التونسية (تونس) من ضمن الغلال التي تلقى إقبالا كبيرا من التونسيين خلال شهر رمضان المبارك، التمور التي أضحى إنتاجها منذ عدة سنوات لا يتزامن مع الشهر الفضيل ولأجل ذلك ترتفع أسعارها بشكل لافت في رمضان ويصل سعر الكلغ الواحد إلى حوالي 10 دنانير على غرار رمضان الفارط. ويقبل التونسيون على استهلاك التمور نظرا لقيمتها الغذائية واحتوائها على السعيرات الحرارية التي تغذي الجسم وتساعده على تحمل مشقة الصيام فضلا عن كونها عادة غذائية لدى المسلمين قبل الإفطار. ولتفادي حصول شطط في أسعار التمور وتجنّب المضاربات الاحتكارية التي من شأنها جعل الأسعار تصل إلى مستويات يعجز معها المواطن من اقتناء هذا النوع من الغلال اتخذت الهياكل المهنية وفي مقدمتها المجمع المهني المشترك للغلال كل الاحتياطات والتدابير اللازمة لتوفير التمور بالكميات المطلوبة وبأسعار مناسبة ومعقولة. وفي هذا الإطار أفادت مصادر من المجمع أن الحاجات الوطنية من التمور التي تم تخزينها لتعديل السوق خلال شهر رمضان 2015 تقدر بنحو 37 ألف طن الأمر الذي يفي بالحاجة وزيادة لا سيما وان معدل استهلاك التونسيين خلال شهر الصيام من التمور يتراوح بين 15 و20 ألف. ويبلغ المخزون الحالي من التمور 55 ألف طن سيتم تصدير قرابة 18 ألف طن منها والبقية (37 ألف طن) سيتم ضخها في السوق المحلية خلال شهر رمضان. وأكدت المصادر أن الكميات المتوفرة من هذه المادة التي تلق رواجا كبيرا خاصة في الأيام الأولى من شهر الصيام تفي بكل الحاجات وانه لا داعي للتخوف من فقدانها أو التهافت عليها وبالتالي تشجيع التجار على المضاربة والاحتكار. وأشارت مصادرنا إلى أن أسعار التمور في السوق المحلية ستكون في المتناول على عكس رمضان 2014 حيث تراوحت الأسعار في الفترة الأولى من رمضان بين 8 و10 دنانير، ورجحت مصادرنا في هذا السياق إلى إمكانية انخفاض الأسعار إلى اقل من مستويات السنة الماضية بفعل عامل الوفرة. وذكر مسؤول من المجمع المهني المشترك للغلال انه تم إلى حدود الأسبوع الفارط تصدير 73 ألف طن بقيمة 342 مليون دينار مقابل 61 ألف طن وبعائدات مالية بقيمة 268 مليون دينار خلال الفترة ذاتها من السنة الماضية أي بزيادة بنسبة 19 بالمائة من حيث الكمية و 37 بالمائة من حيث القيمة. وتجدر الإشارة إلى الإنتاج الوطني من التمور خلال موسم 2014 / 2015 بلغ نحو 223 ألف طن منها 145 ألف طن دقلة نور مقابل إنتاج وطني بحوالي 198 ألف طن في موسم 2013 / 2014. وبالنسبة للاستعدادات لموسم جني التمور لموسم 2015 / 2016 قال مصدرنا ذاتها إن المجمع قام بتوزيع أكثر من مليوني ناموسية بقيمة 4 ملايين دينار من اجل حماية عراجين التمور من جهة والحصول على منتوجات ذات جودة عالية من جهة أخرى. وأفاد في سياق متصل أن المنتج لا يدفع سوى نسبة 20 بالمائة من سعر الناموسية إلى جانب مساهمة مالية يتكفل بها المصدرين في مستوى 1 بالمائة من عائدات التمور. كما ذكر أن المجمع بالتعاون مع المهنة بصدد وضع منظومة متكاملة لميكنة العمل في واحات التمور مشيرا إلى اعتزام المجمع بالتعاون مع أهل المهنة توريد آلات خاصة لجني التمور. وألمح إلى أنه سيتم توريد هذه الآلات من الهند بأسعار معقولة للمساعدة على الجني الصابة التي تنطلق عادة في شهر أكتوبر القادم مثيرا موضوع غياب وفقدان اليد العاملة المختصة في جني التمور في الوقت الراهن والتي بدأت تندثر تدريجيا وهو ما يفسر اللجوء إلى توريد آلات خاصة لجني التمور من النخيل.