حشود كبيرة من المعلمين تنقلت من كامل تراب الجمهورية للمشاركة في «يوم الغضب» الذي دعت إليه نقابة التعليم الأساسي . وقد نفّذ المعلمون وقفة احتجاجية بساحة القصبة وأمام وزارة التربية ، رفعوا خلالها «ديقاج» في وجه وزير التربية ناجي جلّول معتبرين أن هذا الأخير تماهى في تجاهل المعلمين وفي التصريحات المسيئة ضدهم وهو ما أدى إلى تأليب وتجييش الرأي العام ضد مدرسي الإبتدائى رغم أن مطالبهم مشروعة. ويأتي تصعيد المعلمين على إثر الوصول إلى نفق مسدود مع وزارة التربية بعد فشل الجلسة التفاوضية الأخيرة التي جمعت الأطراف النقابية بمسؤولي الوزارة . وأعتبر المعلمون أن الوزارة تتعمد تجاهل مطالبهم رغم مشروعيتها وتمعن في التصريحات التي أدت إلى احتقان الوضع خاصة اثر تصريح وزير التربية بأنه لا علم له بإضراب المعلمين. كما أكد المعلمون أن إضرابهم ليس فقط من أجل مطالب مادية بل لاسترجاع كرامة المدرّس التي انتهكت في غياب رغبة صادقة من المسؤولين بمعالجة الوضع المادي والمهني لمدرسي الأساسي . وهدد المعلمون بمواصلة الإضراب والامتناع عن إجراء الامتحانات رافعين شعار «لا دراسة لا معلومة حتى تركع الحكومة». ودعا كاتب عام النقابة العامة للتعليم الأساسي وزارة التربية إلى التعامل مع كل الأسلاك معاملة واحدة والاستجابة للمطالب المشروعة للمعلمين مؤكدا على ضرورة إصلاح الأوضاع المادية والمهنية للمعلمين في صلب عملية الإصلاح التربوي ، وأنه لم يعد مقبولا حسب تعبيره أن يبقى المعلم في أسفل ترتيب السلم الوظيفي رغم المسؤولية الكبيرة الملقاة على عاتقه وتحمله مشاق المهنة وصعوبة التدريس في أغلب الأحيان. وتتمثل مطالب القطاع المضمّنة في اللائحة المهنية الصادرة عن الهيئة الادارية القطاعية للتعليم الأساسي فى جانفى 2015 في إحداث منحة العمل الدوري ومنحة العمل الاداري مقابل ما يقوم به المدرّس خارج مشمولاته فضلا عن البت في ملف الترقيات المجمدة منذ فترة طويلة وتنقيح النظام الأساسي للمعلمين وتحيين الأمر المتعلق بالتقاعد. ويشار إلى أن النقابات العامة للأساتذة والمتفقدين وموظفي التربية دعت نظراءها أمس للمشاركة المكثفة في التجمع الذي نفذه معلمو الأساسي ورغم مساندة المركزية النقابية لمطالب المعلمين فإنّها دعت النقابة العامة للمعلمين إلى عدم السقوط في فخ عدم إجراء الامتحانات لما فيه من مس بالتلاميذ وبالعائلة التونسية فهل تأتي الساعات القادمة بتطورات جديدة في ملف إضراب المعلمين أم تتواصل الأزمة وسط حيره الأولياء والتلاميذ حول مصير الثلاثية الثالثة والإمتحانات الوطنية التي لا يفصلنا عنها إلا أيام قلائل؟