بعد أن حقق المهم في قابس بفوزه على المستقبل بهدف عالمي من «السوبر» صابر خليفة، دخل الإفريقي منذ عشية الأمس في تربص مغلق استعدادا لمباراة الموسم التي ستجمعه عشية الغد بالترجي الرياضي التونسي في دربي تحديد مصير البطولة. كتيبة الفرنسي دانيال سانشاز تعي جيدا أن تتويج موسم كامل من التعب والضغوط يمر حتما عبر تحقيق الفوز على الجار والغريم الأزلي الذي سيدخل المواجهة بنفس الغاية وهي الخروج بالنقاط الثلاث لقطع أكثر من خطوة نحو المحافظة على اللقب.قصر المدة بين مباريات الجولات 12 و13 و14 لم يترك المجال للإطار الفني للقيام بعمل كبير ليكتفي بحصتين ستخصصان بالأساس لاستعادة الجاهزية البدنية وإزالة إرهاق رحلة قابس. «الويكلو» في الموعد حساسية المواجهة وتأثيرها المباشر على مسار اللقب دفع الإطار الفني إلى أخذ قرار بمنع الجماهير من حضور حصة تمارين اليوم التي سيحتضنها فرعي ملعب المنزه وهي الحصة الوحيدة التي تسبق «الدربي» بما أن زملاء فاروق بن مصطفى اكتفوا عشية أمس بحصة خفيفة لإزالة الإرهاق احتضنها نزل «الشيراطون» مقر تربص الفريق. حصة اليوم لن تدوم طويلا وستخصص للنواحي التكتيكية وضبط التشكيلة الأساسية التي سيعول عليها الفرنسي ومن ورائه «شعب» الإفريقي لتحقيق أغلى انتصار. «بالقروي» يستعيد مكانه احتجب المدافع الجزائري هشام بالقروي عن مباراة أول أمس ضد مستقبل قابس وذلك بسبب بعض الأوجاع على مستوى كاحل الساق وقد عوضه على أفضل وجه زميله سيف تقا الذي حافظ رفقة بقية عناصر الخط الخلفي على عذارة الشباك للمباراة السادسة على التوالي دون اعتبار مباراة أولمبي الشلف لحساب إياب ثمن نهائي كأس الاتحاد الإفريقي. الجزائري سيستعيد مكانه في محور الدفاع بمناسبة لقاء الدربي ليشكل رفقة العيفة والحدادي والعقربي رباعي خط الظهر والذي سيكون أمام اختبار «كاسح» في مواجهة هجوم الترجي. «الزغلامي» خارج الحسابات شهاب الزغلامي منح عشية السبت الماضي فرصة متجددة للظهور في التشكيلة الأساسية ولكنه لم يقدم كالعادة ما يشفع له بالتواجد فيها مستقبلا وعليه فإنه سيعود غدا إلى دكة البدلاء ليترك مكانه للتيجاني بلعيد الذي منح قسطا من الراحة في مباراة «الجليزة» ولم يظهر فيها إلا في الشوط الثاني. غموض في مقابل عودة بلعيد وبالقروي لا يعرف بعد ما إذا كان الفرنسي دانيال سانشاز ينوي اللعب بثلاثة لاعبي ارتكاز ونعني ناطر والهذلي وسايدو أم أنه سيخير المجازفة ويتخلى عن الغاني ويدفع بالشاب المالي ماليك توري ليشكل رفقة المنياوي وخليفة ثلاثي خط الهجوم. غموض سينجلي حتما بعد حصة تمارين اليوم مع أن المؤشرات التي بحوزتنا تفيد بأن الفرنسي سيحتفظ بساليفو سايدو ليكون إلى جانب ناطر والهذلي وبلعيد في خط المنتصف ليضمن السيطرة على هذه المنطقة الحساسة التي ستكون أحد أهم مفاتيح حسم المواجهة. «خليفة» والحذر صابر خليفة هداف الفريق والبطولة ونجم الجولات الأخيرة سيدخل مباراة الغد وبرصيده انذارين وعليه فإنه سيكون مطالبا بالحذر حتى لا يحرم الفريق من خدماته في الجولة الأخيرة من البطولة. صابر وبعد خروج جابو ومن بعده «الزو» تحمل مسؤولياته كاملة وأضحى العلامة الأبرز في تشكيلة الفرنسي دانيال سانشاز وسيحمل غدا رفقة بقية زملائه أمال «شعب» الأحمر والأبيض لحسم أمر مباراة الموسم والتي تعد بطولة في حد ذاته. نفاذ التذاكر كما كان منتظرا، شهدت شبابيك ملعب المنزه منذ الساعات الأولى لفجر يوم أمس زحفا كبيرا من جماهير الإفريقي سعيا وراء تذكرة تخول لهم حضور «دربي» الحسم. وقد أفادنا أحد أعضاء الهيئة المديرة بأن تذاكر المواجهة ( 13500) قد نفذت منذ الصباح مشيرا إلى أن عملية توزيعها شهدت بعض الانحراف (السوق السوداء والتدافع) نتيجة التعليمات الأمنية التي أكدت على ضرورة توزيعها يوم أمس مضيفا بأن لجنة التنظيم وجدت نفسها في وضع لا تحسد عليه خاصة مع الأعداد الكبيرة للجماهير الزاحفة وقلة عدد التذاكر المسموح بترويجها. تحذير شديد اللهجة على الرغم من أن هيئة الرياحي لم تعلن احترازها إلى غاية الأمس على الأسماء المرشحة لإدارة الدربي (الوصيف والحرابي) فإنها شددت في المقابل على ضرورة أن يتحمل حكم المواجهة ومن يساعده مسؤوليتهم كاملة في حال ما تعرض فريقها إلى «السرقة» تماما كما حصل في دربي الذهاب الذي أداره هيثم قيراط. رشيد الزمرلي المكلف بالإعلام في هيئة الإفريقي أفادنا بأن طبيعة المواجهة وتأثير نتيجتها المباشرة على وجهة اللقب يفرض على طاقم التحكيم الذي سيقع الاختيار عليه التحلي بالنزاهة والمصداقية وأن ينزع عنه عباءة الانتماءات مشيرا إلى أن هيئة الفريق وجماهيره ستحمله ومن وضع فيه الثقة المسؤولية كاملة في حال هضم حق فريقهم.