كان جمهور مهرجان صفاقس الدولي على موعد في ثالث سهرات المهرجان مع عرض الزيارة لسامي اللجمي، عرض لاقى من الهتاف والتصفيق الكثير لقدرته على المزج بين تراثنا الصوفي الأصيل ومكونات العرض الموسيقي العصري بكامل مكوناته. وكان جمهور المهرجان على موعد مع هذه السهرة الحدث التي راهن من خلالها المهرجان على العروض ذات الهوية والأصالة والتي تذهب بعيدا في تشبعها بموسيقى العصر ومؤثرات الصورة الموثرة. انطلق العرض في حدود الساعة الحادية عشرة بسبب خلل كهربائي تواصل لساعات فكان أن تأخر صعود صنّاع الزيارة الى الركح ولكن الجمهور بقي متسمرا في انتظار هذا العرض الذي صنع الحدث فرجويا وعلى مستوى المضمون الراقي وحسن التنفيذ على جميع المستويات. سامي اللجمي الذي اختار اللون الصوفي وطوّره موسيقيا وفرجويا كان جد موفق هو وكامل الفريق الذي صاحبه وتجاوز ال15 عنصرا على الركح أدوا جميعهم الصوفي واستطاع التوزيع الموسيقي أن يخلق أجواء من الانتشاء لدى المتابعين للعرض. ثلاث عناصر كانت صارخة من حيث القيمة وحسن التوظيف في "زيارة" اللجمي ومجموعته وهي التنفيذ الموسيقي الممتاز وحسن استغلال الفضاء من حيث التوظيف الركحي وتقسيم الأضواء والمؤثرات الركحية وحسن اختيار الأصوات وهي أصوات عذبة ومؤثرة وقادرة على أداء اللون الصوفي بطريقة ساحرة. وقد زادت مشاركة منير الطرودي في هذا "العرس" الصوفي جمالا على جمال وكان تفاعل الناس كبيرا ما قدمه هذا الفنان الذي يحسن التحرك على الركح ويبهر الحضور بطاقاته الصوتية الكبيرة. فنيا أقر الملاحظون أن عرض الزيارة كان من أهم العروض التي راهن عليها المهرجان وكانت فعلا محل اعجاب وتفاعل كبيرين.