كانت نحو 80 دقيقة حاسمة في القضاء على الإرهابيين الخمسة صباح الجمعة الفارط بمنطقة جبل بوعمران من ولاية قفصة. طارق العمراوي الناطق الرسمي باسم الإدارة العامة للحرس الوطني قدم خلال المؤتمر الصحفي بالخرائط وصور الفيديو تفاصيل ضافية بخصوص الضربة الأمنية النموذجية ليوم الجمعة الفارط والتي كانت أهمّ محطّاتها كما يلي: الساعة الثامنة من صباح (الجمعة 10 جويلية): ظهور عنصر إرهابي تمركز في موقع مرتفع وبدا واضحا أنه يضطلع بمهمة الاستطلاع والمراقبة أو ما يُعرف ب«الكشّاف». الساعة التاسعة صباحا: ظهور إرهابيين إثنين في مكان الكمين. الساعة التاسعة و15 دقيقة: ارتفاع عدد الإرهابيين إلى خمسة بعد ظهور إرهابيين إثنين آخرين. الساعة التاسعة و20 دقيقة: انطلاق تنفيذ العملية والتي مكّنت من القضاء على الإرهابيين الخمسة وكان أوّل من أردي قتيلا الإرهابي الخطير مراد الغرسلي. ولاحظ المتحدّث باسم الحرس الوطني أنّه تمّ قبيل انطلاق العملية تطويق كامل المنطقة الجبلية الوعرة التي تحصّن بها الإرهابيون مذكّرا أنّ فريق استطلاع تكتيكي من الوحدات الخاصة للحرس الوطني كان حدّد مكان تواجد الإرهابيين وكل مداخل ومخارج المنطقة 10 أيام قبل موعد تنفيذ العملية لتنطلق بعدها سلسلة من التدريبات الخاصة حول السيناريوهات المحتملة للقضاء على الإرهابيين. وتابع أنه تم التوصّل منذ نحو شهر إلى معلومات دقيقة تؤكد تسلّل الإرهابي مراد الغرسلي إلى قفصة حيث يقود بعض العناصر الجزائرية كما لوحظ اضطلاعه بدور ريادي متزايد في استقطاب عناصر الدعم والإسناد. وكانت كتيبة «عقبة بن نافع» قد تلقت ضربة أولى موجعة في مارس الأخير بعد القضاء على 9 من عناصرها من بينهم قائدها «لقمان أبو صخر» وكانت تخطّط آنذاك لجلب سيارات مفخّخة إلى تونس من ليبيا. علما وأنّ هذه الكتيبة تورّطت سابقا في عدة أعمال إرهابية منها قتل 9 جنود في رمضان 2013 والحادثة التي أدت إلى استشهاد أنيس الجلاصي في ديسمبر 2012 والتي عمّقت الاستنتاج وقتها بأن الكتيبة المذكورة تخطّط لإدخال البلاد في الفوضى. وتعتبر كتيبة عقبة بن نافع التي تلقت ضربة أخرى قاصمة يوم الجمعة الفارط موالية لما يُعرف بتنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي. وتعود جذور هذا التنظيم إلى بداية 2011 التي شهدت إقامة معسكرات مسلحة على الشريط الحدودي الغربي الممتد من جندوبة إلى قفصة مرورا بالكاف والقصرين.. سعت إلى توريد الأسلحة والإرهابيين من ليبيا في إطار مسلك يمر من الحدود الغربية إلى ولاية مدنين قبل أن يتوغل في العمق الليبي.