قريبا حلّ مشكل طبّ الاختصاص في المناطق الداخلية إصلاح شامل للقطاع بداية من 2016 سيكون محوره المريض التونسية (تونس) شكلت الاضرابات الأخيرة التي شهدها قطاع الصحة محور حديث الشارع والتي جاءت في اتجاه معاكس باعتبار أن أولويات الوزارة تمثلت أساسا في دعم تواجد طب الاختصاص في الولايات الداخلية، إضافة الى تكثيف الإصلاحات في المؤسسات الصحية بكل درجاتها ليستفيد منها المواطن . «التونسية» التقت الدكتور «أنيس قلوز» مستشار وزير الصحة الذي تحدث حول نتائج برنامج ال100 يوم الأوائل وعن بعض الملفات الاخرى التي تتعلق بصحة المواطن فكان هذا الحوار الذي انطلق بآخر المستجدّات: في البداية هل من فكرة حول المفاوضات بين الوزارة والجامعة العامة للصحة حول الإضرابات التي تواصلت على امتداد أيام طويلة وألحقت خسائر مالية فادحة بالمستشفيات قدرت بالمليارات؟ - صحيح إن الإضرابات خلفت خسائر مادية ضخمة للوزارة واربكت سير عمل المؤسسات الصحية وستكون لها انعكاسات سلبية على مستوى ميزانية المؤسسات الصحية التي شنت فيها الإضرابات ، لكن ما يهمنا بدرجة أولى هو صحة المواطنين ، الذين جاء البعض منهم من اماكن بعيدة للخضوع الى فحوصات عاجلة او لاجراء بعض التحاليل غير انهم فوجئوا بغياب الخدمات... الوزارة لا تمنع الإضراب القانوني لكنها لن تتسامح مع إرباك هذا المرفق العام الحيوي كما أنها ترفض قطعيا الإضرابات العشوائية وغير القانونية علما أنّ إيقاف الإضراب جاء بعد سلسلة من الجلسات مع الطرف النقابي ، استمرت خلالها المفاوضات إلى ساعات متأخرة من الليل . لنعود إلى برنامج ال 100 يوم عمل ، ماذا عن نسبة تقدم البرنامج الذي سطرتموه.؟ - نعمل في الوزارة بنسق ماراطني مكّننا من قطع أشواط لا بأس بها في إطار برنامج ال100 يوم الأوّلى من عمر الحكومة أي تحديدا الأولويات والتقدم في تنفيذها وهو ما مكننا من تحقيق الأهداف المرسومة بفضل عمل متواصل تظافرت من اجله جهود جميع الأطراف. كيف كان تقييم رئاسة الحكومة لأعمالكم لتطبيق برنامج ال 100 يوم؟ - لقد تبين من خلال التقييم الإقتصادي الذي قامت به الحكومة أن وزارة الصحة حقّقت أفضل معدلات الإنجاز خلال ال 100 يوم، خاصة على مستوى البرمجة والإصلاحات الهادفة إلى لتدارك النقائص داخل المؤسسات الصحية ... الوصول إلى هذه النتيجة لم يأت من فراغ وإنما كان بفضل عمل كبير لفريق متكامل من وزارة الصحة تمكن من تحقيق نسبة هامة من الأهداف المرسومة في إطار ببرنامج ال 100 يوم . هل هناك محاور تعطّل إنجازها.. ولماذا ؟ - نعم هناك بعض الأشياء الخاصة بالبرنامج لم يحالفنا الحظ في انجازها... لقد حاولنا أن نحللها وسنعمل على تجاوزها وذلك من خلال الحلول والتدابير اللازمة التي سنتخذها حتى نتمكن من تحسين المردودية قامت وزارة الصحّة مؤخرا بوضع خطة جديدة للقطاع الصحي، فما هي ملامح هذه الخطة ؟ - لقد وضعت الوزارة خطة للارتقاء بالنظام الصحي بمختلف مكوناته وذلك على المدى القريب وتمتد من سنة 2016 إلى سنة 2020 ... أكيد أن هذه الخطة ستكون لها نتائج إيجابية على المنظومة الصحية الجديدة خاصة من خلال تفعيل الخط الأول وتقليص الاكتظاظ في المستشفيات الجامعية إلى جانب تأمين انطلاقة حقيقية للطب الوقائي. ... ومتى يرى التونسيون تجسيم هذا الرنامج على أرض الواقع ؟ - ما أؤكده لكل التونسيين أن تنفيذ برنامج ال 100 يوم يتطلب إلى جانب الإمكانات المادية حيزا كافيا من الوقت لذلك أقول أن هذه البرامج سيتم تنفيذها في الأربع سنوات القادمة وأنّ الإصلاحات ستشمل كل المؤسسات الصحية بكل درجاتها ليستفيد المواطن من هذه المشاريع ، خاصة وأن المنظومة الصحية الجديدة سيكون محورها المريض. تحدثتم عن استفادة المواطن من الاصلاحات الجديدة للمنظومة الصحية ،فهل من توضيح؟ - هناك عنصر أساسي سيتم ضمه للمنظومة الصحية الجديدة ويتجاوز تقريب المرافق الصحية للمواطن إلى توفير خدمات ملائمة لخصوصية المريض وحالته الصحيّة.. وماذا عن طب الإختصاص الذي أصبح من المشاكل التي لم تجد لها وزارة الصحة مخرجا؟ - هذا الملف يحتل صدارة أولويات الوزارة.. وكما تعرف فإنّ الجهات الداخلية تشهد نقائص متفاوتة في التغطية بطب الاختصاص تعود أساسا إلى عزوف الأطبّاء عن العمل بهذه الجهات. وتبعا لذلك قامت الوزارة مؤخرا بدراسة كل الحلول الممكنة كما حرصت على تفعيل خطط الانتداب المدرجة صلب الميزانية وتبعا لذلك سيتمّ بداية من شهر جويلية تدعيم الجهات البعيدة بعدد هام من الأطبّاء خاصة في الاختصاصات الحساسة على غرار طب التوليد وطب الرضيع والجراحة وجراحة العظام واختصاص التخدير والإنعاش وطب الأشعة كما سيتكفّل الديوان الوطني للأسرة والعمران البشري بدعم هذا المجهود الوطني باعتماداته الذاتية وتجدر الإشارة إلى أنّ الانتدابات ستشمل نحو 22 ولاية مع إعطاء أولوية مطلقة لحاجيات المناطق الداخلية للبلاد.