أجّلت أول أمس إحدى الدوائر الجنائية بمحكمة الاستئناف بنابل إلى شهر أكتوبر القادم النظر في جريمة قتل تورط فيها شاب عمد إلى طعن غريمه بواسطة آلة حادة على مستوى صدره كانت كفيلة بإزهاق روحه. وقد أدين المتهم ابتدائيا بالسجن بقية العمر فاستأنف الحكم الصادر ضده أملا في تخفيف العقوبة. وقد انطلقت التحريات في هذه القضية على إثر إعلام ورد على السلط الأمنية من إدارة المستشفى بنابل في شهر اكتوبر 2013 يفيد بقبول شاب في حالة صحية حرجة وخضوعه لعملية جراحية عاجلة والاحتفاظ به تحت العناية الطبية المركزة فتحولت دورية أمنية على عين المكان وتبين من خلال التحريات مع بعض الموجودين من أقرباء المتضرر أنه أصيب إثر خصومة دارت بينه وبين احد الشبان الذي أدلوا باسمه حول ثمن بعض الخضر اذ اعتبر الضحية ان الجاني يتعمّد التخفيض في أسعار منتوجاته حتّى يجلب الحرفاء إليه ممّا يتسبّب له في خسارة. وأضاف أقرباء الضحية أن هذا الأخير نبه مرارا لاحترام الأسعار المعمول بها الا أن هذا الأخير لم يكترث لكلامه وتعددت الخلافات بينهما آخرها يوم الواقعة اذ لاحظ الضحية ان كل زبائنه توجهوا إلى دكان الجاني الأمر الذي استفزه وجعله يخرج من شعوره فأخذ قطعة حديد وأصابه بها على مستوى كتفه عندما كان بصدد البيع فصاح الجاني من شدة الألم وتملكته حالة هيسترية دفعته إلى التقاط السكين التي يستعملها في عمله وتولى مباشرة تسديد طعنة للضحية على مستوى صدره وتركه ينزف وفر من المكان. وفي اليوم الموالي تلقى أعوان الأمن إشعارا يفيد بوفاة الهالك جراء نزيف حاد لان الطعنة طالت مكانا حساسا من جسده فتم ترويج برقية تفتيش في شأن المظنون فيه وألقي عليه القبض متحصنا بالفرار بأحد المنازل المهجورة بالمنطقة. وباستنطاقه اعترف بما نسب اليه وأفاد أنه لم تكن بينه والمجني عليه في البداية خلافات غير انه منذ فترة أراد أن يخفض من سعر منتوجاته علّه يزيل عن نفسه كساد تجارته وأنه استغرب من ردة فعل الضحية الذي اعتبر تصرفه مقصودا غايته محاربته في رزقه وهدده مرارا بالانتقام منه إن واصل سياسته وأضاف المتهم أنه رغم محاولته ليبين للمجني عليه ان كساد أوضاع السوق هو الذي دفعه للبيع بالخسارة فإنه لم يهتم بكلامه وانصرف من المكان وتعددت خلافاتهما بشكل متواتر الى ان كان يوم الجريمة اذ قدم إليه وهو في قمة الغضب وشرع في شتمه والتلفظ نحوه بفاحش القول فتجاهله وواصل عمله الا ان هذا الأخير توجه مسرعا إلى دكانه وجلب قضيبا حديديا وباغته من الخلف بإصابة على مستوى كتفه فاحس بآلام مبرحة ودون تفكير التقط سكينا يستعملها في عمله والتفت نحوه وسدد له طعنة بصفة عشوائية أصابت صدره. وأضاف المتهم انه لم يخطط للجريمة بصفة مسبقة وأنها كانت وليدة اللّحظة وأنه لم يقصد قتل الضحية ولم يتوقع ان تكون الاصابة قاتلة. وباستشارة النيابة العمومية أذنت بالاحتفاظ بالمظنون فيه ثم أحيل على انظار قاضي التحقيق المتعهد بملف القضية. وباستنطاقه أعاد اعترافاته السابقة واكد انه ليس المسؤول عن الجريمة وأن الضحية بتصرفاته اللّامسؤولة خصوماته المتكررة جعله يعيش ضغطا نفسيا لم يمكّنه من السيطرة على انفعاله يوم الجريمة ورد الفعل على إثر الاعتداء الذي استهدفه. وقد طلب دفاع المتهم في طلباته الكتابية من قاضي التحقيق اعتبار الأفعال المنسوبة لموكله من قبيل الاعتداء بالعنف أثناء معركة الناجم عنه الموت دون قصد القتل وبعد ختم الأبحاث وجّهت للمظنون فيه تهمة القتل العمد وأحيل على أنظار المحكمة الابتدائية التي قضت بإدانته على النحو المضمن اعلاه فاستأنف الحكم غير ان المحكمة قررت تأجيل النظر في القضية استجابة لطلب الدّفاع.