في سهرة 11 جويلية كان جمهور ولاية صفاقس على موعد جديد مع مهرجان صفاقس الدولي في سهرته الثالثة التي أثثها الفنان سامي اللجمي و مجموعته بعرضه " الزيارة " و الزيارة هذه هي الشقيق الأصغر إن صحت التسمية للعرض الصوفي الأشهر في تونس " الحضرة" لكل من الفاضل الجزيري و سمير العقربي و لكنها في المقابل تتميز عنها باختصاص البحث في تراث العوامرية و العيساوية و تقديمه للمرة الأولى للجمهور الواسع و إخراجه بالتالي من الحلقات و المجالس الضيقة . العرض كما أشرنا وجد صدى كبيرا في تونس أينما حل و بالتالي لم يكن وضعه على قائمة العروض في مهرجان صفاقس الدولي من قبيل الصدفة و رغم بعض التأخير الناجم عن انقطاع في التيار الكهربائي عن المسرح الصيفي بسيدي منصور و عن المنطقة بأكملها لأكثر من نص الساعة فإن العرض انطلق كأبهى ما يكون اشتغالا على الإنارة الموزعة بإحكام على المنشدين و على منفذي التعبير الجسماني من ورائهم و على كل كبيرة و صغيرة فوق الركح هذا بالإضافة إلى عملية البحث الواضحة موسيقيا و التي تم تقديمها على الركح و جعله يبدو كمختبر موسيقي مفتوح حيث أن من يشاهد مسبقا الآلات الموجودة في العرض قد يكاد لا يصدق أن الموسيقى الصوفية قد تجد طريقا للامتزاج مع هذه الآلات الحديثة نسبيا و لكن كل هذا يتلاشى تدريجيا مع تقدم العرض الذي منحه الفنان منير الطرودي بعدا إضافيا لكون هذا العرض يعد في ملعب الطرودي و هو الذي طالما ترك بصمته أينما حل وشارك في عروض مماثلة الجمهور الحاضر بالمسرح الصيفي بسيدي منصور بقي مشدودا إلى موسيقى سامي اللجمي و مجموعته متفاعلا معها رغم الظروف التي ذكرنها من انقطاع للكهرباء و تأخير للعرض بل إن التحية التي وقف الجمهور الحاضر لتأديتها إلى المجموعة الموسيقية هي دليل على أن هذا العرض الذي سبقته سمعته كان وفيا لهذه السمعة لذا فإن التفكير في إعادته مرة أخرى على ركح المسرح الصيفي بسيدي منصور خلال هذا الصيف يبقى أمرا واردا خصوصا مع توفر ظروف أفضل من التي عرض خلالها .