بدأ شهر رمضان المعظم يتباعد من سنة إلى أخرى عن موسم جني التمور. وقد تعود أهالي الجريد على خزن التمور وكانوا يعتمدون عدة طرق بدأت تندثر مجاراة للنمط المعماري الجديد من ذلك الخابية والبطاين وصولا إلى الأسطل وغيرها من الطرق الأخرى لاسيما تعليق عراجين التمور في الرفوف أو الأسقف من خشب النخيل. إلا أن التمور البيضاء التي تظهر في الصيف بامكانها تعويض دقلة النور سيما القندي وبوفقوس والمناخر واللاقو والقصبي المتواجدة حاليا في الأسواق هذا بالإضافة الى دقلة النور التي يتم خزنها بمخازن التبريد وقد بدأت أعدادها في التزايد نتيجة الحوافز والتشجيعات التي تمنح لهذا الغرض. ويذكر أن موسم جني التمور الحالي سيسجّل تقدما ب15 يوما مقارنة بالموسم الماضي وبذلك ستنزل الدقلة للأسواق في النصف الثاني من شهر الصيام وخصوصا دقلة الاحياءات الجديدة التي تنضج عادة بصفة مبكرة وفي النصف الأول سيتم الاعتماد على ما توفره مخازن التبريد. لسائل أن يسأل بأي الأثمان ستباع الدقلة خلال شهر رمضان خصوصا أن الشهر ذاته شهد العام الفارط ارتفاعا مشطا في أسعار الدقلة وكثيرون من ضعفاء الحال لم يتذوقوها خلال شهر الصيام إذ تراوحت أسعارها بين 5 و6 دنانير في البداية وحتى التمور البيضاء وفي ندرة دقلة النور تم ترويجها بأسعار خيالية ولكن لهفة رمضان وحاجة الصائم للتمور جعلتها تلقى رواجا كبيرا في الأسواق إلا أن هذه الأسعار سرعان ما عادت إلى رشدها بعد نزول التمور الجديدة للأسواق ورغم أن هذه الوضعية تخضع لمنطق العرض والطلب لابد من التصدي لعمليات الاحتكار المتزايد التي تثقل كاهل المستهلك حتى لا يحرم من أكل الدقلة في وقتها. 25 سنة خارج موسم التمور وفي سياق متصل تعتبر حلقة الترويج الداخلي من نقاط ضعف منظومة التمور إذ رغم صدور كراس شروط لتعاطي مهنة التجميع منذ سنة 2000 فإن هذه الحلقة مازالت مهمشة وتتسبب في تدني نوعية التمور أحيانا خاصة من جهة الإصابة بدودة التمر التي تعتبر من أهم عوائق تنمية الصادرات وفي إطار تأهيل مسالك توزيع المنتجات الفلاحية بصفة عامة والتمور على وجه الخصوص قام المجمع المهني المشترك للغلال خلال الموسم الفارط باختيار 12 مجمعا من خيرة المجمعات بربوع الجريد وذلك ضمن شراكة مع المصدرين ولعل من أبرز النقاط المضيئة في هذا المستوى توفر طاقة خزن تبريدي لدى المجمعين وبعض الفلاحين تصل إلى 14200 طن وقد شرع منذ الانتهاء من الموسم المنقضي في تخزين التمور استعدادا لشهر الصيام. وبالنظر إلى عدم تزامن موسم جني التمور مع شهر رمضان لمدة 25 سنة ينتظر أن يعود أهالي الجريد إلى عادة خزن التمور بالطرق التقليدية هروبا من جحيم أسعار الدقلة في رمضان. أنواع التمور التي تروّج حاليا على الرغم من أن فصل الصيف يتميز بوفرة وتنوع التمور مثل العماري واللاقو والقصبي وبسير حلو والكننة والعليق والحرة والفرملة وأخوات عليق يجد أهالي الجريد أنفسهم مجبرين على الترفيع في طاقة الخزن والتبريد من خلال إعداد مخازن جديدة وفي تناول استشرافي تؤكد الأرقام تطور نسق الانتاج إلى حدود سنة 2007 حيث من المؤمل أن يبلغ 177,800 طن وهو ما يحيل على تطور حاجيات الخزن سواء للسوق الداخلية أو الخارجية ويحتم الترفيع في نسق إحداث وحدات الخزن والتبريد عبر تشجيع الخواص لبعث المخازن وحتى شركات الأحياء والتعاضديات على تعزيز طاقة الخزن.