التونسية (تونس) بلغت المساحات المتلفة في مختلف الغابات التونسية جراء العمليات العسكرية حوالي 10 آلاف هكتار منذ بدء هذه العمليات من اجل ملاحقة العناصر الإرهابية المتحصنة بالغابات والمرتفعات التونسية في 2011. وأفادت مصادر من وزارة الفلاحة أن المساحات المتلفة جراء القصف الجوي الذي يؤدي إلى حرق الغابات والنباتات انحصر تقريبا بين الكاف والقصرين. وشددت ذات المصادر على أن الجهات المعنية واعية بأهمية وضرورة محاربة الإرهاب وأن ذلك يتطلب التضحية على الرغم من الآثار البيئية الناجمة عن العمليات العسكرية. وبينت انه في حالة نشوب حرائق طبيعية أو مفتلعة عادة ما تسترجع الغابات وخاصة المساحات المتلفة نسيجها النباتي والغابي غير انه في صورة تكرّر الحرائق في نفس المكان فإنّ ذلك ستكون له أثار بيئية من الصعب تداركها. وتمسكت مصادرنا بمشروعية التدخل العسكري في بعض الغابات من أجل القضاء على العناصر الإرهابية مقللة من المساحات المتلفة (حوالي 10 آلاف هكتار) لا سيما ان مساحة الغابات التونسية تبلغ زهاء مليون و 300 ألف هكتار. وبالنسبة لحصيلة الحرائق إلى حد الآن أظهرت المؤشرات الإحصائية أنها شهدت تراجعا ملموسا بالمقارنة مع موسم الحرائق للسنة الماضية. وقد تم إحصاء 147 حريقا أتت على 610.3 هكتارات منذ بداية موسم الحرائق (عادة ما ينطلق في شهر ماي من كل سنة) إلى منتصف شهر أوت 2015 مقابل 220 حريقا أتت على 3030 هكتار في نفس الفترة من السنة الماضية. ويمتد عادة موسم الحرائق بين شهر ماي وشهر نوفمبر من كل سنة. وتجدر الإشارة إلى أن سنة 2013 شهدت ارتفاعا غير مسبوق في المساحات المتلفة على الرغم من تسجيل عدد متواضع من الحرائق إذ تم تسجيل 181 حريقا التهمت 3773.3 هكتارات. وفسّرت مصادرنا التراجع الكبير في عدد الحرائق والمساحات المتضررة إلى عنصرين اثنين يتمثل الأول في تدعيم الأسطول ومزيد أحكام التنسيق مع الحماية المدنية والجيش الوطني إلى جانب التعرف أكثر على الأماكن الحساسة والتي قد تنشب فيها حرائق أكثر من غيرها. ويتمثل العنصر الثاني في الشروع منذ السنة الماضية في تنظيم حملة وطنية للتوقي من الحرائق تحت شعار «يزينا من الحرائق» بالتعاون مع الصندوق العالمي للطبيعة ومنظمة الأغذية والزراعة (مكتب تونس). وأفادت مصادرنا أن اكبر حريق تم تسجيله هذا الموسم يتمثل في الحريق الذي نشب في غابة سيدي بدر من معتمدية طبرقة من ولاية جندوبة (الشمال الغربي) وأنه أتى على نحو 250 هكتارا منذ أسبوعين، مشيرا إلى أن ولايات جندوبةوالكاف والقصرين وسليانة وزغوان وبنزرت ونابل تظل المناطق الأكثر عرضة للحرائق نظرا لتواجد عدد هام من الغابات وكساء نباتي كثيف نسبيا. وبالنسبة إلى الحرائق التي نشبت في حقول الزراعات الكبرى، قال المصدر نفسه إنها بلغت إلى حد الآن 35 حريقا أتت على 33 هكتارا مقابل إحصاء 62 حريقا أتت على مساحة 115 هكتارا في الموسم الفارط. وفي ما يتعلق بمواصلة تدعيم الأسطول الراهن كشفت مصادرنا انه سيتم مع بداية السنة القادمة اقتناء حوالي 100 شاحنة جديدة (سعة 600 و 3000 و 6000 لتر) ومضخات مياه وسيارات تدخل سريع، مشيرا إلى أن الشراءات ستتم في إطار قرض تفاضلي مع الحكومة الايطالية بقيمة 17 مليون أورو (حوالي 35 مليون دينار) مبرزة النقص النسبي في التجهيزات الثقيلة على غرار الآلات الكاسحة والماسحة.