التونسية (تونس) نظرت أول أمس محكمة الاستئناف بنابل في جريمة قتل ذهب ضحيتها شاب على يد غريمه الذي سدد له طعنة قاتلة على مستوى صدره اثر خلاف جد بينهما. وقد أدين المتهم ابتدائيا بالسجن بقية العمر فاستأنف الحكم الصادر ضده واستند الدفاع الى ملفه الصحي الذي يبيّن انه يعاني من مرض عضال وقد قررت المحكمة تأجيل النظر في القضية الى نهاية شهر ماي 2015. تفاصيل هذه القضية بدأت بمكالمة هاتفية وردت على أعوان الأمن في شهر ماي 2013 مفادها قبول شاب تعرض إلى طعنة بسكين ويحمل آثار اعتداء بالعنف الشديد في أنحاء مختلفة من جسده ورغم محاولة اسعافه فقد لفظ انفاسه الاخيرة متأثرا بالمضاعفات الخطيرة للإصابة التي تعرض لها والتي ادت الى نزيف داخلي حاد فتحولت دورية أمنية على عين المكان واجريت المعاينات الميدانية على الجثة وأذن بعرضها على الطبيب الشرعي لتحديد اسباب الوفاة بدقة فيما عهد لفرقة الشرطة العدلية بنابل بالبحث في ملابسات الجريمة. وبانطلاق التحريات تبين ان خلافا اندلع بين الجاني والمجني بسبب هاتف جوال باعه المجني عليه للجاني وتعطب بعد يومين من استعماله فطالبه بإرجاع المال الذي تسلمه منه الا انه رفض فاندلعت مناوشة كلامية بينهما تحولت الى معركة عمد خلالها المظنون فيه الى طعن غريمه على مستوى صدره وفر من المكان. وعلى ضوء هذه المعطيات انحصرت الشبهة في المظنون فيه فالقي عليه القبض. وباستنطاقه جنح في البداية الى الانكار الا انه بمزيد تضييق الخناق عليه تراجع في اقواله وافاد ان مناوشة كلامية اندلعت بينه وبين الضحية حول هاتف جوال باعه اياه غير انه تبين له لاحقا انه معطب فطالبه ان يرجع له أمواله الا انه امتنع وتولى تعنيفه بمعية صديقين له معروفين بانحرافهما فاضطر الى الانسحاب من المكان حتى يتعرض الى مكروه غير ان ذلك حزّ في نفسه وعزم على الانتقام من غريمه لأنه شعر بان المجني عليه غرر به وباعه الهاتف وهو يعلم انه معطب فتسلّح بآلة حادة والتقاه بالحي وطالبه مجددا بأمواله -100دينار –الا انه تهكم عليه وواصل سيره فجذبه بقوة واندلعت معركة بينهما تولى خلالها طعنه بواسطة آلة حادة على مستوى صدره مؤكدا انه لم يكن ينوي قتله وباستشارة النيابة العمومية اذنت بالاحتفاظ بالمظنون فيه من اجل ما نسب اليه وقد تمسك المتهم بأقواله في جميع مراحل التحقيق وأكد ان استفزازات الضحية كانت وراء وقوع الجريمة. وبعد ختم الابحاث وجهت للمظنون فيه تهمة القتل العمد واحيل على انظار احدى الدوائر الجنائية بالمحكمة الابتدائية بنابل وبالتحرير عليه من طرف القاضي اعاد المتهم اقواله السابقة وطلب من هيئة المحكمة التخفيف عنه قدر الامكان .أما الدفاع فقد أيد طلبات منوبه وافاد ا ن الضحية هو السبب المباشر في وقوع الجريمة لأنه رفض ارجاع اموال منوبه كما انه عنفه بمعية صديقيه مما جعله يرغب في رد الفعل لأنه احس بالظلم والمهانة فتسلح بآلة حادة وطعنه بصفة عشوائية واضاف ان مكان الاصابة لايعدّ دليلا على توفر الركن المعنوي للجريمة وطلب بناء على ذلك اعتبار الافعال المنسوبة الى موكله من قبيل الاعتداء بالعنف الناجم عنه الموت دون قصد القتل. المحكمة بعد المفاوضة قررت ادانة المتهم وسجنه بقية العمر فاستأنف المتهم الحكم الصادر ضده املا في تخفيف العقوبة وقد استند دفاعه في مؤيداته الى المرض العضال الذي يعاني منه موكله .