قال علي العريض الأمين العام لحركة «النهضة» إن التوتر الحاصل بالحوض المنجمي ليس أمرا مستحدثا أو وليد اللحظة لأن المنطقة تعيش توترا مستمرا منذ سنتي 2007 و2008 بلغ ذروته خلال هذه الفترة بأن أصبحت شركة فسفاط قفصة وهي من أكبر الشركات الوطنية مشلولة مضيفا بأن الحكومة بصدد تباحث هذا الملف. وأكد أن حركة «النهضة» سواء عبر التحرك بمفردها أو في إطار الإئتلاف الحاكم انطلقت في بذل مساع من أجل إيجاد حلول للإشكاليات التي تشهدها شركة فسفاط قفصة والجهة عموما بهدف تخفيض منسوب الاحتقان الاجتماعي بالمنطقة المذكورة. وعن إمكانية وجود نوايا أو دفع في اتجاه خوصصة الشركة، اعتبر علي العريض أن هذا الموضوع لم يطرح إطلاقا وأنّه لا مبرر لطرحه أصلا. وأكد في الأثناء أن تونس ليست عاجزة عن حلحلة كلّ الإشكاليات الاقتصادية والاجتماعية المطروحة خلال هذه الفترة شرط توفر ترشيد المطلبية الاجتماعية والمرحلية الزمنية في تحقق هذه المطالب مشددا على ضرورة الحفاظ على الإستقرار والأمن الاجتماعيين من أجل توفير التنمية والتشغيل والعيش الكريم بالجهات الداخلية المهمشة. الحوار الاجتماعي و تابع الأمين العام لحركة «النهضة» في تصريح ل«التونسية» أمس بأن دخول جميع الأطراف من حكومة وأطراف اجتماعية وسلط جهوية وغيرها في حوار اجتماعي شفاف يتبنى مطالب المواطنين ويراعي إمكانات البلاد في آن واحد، هو صمام الأمان لتحقيق السلم الاجتماعية في تونس وتفعيل انطلاقة جديدة للاقتصاد الوطني موضحا أن الاستثمار المحلي والأجنبي يتأثر بالاستقرار السياسي والأمني مؤكدا أنه كلما تدعم الحوار الاجتماعي كلما ارتفع نسق الاستثمار. هذه شروط نجاح المصالحة الوطنية و عن المصالحة الوطنية التي نادت بها عدة أطراف، أوضح العريض أنها مسار كامل وليست مجرد قرار يتم اتخاذه. واستطرد أنه بقدر إرساء الدولة الديمقراطية والتنمية والعدالة الاجتماعية في البلاد، وحسب تفعيل العدالة الانتقالية وصدق التونسيين في سعيهم للوحدة الوطنية يُمكن بناء المصالحة الوطنية، مشددا على أن المصالحة الوطنية مسار كامل وأجراءات وكذلك هي نتاج توفر الإرادة السياسية الواضحة والصدق في التنفيذ والعمل، مبينا في سياق متصل أن العدالة الانتقالية تفضي إلى تكريس المصالحة الوطنية بل تدعمها على حد قوله. فحوى زيارة الغنوشي إلى تركيا و بخصوص زيارة رئيس الحركة راشد الغنوشي إلى تركيا مؤخرا، أشار العريض إلى أنها جاءت تلبية لدعوة وجهتها أوساط تركية للغنوشي للمشاركة في معرض للكتاب هناك كضيف شرف، حيث قدم كذلك محاضرة حول تجربة الانتقال الديمقراطي في تونس. زيارة ضريح سليمان شاه و في إجابة عن سؤال تعلق بما أوردته مصادر تركية وسورية حول مرافقة الغنوشي لرئيس وزراء تركيا داود أوغلو في الزيارة التي أداها هذا الأخير إلى ضريح سليمان شاه ( الجد الأكبر لمؤسس السلطنة العثمانية عثمان الأول، ويقع الضريح على بعد 200 متر عن الحدود التركية في الداخل السوري)، على الحدود التركية السورية وتحديدا داخل الأراضي السورية، نفى العريض علمه بالموضوع. آخر الاستعدادات للمؤتمر أما بالنسبة لآخر الاستعدادات التي تجريها «النهضة» إعدادا لمؤتمرها القادم فقد أفاد علي العريض بأن لجان الحركة تعكف حاليا على حوصلة النقاشات التي تمخضت عن الندوات المركزية والجهوية مضيفا أن الإعداد للمؤتمر المقبل يستوجب إجراء حوار مع أبناء الحركة في مختلف الجهات ليتم بعد ذلك حوصلة نتائج هذه النقاشات من جديد في ورقات عمل يتم اعتمادها بعد ذلك. علي العريض قدم كذلك تقييمه لأداء حكومة الحبيب الصيد معتبرا أن الأوان لم يحن بعد للحكم القاطع لها أو عليها لسبب بسيط يتمثل في توليها مقاليد السلطة منذ حوالي 3 أشهر فقط مما لا يسمح بتقييمها إن ايجابا أو سلبا. وأضاف أن حزبه يدعم الحكومة الحالية ويرجو لها النجاح مقرا في الأثناء أن حكومة الصيد قامت بإجراءات معينة وتسعى إلى تفعيل أخرى منهيا بأن «النهضة» تستحث حكومة الصيد على العمل وتسعى إلى نجاحها لكنها لن تتوانى في انتقادها كلما دعت الحاجة إلى ذلك على حد تعبيره.