انطلقت امس مخابر»سيتوفارما» في صنع الأدوية المخصصة لعلاج الأمراض السرطانية في السوق التونسية وكان سعيد العايدي وزير الصحة قد أشرف يوم السبت 13 جوان الجاري على حفل التدشين بالمنطقة الصناعية بالزريبة من ولاية زغوان. وتعتبر مخابر «سيتوفارما» الأولى والوحيدة من نوعها في شمال إفريقيا والعالم العربي، وقد انطلقت فكرة إنشائها منذ 2008 بإشراف مختصين في الميدان وبفريق عمل شاب كلهم إطارات عليا تونسية. وتعتزم هذه المخابر إنتاج مليون علبة دواء سنويا أي ما يغطي احتياجات السوق التونسية في مرحلة أولى ثم سيتم التسويق نحو الأسواق الأجنبية (ليبيا والجزائر أساسا). كما أن هذه الوحدة ستمكن من توفير حاجيات المرضى مما سيوفر عليهم ربح وقت الانتظار الذي يكلفهم أحيانا حياتهم كما سيخفض على الدولة تكلفة التوريد بالعملة الصعبة. مع العلم أن الدولة التونسية تنفق سنويا حوالي 270 مليون دينار لاستيراد هذه الأدوية. وتجدر الإشارة أن أدوية علاج مرض السرطان المصنعة في تونس وتحديدا في مخابر «سيتوفارما» ستكون مطابقة للمواصفات العالمية. لغة الأرقام تؤكد ان مرض السرطان يمثل ثاني سبب للوفاة بعد أمراض القلب والشرايين حيث صرح الدكتور الحبيب السيفي مدير المبيعات والتسويق بمخابر « سيتوفارما» أن هذا المرض يصيب سنويا 15 ألف شخص في تونس ويتسبب في وفاة 8 ألاف» ... وهي أرقام قابلة للإرتفاع بالنظر إلى نظام الحياة والنظام الغذائي والتلوث. ويعتبر سرطان الرئة النوع الأكثر انتشارا عندالرجال وسببه الرئيسي الإدمان على التدخين. أما النساء فثلث المصابات هن يعانين من سرطان الثدي وقد تم التأكيد على اهمية الفحص المبكر والدوري لتفادي هذا المرض القاتل... وهو ما ستسعى مخابر «سيتوفارما» الى تدعيمه ونشره في مرحلة لاحقة حيث لم تغفل عن الجانب التوعوي الاجتماعي إلى جانب دورها الاقتصادي. يشار إلى أن مخابر «سيتوفارما» ستوفر نوعين من الادوية التي تستعمل كعلاج تكميلي لمرحلة ما بعد الاشعة وهي الحقن اوالأقراص والتي غالبا ماتكون باهظة الثمن بالنظر إلى تكاليف توريدها. ومخابر «سيتوفارما» هي شركة خفية الاسم تأسست في جوان 2011 متخصصة في صنع وبيع الادوية المجنَّسة المضادة لمرض السرطان وقد تحصلت على رخصة الاستغلال من طرف وزارة الصحة في ماي 2015. تُشغل مخابر «سيتوفارما» حوالي 30 اطارا حاليا في انتظار ان يرتفع هذا العدد الى 80 لاحقا. وتبلغ القيمة الاجمالية للاستثمار حوالي 27.5 مليون دينار وقد تم تجهيز هذه المخابر بكفاءات 100 بالمئة تونسية.