الثابت والأكيد أن التغييرات ستكون متعددة في التشكيلة الأساسية للترجي الرياضي في مقابلات كأس تونس أولا ثم في البطولة الوطنية من بعد وذلك مقارنة مع المغامرة الإفريقية بطبيعة الحال، كما أن هذه التحويرات التي فرضت نفسها بسبب المردود المتواضع لبعض اللاعبين ستحدث النقلة النوعية المطلوبة على الأداء الجماعي وستحسّن نتائج الفريق بصفة آلية. معنى ذلك أننا سنرى الترجي الرياضي في «لوك» جديد على الصعيد المحلي بفضل التعزيزات التي سيسجلها خطا الدفاع والهجوم بصفة خاصة حيث ستتغيّر عدة أشياء في الخط الخلفي بدخول صاحب الخبرة خليل شمام الذي استعاد جانبا كبيرا من مؤهلاته البدنية وأضحى بالتالي جاهزا لتقديم الإضافة، وكذلك بعد شفاء شمس الدين الذوادي الذي يظل دائما أحد أبرز المدافعين في فريق باب سويقة وسيفرض بالمناسبة منافسة كبيرة في المحور وسيجبر كل من محمد علي اليعقوبي وعلي المشاني على مضاعفة المجهودات وتطوير الأداء لما فيه خير المجموعة، كما أن رياح التغيير التي ستهب على الجهة اليسرى بانضمام حسين الربيع أو علي العابدي ستعيد الصلابة لهذا المركز وستفيد الدفاع ككل بشكل كبير بعد الضعف الغريب الذي ميّز هذه الجهة في كل اللقاءات السابقة، ثم لا ننسى أيضا عودة سامح الدربالي التي ستخلق تنافسا شريفا بينه وبين محمد أمين النفزي على الجهة اليمنى في انتظار انضمام المدافع الدولي الأولمبي المالي إيشاكا ديارا بعد تماثله إلى الشفاء وهو يعد واحدة من أفضل صفقات الترجي الرياضي في الميركاتو الصيفي الحالي. كل هذه التعزيزات تشير إلى إمكانية إحداث تغيير كامل على المراكز الأربعة في هذا الخط مقارنة مع مقابلات كأس الإتحاد الإفريقي لكرة القدم. نفس الشيء بالنسبة للخط الأمامي الذي سجل انضمام فخر الدين بن يوسف في اللقاء الأخير وسيكون مردود هذا المهاجم أفضل بكثير في المقابلات المقبلة بتحسن مستواه البدني واستعادته نسق المباريات، كما أن دخول النيجيري برنار بولبوا في مرحلة أولى ثم آدم الرجايبي في مرحلة ثانية سيقدم الإضافة اللازمة لهذا الخط وسيذكي روح المنافسة بين كل عناصر هذا الخط وسيعطي حلولا هامة للإطار الفني كذلك. ضرورة المحاسبة وسط الميدان لن تشمله التغييرات بالنظر إلى التعزيزات الجديدة واللاعبين غير المؤهلين للمشاركة في المغامرة الإفريقية والمنتمين أساسا إلى الخطين الخلفي والأمامي إلا إذا تقرر رسميا الإحتفاظ بالإيفواري فوسيني كوليبالي ، ومن هذا المنطلق فإن كل عناصر هذا الخط بدون أي استثناء قدامى كانوا أو جدد مطالبون بمراجعة أنفسهم وإصلاح نقائصهم وسلبياتهم وبالتالي تقديم الأداء المطلوب منهم والذي كان غائبا في لقاءات كأس الكنفدرالية. المنتدبان الجديدان في الوسط شاكر الرقيعي والياس الجلاصي لم يضيفا إلى حد الآن شيئا لهذا الخط ولم يساهما في تحسن الفريق ككل ومن غير المسموح لهما البقاء في هذا المستوى المتوسط لا غير لأن عملية تعزيز الرصيد البشري بهما غايته تقديم شيء جديد لوسط الميدان والإرتقاء بأدائه إلى الدرجة التي تفيد المجموعة وتصنع نجاحاتها ، هذان اللاعبان أوكلت لهما مهمة تنفيذ الكرات الثابتة في مباراتي النجم الساحلي والملعب المالي وكان الإخفاق ذريعا من هذا الجانب رغم أن هذه الكرات تمثل السلاح الذي يمكن أن تحقق به النوادي التي تمر بصعوبات انتصاراتها وتتغلب به على فشل المردود الجماعي. نفس الملاحظة تنطبق على اللاعبين القدامي مثل حسين الراقد وغيلان الشعلالي في المقام الأول ثم وسيم النغموشي ومعز عبود بعدهما حيث لم يرتق أداء كل هؤلاء إلى مستوى يليق بالترجي الرياضي ويساهم في نجاحه سواء من الناحية الدفاعية أو من الجانب الهجومي كذلك نظرا للخطة الثنائية المطلوبة من عناصر هذا الخط... مشكل وسط الميدان في الترجي الرياضي اليوم يتعلق بالجانب الهجومي حيث لم يجد الفريق حقيقة اللاعب القادر على تأمين عملية البناء والتكفل بقيادة الهجومات على النحو المطلوب وقد تكون إمكانيات عناصر هذا الخط لا تسمح بذلك وهذا ما قد لا يساعد على تحسّن المردود مستقبلا. بصمة «أنيغو» مطلوبة انضمام أكثر من عنصر في الدفاع والهجوم سيشكل المنعرج الأبرز في مشوار الترجي الرياضي في المستقبل القريب نظرا لإمكانيات اللاعبين، بقي عنصر مهم بعد دخول هؤلاء اللاعبين ويكمن في حسن استغلالهم ووضع الخطة التي تتناسب ومؤهلاتهم والتي تتماشى كذلك وطبيعة المجموعة ككل من نقاط قوة وضعف وهذه مهمة الإطار الفني وعلى رأسه جوزي أنيغو المطالب بتصرف جيّد في الزاد البشري الذي أضحى متوفرا لديه ووضع بصمته على أداء الفريق ونحت طريقة لعب تميّز الأحمر والأصفر دون غيره. لقد حان الوقت فعلا ليضيف أنيغو شيئا ما للترجي الرياضي وهذا ما سيساهم في الإنتصارات والنتائج الإيجابية التي لم يتعوّد فريق باب سويقة أن تغيب عليه طويلا، ومن المفروض أن تعطي التعزيزات الجديدة حلولا إضافية للفرنسي الذي لم يعد له من أعذار وعليه أن يتحمّل هذه المسؤولية كاملة لأن المجموعة التي ستوضع على ذمته في المقابلات المحلية طيبة بل ومحترمة ومن أبسط ما يطلب منه هو أن يكون الأداء مناسبا للمستوى والنتائج في قيمة لاعبيه وكذلك طموحات الترجيين.