يمكن القول أن الترجي الرياضي نجح في تدارك انطلاقته المتعثرة في بطولة هذا الموسم وأعلن عودته القوية للمنافسة على اللقب باحتلال المركز الثالث في الترتيب العام لأول مرة في هذا الموسم بفضل الإنتصارات الثلاثة المتتالية التي حققها في الجولات الأخيرة وخرج بها أكبر مستفيد في أعلى الترتيب من بين الفرق المرشحة لاعتلاء منصة التتويج ... إضافة المدرب الحديث عن تحسن المردود والنتائج لا يصح دون إبراز دور المدرب وفي هذا الصدد لا بد من أن نعطي لكل ذي حق حقه من خلال التأكيد على بصمة خالد بن يحيى في آداء وخاصة في أسلوب الأحمر والأصفر الذي تطوّر بشكل كبير وواضح منذ أن تسلّم هذا الأخير المقاليد الفنية لشيخ الأندية التونسية وبدأ يرسخ في مبادئه التكتيكية التي لم تتغيّر بالمرة على الرغم من العثرات وتأرجح النتائج في مقابلاته الأولى وهذا ما يحسب لهذا الفني الذي آمن بتوجهاته وكان يدرك أنها إيجابية ستجدي نفعها على الفريق ككل وهذا ما يعرفه الترجي الرياضي اليوم... ولعل ما يزيد في قيمة الإضافة التي قدمها خالد بن يحيى محدودية المجموعة المتوفرة لديه وبالتالي ضرورة التعامل معها ومجابهة نقائصها وسلبياتها التي كانت متعددة ومختلفة والتي لا يزال البعض منها قائما رغم التحسينات والتطوّر في الاداء العام وكذلك المردود الفردي للعديد من اللاعبين وهذا طبيعي لأن بلوغ قمة العطاء يتطلب أولا وقبل كل شيء بعض الوقت وكذلك بعض التعزيزات وهذا ما سيحصل خلال ميركاتو الشتاء مما يؤشر بمستقبل أفضل لنادي باب سويقة... لقد كان خالد بن يحيى فعلا في مستوى المسؤولية وعرف كيف يستغل كل ما هو إيجابي في المجموعة وأصر على بعض الإختيارات ومنح الفرصة لبعض اللاعبين الذين كانوا خارج الحسابات قبل قدومه على غرار فوسيني كوليبالي أحد افضل اللاعبين على الإطلاق في الترجي الرياضي اليوم وغيلان الشعلالي الشاب الواعد الذي آمن الإطار الفني بحظوظه وسانده في اللقاءات الأولى وأعطاه الثقة كاملة وها أن هذا اللاعب يقوم اليوم بدور هام في خط الوسط والعربي جابر الذي عرف مشوارا جديدا مع بن يحيى وهو بصدد القيام بواجبه على النحو المطلوب على المستوى الدفاعي وسيف الدين بالعكرمي الذي دخل في فترة ما طي النسيان واقترب من مغادرة حديقة الرياضة «ب». إذن هناك بصمة واضحة للمدرب خالد بن يحيى لا يمكن تجاهلها بتاتا حتى لا نجزي الرجل جزاء سنمار وحتى نكون أمناء في تحليلنا لمسيرة الأحمر والأصفر في هذه الفترة. «بن شريفية» صمام الأمان...و«اليعقوبي» و«كوليبالي» مؤثران أكيد أن التطور الجماعي للترجي الرياضي ساهم فيه المردود الفردي لبعض اللاعبين إضافة إلى اختيارات وتوجهات المدرب ، وفي هذا الإطار الفردي يبقى الحارس معز بن شريفية أكثر اللاعبين تأثيرا إيجابيا على تحسن النتائج في هذه الفترة ، فهذا الحارس الممتاز كان حاسما في جل المباريات بتدخلاته الصائبة التي صنعت الإنتصار خصوصا في اللقاءات « الكبرى» وآخرها مواجهة النادي الصفاقسي التي ساهم