لا تزال تداعيات الدربي تلقي بظلالها على المشهد الكروي التونسي وزادته قتامة على قتامة فبعد ردود الأفعال المختلفة حول مردود الحكم الدولي السابق ياسين حرّوش واتهامات بعض مسؤولي الترجي وتسريب بعض الإشاعات وصلت إدخال الحكم المذكور قسم الإنعاش. تحرّك حرّوش ودافع عن نفسه وعن شرف عائلته التي لحقها ضرر كبير وقد عملت اللوبيات في الكواليس وبقدرة قادر جيئ بياسين حرّوش في برنامج «ستاد التونسية» على قناة الحوار التونسي مساء الاثنين وظهور حرّوش لم يكن دون موافقة الجامعة التونسية لكرة القدم بل يمكن القول أنها شجّعته على الذهاب إلى البر نامج والدفاع عن نفسه فهي في حدّ ذاتها عاجزة عن الدفاع عنه وبالتالي تكون قد ضربت عصفورين بحجر واحد فمن جهة أظهرت أنها تقف في صف الحكّام وتدافع عنهم فسمحت له بالحضور التلفزي ومن جهة أخرى يتولّى حرّوش قول ما عجزت الجامعة عن قوله لمسؤولي الترجي من خلال وضعه في الواجهة. حرّوش تكلم كما لم يتكلّم أبدا ويتساءل الشارع الرياضي هل كان عليه الظهور في التلفزة ؟ الاتحاد الدولي يمنع منعا باتا على الحكام الإدلاء بأي تصريح خصوصا في ما يتعلّق بتبرير قراراتهم الفنية ولكن ياسين وقع في الفخ وقدّم توضيحات وتبريرات وتفسيرات لقراراته وهذا تجاوز واضح وخطير لتعليمات الاتحاد الدولي ومن المفروض أن توجه الجامعة لفت نظر لحكمها لتجاوزه الخطوط الحمراء ولكنها لن تفعل فهي فخورة به وعلى مواقفه من عدوّها الخفي فقد تكفل حرّوش بإجابة منتقدي الجامعة. بالنسبة للاتهامات بالرشوة والفساد فنحن مع حروش في الدفاع عن نفسه لأنه لم يجد أحدا ليدافع عنه فلا إدارة التحكيم ولا الجامعة ولا وزارة الرياضة تحركت بما من شأنه أن يضع حدا لهذه التجاوزات التي يذهب دوما الحكام ضحيتها فمتى تتبعت الجامعة أو سلطة الإشراف المذنبين الذين اعتدوا لفظيا وجسديا على الحكام ؟ كل أسبوع والحكام يتعرضون إلى الاعتداء تلو الاخر و«باندية» الملاعب أحرار ولا أحد تتبعهم لا وزارة ولا جامعة ولا نيابة عمومية وكل ما في الأمر هو أن يقع اقتراح شطب المعتدين مدى الحياة لتنزل العقوبة ل8 مقابلات عند الطعن فيها بلجنة الاستئناف لأن الاعتداء يتحول لمحاولة اعتداء وحتى وإن ثبت الاعتداء وتم تثبيت عقوبة الشطب فإنه وبمجرد اقتراب الحملة الانتخابية للمكتب الجامعي ولأهداف انتخابية بحتة يتم العفو عن المعتدين. حروش دافع عن نفسه وعن عائلته واستمات في الدفاع عنها وذلك من حقه. يقول الذين يعتقدون أننا نعيش في جمهورية أفلاطون أن حروش أساء إلى نفسه وإلى قطاع التحكيم. هذا الكلام يصح في ظروف أخرى وفي دولة أخرى تكون فيها المواثيق محترمة وكرامة الإنسان محفوظة ولكن ما نعيشه في تونس من انفلات على جميع الأصعدة لا يمكن ان يلتزم بمقتضاه أي شخص يهتك عرضه على الملأ دون حساب أن يتصرّف بما تقتضيه الأعراف.حروش تكلّم لأنه لا أحد دافع عنه وفي نهاية الأمر ما عساه أن يخسر؟ هل ستقع معاقبته بشطبه من سلك التحكيم؟ فليكن . إنه لأمر يدعو للمسخرة. ولكنه وبإيعاز من «الجماعة» قال عاليا ما يردده الكثيرون بصوت خافت. هم في قرارة أنفسهم مسرورون بما قاله ولكنهم في العلن ينتقدونه. هكذا هو التونسي. ملاسنة على الهواء إن قمّة الانفلات الكروي حصلت خلال الاتصال الهاتفي من خارج أرض الوطن لزياد التلمساني فلم يعد رازي القنزوعي يتحكم في الحوار واجبرنا على سماع ما لم نكن نرغب في سماعه ونزل مستوى النقاش إلى الحضيض.لن نعلّق أكثر على الذي حصل بل نكتفي بالقول «على الدنيا السلام» وقد يكون التلمساني خسر الكثير من الأصوات إذا كان يعتزم القيام بحملة انتخابية لرئاسة الجامعة. التلمساني أسقط القناع الذي لبسه عندما تحدث في قابس عن الهدف الذي ألغاه المساعد أنيس اليعقوبي واعتبر ذلك يدخل في نطاق اللعبة. حروش لم يلغ هدفا ولم يحرم الترجي من ضربة جزاء. الفرق بينه وبين اليعقوبي أن الأول من أحباء الترجي ووالده يعمل بإدارة الترجي وبالتالي خطأه مقبول ويدخل في قانون اللعبة والثاني له غاية في نفس يعقوب ويعمل بتعليمات « عرفه». اجتماع عاجل للجمعية غدا بعد تدخل حروش مساء الاثنين في «ستاد التونسية» حصل حراك تحكيمي وقد طلب الحكام من رؤساء فروع الجمعية التونسية لكرة القدم عقد اجتماع عاجل وهو مطلب وافقت عليه الهيئة الوطنية حيث أصدرت بلاغا صبيحة أمس هذا نصه : « بعد إجراء عدد من الاتصالات والمشاورات مع الزملاء الحكام وأمام الأحداث المتسارعة التي تعيشها كرة القدم التونسية فإن الجمعية التونسية لحكام كرة القدم تدعو حكام النخبة بكامل الجمهورية للاجتماع يوم الخميس 21 ماي 2015 بدار الجامعات الرياضية بالعاصمة انطلاقا من الساعة 11 صباحا. س: 11:00 : اجتماع مغلق للحكام والحكام المساعدين س: 13:30 : لقاء إعلامي».