأمانة رواية ضعيفة خاصة وأن توجيه الشتائم للاعب انطلق منذ بداية المباراة بل أن هناك من أكد لنا بأن «الزو» تعرض للشتم خلال مباراة الفريق ضدّ مكارم المهدية في كرة اليد والتي توج على إثرها الفريق بلقب البطولة. وهو ما يقيم الدليل على أن قائد الفريق يتعرض إلى حملة موجهة لا يعلم حقيقة من المستفيد منها. صحيح أن مردود الذوادي لم يبلغ المستوى المطلوب ولكنه يبقى لاعبا مهما في التشكيلة ومؤثر للغاية خاصة مع إصابة جابو وغياب معوض له. الذوادي وبقية اللاعبين مطالبين بمضاعفة الجهود لإسعاد أنصارهم المطالبين بدورهم بهدنة وقتية إلى حين نهاية الموسم. اختيار غريب في عرف الكرة يقال إن الشوط الأول هو شوط اللاعبين فيما يكون الثاني شوط المدربين والملاحظ أن أداء النادي الإفريقي يشهد تراجعا كبيرا في الأشواط الثانية وهو ما يحلينا مباشرة لحديث عن ردة فعل المدرب الفرنسي دانيال سانشاز والتي كانت سلبية في أغلب الأحيان. الرجل أكد من جديد أنه لا يحسن قراءة المنافسين وأنه لا يملك الأليات التي تمكنه من تغيير وجه فريقه والتخفيف من فترات تراجع أداء لاعبيه وحتى التغييرات التي يدخلها على التشكيلة باتت كتابا مفتوحا للمنافسين ولا تحمل في طياتها فكرا تكتيكيا واضحا بل هي بالنسبة إليه مجرد تغيير في الأسماء لا أكثر ولا أقل. في مباراة أول أمس انتظر الجميع أن يمنح الفرنسي فرصة الظهور للمالي ماليك توري الذي اجتهدت الهيئة في تأهيله بما أنه سيكون البديل المنتظر لجابو المصاب وورقة مهمة في المواجهات القادمة ولكن سانشاز كان له رأي آخر وفضل إدخال الموهبة المالية في الدقيقة الأخيرة من المواجهة في حركة غريبة لم تفهم النية منها. دانيال سانشاز مطالب بتعديل رميه وبجرأة أكبر في الزج ببعض العناصر الشابة وعلى المحيطين به أن يكفوا عن الهمس في أذنه وأن يرفعوا الحصانة على بعض الوجوه التي أفلست كرويا ولم تبلغ بعد المستوى الذي يمكنها من ارتداء قميص الفريق. « بن مصطفى» لاباس حارس النادي الإفريقي أكمل مواجهة الشلف بأوجاع على مستوى ساقه اليمنى كادت أن تحرمه من إكمال المواجهة ولكن التدخل السريع للإطار الطبي مكنه من مواصلة اللعب. الكشوفات التي أجريت على الحارس أكدت عدم خطورة الإصابة وسيكون بن مصطفى متواجدا في تمارين الفريق وفي المباراة القادمة التي ستجمع الأربعاء القادم الإفريقي بالنادي البنزرتي. موعد الحسم في الخلاف مع «القربي» ستصدر هيئة التحكيم الرياضي ال«كناس» الأربعاء القادم قرارها النهائي في الخلاف القائم بين هيئة النادي الإفريقي ولاعبها السابق خالد القربي والذي استفاد في وقت سابق بحكم لصالحه من لجنة النزاعات يقضي بإجبار هيئة الرياحي بتمكينه من مبلغ 400 مليون نتيجة حرمانه من التدرب وفسخ عقده من طرف واحد قبل أن يستأنف الإفريقي القرار وتنجح لجنته القانونية في تخفيض المبلغ المطلوب إلى 127 مليونا والذي لم يعجب القربي الذي طعن فيه لدى ال«كناس».