بعد أربعة أشهر عن خيبة نهائيات كأس الأمم الإفريقية غينيا الاستوائية 2015، وبعد أن نجح البلجيكي جورج ليكنز في الصمود والثبات في مركزه رغم جملة المؤاخذات التي رافقت أداءه وأداء أبنائه في المسابقة المذكورة، عاد مساء أول أمس المنتخب الوطني التونسي إلى أجواء المنافسات الرسمية بفوز ساحق وتاريخي على حساب منتخب جيبوتي بثمانية أهداف لهدف واحد في مستهل منافسات المجموعة الأولى في التصفيات الإفريقية المؤهلة إلى «كان» الغابون 2017. وعلى الرغم من تواضع إمكانيات المنافس وعدم اعتماده كمحرار حقيقي لقياس درجة جاهزية عناصرنا الوطنية، فإن الكسب الذي حققه زملاء صيام بن يوسف سهرة الجمعة على قدر كبير من الأهمية وخاصة على الجانب المعنوي بما أن المنتخب يمر في السنوات الأخيرة بفترات حالكة السواد نرجو أن تكون البوادر الإيجابية التي لاحت في حوار جيبوتي بداية لنهايتها. زملاء القائد ياسين الشيخاوي كانوا في مباراة الجمعة أشبه بحوار تطبيقي استعرضوا خلاله عضلاتهم ودخلوا به التاريخ بما أنهم وفقوا في تحقيق أعرض فوز للنسور في المسابقات الرسمية عبر التاريخ كما كانت موقعة رادس حبلى بالأرقام والاكتشافات السارة التي نتمنى تأكيدها في باقي الاستحقاقات. «الشيخاوي» كالعادة بعد أداء مخيب في النسخة الأخيرة من النهائيات القارية ، جعله محل انتقادات لاذعة، استعاد القائد ياسين الشيخاوي في مباراة أول أمس توازنه وقدم 90 دقيقة رائعة أمتع فيها عشاق النسور بعروض كروية راقية ومهارات فنية وبنجاعة قياسية أعادت للأذهان الصورة الذهبية لنجم «ليتوال» السابق. الشيخاوي لعب وأمتع فجازته الكرة بثلاثية هي الأولى في تاريخه ستكون حتما دفعة معنوية قوية لهذا اللاعب لاستعادة وجهه المعهود. ... وأخيرا نال «العقربي» فرصته أشرنا في أعداد سابقة إلى أن الظهير الأيمن للنادي الإفريقي حمزة العقربي يستحق مكانا في تشكيلة البلجيكي ليكنز ولكن فورمة المثلوثي والحناشي والنقاز أجلت ظهوره في المنتخب ولكنه لم ييأس وواصل العمل ليظفر في النهاية بدعوة مستحقة عقب موسم استثنائي. يوم الجمعة سيبقى عالقا في ذهن العقربي بما أنه سجل أول مشاركة رسمية له بألوان المنتخب، حيث قدم اللاعب أداء محترما يجب تأكيده في قادم المناسبات حتى يثبت أقدامه في تشكيلة النسور وهي مهمة عسيرة خاصة مع العودة المنتظرة لحمدي النقاز أحد أفضل الأظهرة في البطولة. «الرقيعي» بامتياز مواجهة أول أمس شهدت كذلك الظهور الأول لمتوسط ميدان الترجي الرياضي التونسي الجديد شاكر الرقيعي بأزياء المنتخب حيث كان إلى جانب الفرجاني ساسي في خط المنتصف، وعلى الرغم من حداثة عهده بكواليس النسور فإنه نجح في التأقلم سريعا مع بقية زملائه وقدم مباراة مثالية أكدت تميزه على امتداد الموسم الرياضي المنصرم والذي كان فيه أحد أهم الاوراق في تشكيلة الترجي الجرجيسي. الرقيعي سيكون أمام فرص متجددة لإثبات ذاته خاصة وانه سيشارك في منافسات كأس أمم إفريقيا للمحليين. «توزقار» يقدّم أوراق اعتماده بعد مخاض عسير أمكن لنا مشاهدة محترف لانس الفرنسي يوهان توزقار الذي لبى في النهاية دعوة البلجيكي جورج ليكنز وشارك يوم أول أمس للمرة الأولى مع المنتخب الوطني. وعلى الرغم من تواضع دفاع المنافس، فإن الوافد الجديد أظهر مرونة كبيرة في التعامل مع الكرة ومع المنافسين وقدرة كبيرة على التكامل والتناغم مع بقية زملائه بشكل جعله يكون وراء عديد التمريرات الحاسمة. توزقار وفق في تثبيت مدافعي المنافس وفتح بذلك مساحات كبيرة لخليفة والشيخاوي والخزري مكنت المنتخب من تسجيل ثمانية أهداف كاملة وإضاعة عدد أكبر من الفرص. مهاجم لانس الفرنسي أظهر في أول مصافحة له مع الملاعب التونسية أنه يمتلك كل خصال المهاجم العصري الذي بإمكانه تقديم الإضافة للمنتخب والثابت والأكيد أن الهدف الذي سجله سيمنحه طاقة إضافية لمواصلة التألق خاصة وأنه بات مطلوبا من كبيرا العاصمة. إجازة للمحترفين مباشرة بعد نهاية المواجهة دخل المحترفون في عطلة صيفية تختلف مدتها وفقا لتواريخ عودة أنديتهم للنشاط، ليفسح المجال بذلك لمنتخب المحليين لخوض التصفيات المؤهلة إلى «الشان». ... والآن إلى ال«شان» بعد تحقيق المهم في مباراة الجمعة والجمع بين الأداء والنتيجة سيتحول تركيز الإطار الفني للمنتخب الوطني إلى تصفيات المنطقة المغاربية المؤهلة إلى كأس أمم إفريقيا للمحليين والتي ستقام السنة القادمة في رواندا، حيث تحولت صبيحة أمس بعثة النسور إلى المغرب أين ستواجه تباعا منتخب البلد المستضيف في سهرة الغد والمنتخب الليبي في سهرة الخميس القادم.و يأمل المنتخب التونسي في التأهل إلى النهائيات وإعادة سيناريو 2011 في السودان عندما توج باللقب تحت قيادة المدرب سامي الطرابلسي. لعنة الإصابات تضرب من جديد فرحة الفوز على جيبوتي لم تكتمل بما أن كلا من صابر خليفة وعلي المعلول تعرضا إلى الإصابة ستحرمهما من المشاركة في المواجهتين المنتظرتين. الكشوفات التي أجريت على مهاجم النادي الإفريقي وهداف البطولة الوطنية أثبتت ضرورة ركونه لراحة مطولة قد تتجاوز الثلاثة أسابيع فيما كانت إصابة الظهير الأيسر للنادي الصفاقسي أقل حدة بما أنه سيعود إلى النشاط بعد أسبوع من الراحة. وبذلك يكون البلجيكي جورج ليكنز قد خسر ورقتين مهمتين بعد أن خسر في بداية التربص مجهودات كل أيمن المثلوثي وبلال العيفة وحمدي النقاز ومحمد علي منصر وحسين ناطر. ثلاثي جديد ينضاف إلى القائمة بعد تأكد غياب خليفة والمعلول قام الإطار الفني بتوجيه الدعوة لكل من حمزة المثلوثي الظهير الأيمن للنادي البنزرتي وزميله في الفريق سليمان الكشك ومدافع النادي الصفاقسي ياسين مرياح حيث التحق ثلاثتهم بالمجموعة وتحولوا مع البعثة إلى المغرب.