خلالها بن شريفية بشكل كبير جدا في خروج فريقه بفوز ثمين للغاية واسألوا فخر الدين بن يوسف ليجيبكم على تدخلات حارس الترجي الرياضي في الكلاسيكو وتصدياته الرائعة التي أثرت على النتيجة... حارس في قيمة بن شريفية يعطي الطمأنينة والثقة لزملائه وخاصة المدافعين منهم وهذا عامل نفسي مهم جدا يؤثر على مردود اللاعبين بشكل إيجابي كبير... معز بن شريفية لم يقبل خلال المقابلات الأخيرة سوى هدفا واحدا جاء من ضربة جزاء أمام النادي الصفاقسي وهذا دليل على الدور الذي يقوم به للمساهمة في النتائج الإيجابية للترجي الرياضي. إضافة لبن شريفية فقد قدم محمد علي اليعقوبي وفوسيني كوليبالي توازنا كبيرا للفريق، الأول في الدفاع والثاني في خط الوسط ، وهما الصفقتان الناجحتان في ميركاتو الصيف الأخير رغم بعض الصعوبات في البداية وهذا طبيعي بما أن هذا الثنائي لم يقم بالتحضيرات الصيفية مع المجموعة ووجد كل منهما نفسه في المعمعة دون استعدادات كاملة وهو عامل يحسب لليعقوبي وكوليبالي اللذين أصبحا بمرور الوقت والمباريات ركيزتين أساسيتين في تشكيلة الأحمر والأصفر... على المستوى الفردي يجب ألا ننسى الدور الذي يقوم به حسين الراقد على مستوى افتكاك الكرة والضغط على حاملها وبالتالي تأثيره الكبير من الناحية الدفاعية للفريق ككل. تحسينات ضرورية إذن هناك نقاط قوة هامة جدا في الترجي الرياضي اليوم بداية بكفاءة المدرب ووصولا إلى مردود وإضافة عدد من اللاعبين الذين ذكرناهم لكن هل هذا يكفي لضمان مواصلة هذا التطور الملحوظ على الآداء الجماعي وبالتالي بلوغ الأهداف المرسومة؟ الجواب لا ، لأن العديد من الأشياء لا بد أن تتحسن وأخرى يجب أن تتغيّر... ما يجب أن يتحسّن هو أساسا تأرجح آداء بعض اللاعبين لأن عطاء لاعب في فريق كبير مثل الترجي الرياضي قدره تحقيق الإنتصارات وحصد الألقاب لا بد أن يكون منتظما أو ألاّ يتجاوز الحد الأدنى المطلوب ، فبعض اللاعبين يبدعون في لقاء ثم ينزل مستواهم إلى درجة عجيبة في اثنين أو ثلاثة وهذا مرفوض في الترجي الرياضي الذي تعد كل مقابلاته مقابلات كأس لا خيار أمامه فيها سوى الفوز مما يستوجب على عناصره الإنتظام في المردود حتى تتحقق الأهداف... هذا على مستوى التحسينات ، أما في باب التغييرات فإن الميركاتو المقبل سيشكل المنعرج بالنسبة للترجي الرياضي خصوصا على الصعيد القاري بما أن الإعداد لكأس رابطة الأبطال في نسختها القادمة يجب أن يتم من شهر ديسمبر الحالي حتى يتهيأ اللاعبون الجدد على النحو الأفضل ويتأقلمون مع المجموعة وتوجهات مدربهم ويكونون بالتالي في أوج عطائهم وإضافتهم عند انطلاق المغامرة الإفريقية التي لن يكون دوراها الأول والثاني بالسهولة المنتظرة وهذا ما يجب أن يقرأ له الترجيون ألف حساب... على كل ، فإن المؤشرات من حيث الإيجابيات التي لسمناها أوكذلك المساعي الرامية إلى إنجاح الميركاتو تؤكد أن مستقبل الترجي الرياضي سيكون أفضل من حاضره وهذا ما بعث بطمأنينة كبيرة في نفوس عشاقه.