تؤكد المعطيات والمؤشرات المتوفرة لدى «التو نسية» أن أسعار التمور ولا سيما من نوع «الدقلة» ستكون خلال شهر رمضان، الذي لم تعد تفصلنا عنه سوى 18 يوما، مرتفعة جدا وأنه لن يكون بمقدور الشرائح الاجتماعية متوسطة الدخل أو الفقيرة اقتناء هذه الثمرة اللذيذة التي يكثر الإقبال عليها خلال شهر الصيام. ووفق الأسعار المتداولة حاليا في عدد من الأسواق فإن ثمن التمور وخاصة أصناف الدقلة يتراوح بين 9 و10 دنانير وقد وصل سعرها في الأسبوع الماضي بالسوق المركزية بالعاصمة إلى 10،800 د للكلغ الواحد مقابل معدل ما بين 6 و7 دنانير في السنوات الأخيرة. واعتبر بعض المتدخلين والمشرفين على القطاع والباعة أن سعر التّمور مرشح للارتفاع خلال شهر رمضان للعديد من الأسباب أهمها أنه شهر لا يتزامن مع موسم جني التمور (أشهر أكتوبر ونوفمبر وديسمبر من كل سنة) وهو ما يجعل كل المنتوج المتوفر في السوق متأتيا أساسا من التخزين المخصّص لشهر رمضان.واعتبرت مصادر مهنية أن التخزين في مخازن للتبريد والحفاظ على جودة التمور أصبح باهظا وهو ما من شانه أن يؤثر على السعر النهائي للمنتوج الذي رجحت ذات المصادر ألّا ينزل تحت سعر 9 دنانير للكلغ في السوق وإمكانية بلوغه أكثر من هذا السعر خاصة في الأيام الأولى من رمضان. وكذلك فإنّ الإنتاج لم يكن في مستوى التطلعات إذ أن صابة التمور لم تكن وفيرة في الموسم الماضي علاوة على تدني الجودة وهو ما أحدث خللا بين العرض والطلب جعل الطلب يفوق العرض الأمر الذي أثّر على منحى الأسعار مع تفضيل المنتجين وأصحاب المخازن البيع للمصدرين من منطلق منطق الرّبح. مسألة أخرى وجب أخذها بعين الاعتبار تتمثل في أن بلادنا تأتي في المراتب الأولى للدول المصدرة للتمور في العالم وهي تروّج منتوجها إلى أكثر من 60 وجهة في العالم وخاصة الدول الإسلامية التي تقبل على شراء الدقلة التونسية استعدادا لشهر رمضان. وتجدر الملاحظة ان صادرات التمور التونسية بلغت خلال الفترة الفاصلة بين 01 أكتوبر 2013 و31 ماي 2014 حوالي 67209 أطنان بقيمة تقدر بحوالي 296 مليون دينار مقابل 73200 طن بقيمة 257.7 مليون دينار خلال نفس الفترة من الموسم الماضي، مسجلة بذلك نقصا على مستوى الكمية بنسبة ٪18,8 وتطورا على مستوى القيمة بنسبة ٪8,14 كما شهد معدل السعر زيادة بنسبة ٪25. أما عدد الأسواق الخارجية المصدر إليها فقد بلغت 65 بلدا محافظة بذلك على نفس عدد الأسواق بالنسبة للموسم الفارط. وتجدر الإشارة إلى أنّ انطلاق تزويد الأسواق الخارجية البعيدة مثل ماليزيا واندونيسيا بمناسبة شهر رمضان تمّ بصفة مبكرة أي منذ نهاية شهر فيفري وتعتبر تونس المزود الوحيد للسوق العالمية للتمور من نوعية «دقلة النور» خلال شهر رمضان المعظم.