بكثير من التوهج والإشعاع واصل النجم الرياضي الساحلي ملحمة انتصاراته وانجازاته التاريخية عندما توفق زملاء الحارس أيمن البلبولي عشية أمس في الملعب الأولمبي برادس في الظفر بكأسهم العاشرة التي تمنحهم أحقية وضع نجمة ثانية على صدورهم بعد نجمة كأس رابطة الأبطال الإفريقية وجاء التتويج الأخير على حساب الملعب القابسي بنكهة مختلفة عن الألقاب السابقة في ظل ما تميّز به النهائي من تشويق وحماس وإثارة وما أضفاه فريق «الستيدة» من منافسة قوية ارتقت بمستوى المباراة الى درجة تعتبر الأعلى في تاريخ مقابلات الدور النهائي التي لم تشهد على مرّ التاريخ تسجيل سبعة أهداف بالتمام والكمال وقد كانت الحصيلة مرشحة للإرتفاع لما تميّزت به المقابلة من انفتاح هجومي ولعب غير معقّد من الجانبين.. فكان دخول النجم الساحلي والملعب القابسي الى التاريخ من الباب الكبير بنجاحهما في تقديم مباراة استثنائية وغير عادية كانت بلا شكّ عصيّة على ذوي القلوب الضعيفة.. فكلّ شيء في نهائي أمس الأول كان موجودا.. باختصار لم نر نهائيا بمثل الذي شاهدناه في أمسية السبت 29 أوت التي ستبقى محفورة في الذاكرة الكروية الجماعية.. لذلك نقول بصدق برافو للفريقين لأنهم أسعدونا متعونا وأنسونا همومنا ولو لساعة ونصف من الزمن. «النقاز» من الباب الكبير من أبرز اللاعبين الذين عانقوا الروعة في نهائي أمس الأول الظهير الأيمن حمدي النقاز الذي أثبت بأنه استعاد كامل مؤهلاته وكان من نقاط قوّة النجم الساحلي بعمق توغلاته وتمريراته التي أثمرت هدفا رائعا بإمضاء بغداد بونجاح.. والأكيد أن الفورمة التي ظهر بها النقاز شكلت رسالة طمأنة لأحباء النجم الساحلي على سلامة أحد الركائز المهمة فعندما يكون حمدي النقاز في يومه كل شيء يكون على ما يرام في انتظار مزيد التأكيد في قادم المباريات افريقيا ووطنيا. «بن عمر» بمردود غزير محمد أمين بن عمر الذي يعتبر من أهم اكتشافات المدرب فوزي البنزرتي وبعد أن أقام الدليل على قيمته الفنية المضافة استطاع في الدور النهائي أمام الملعب القابسي أن يدرك المرحلة القصوى في غزارة المردود وتدفق العطاء فقد كان بحق صمام أمان وسط الميدان ولم تهدأ له حركة على امتداد أطوار اللقاء بلياقة بدنية عالية وحضور ذهني لافت ومن ثمّة فإن دعوته لتربص المنتخب الوطني لم تكن من فراغ بقدر ما هي ترجمة صادقة للمخزون الكروي الكبير لهذا اللاعب الذي يتقلب في أكثر من خطة وتراه دوما محافظا على مستواه المعهود من حيث الفاعلية والإضافة والإفادة من خلال تمشيطه للميدان بالطول والعرض. «بونجاح» يعادل رقم «مريشكو» استطاع هداف النجم الساحلي بغداد بونجاح أن يوقع ثلاثية كاملة من أصل رباعية الظفر بكأس تونس ليعادل بذلك الرقم القياسي الذي يملكه مهاجم مستقبل المرسى عمّار مريشكو الذي سجّل ثلاثية فوز القناوية على الملعب التونسي ذات نهائي من ستينات القرن الماضي ويذكر أن جزائري النجم الساحلي بغداد بونجاح قد أدرك حصيلة أربعة أهداف في الدورين النهائيين ضد النادي الصفاقسي في الموسم الفارط وأمام الملعب القابسي أمس الأوّل.. في المحصلة بونجاح لاعب كبير وهداف خطير ورقم صعب على منافسي النجم الساحلي وسيظل وشما في ذاكرة أحباء النجم الساحلي ولكن عيبه الوحيد يبقى في عدم قدرته على التحكم في أعصابه وتجنب الإقصاءات المجانية. «لحمر» رجل الدّور النهائي لاعب الأسابيع الأخيرة صانع الألعاب المتميز حمزة لحمر أثبت في مباراة الدور النهائي أمام الملعب القابسي علوّ كعبه وسعة امكاناته وقدرته على التعاطي مع المتطلبات التكتيكية للقاء بأن نجح في أداء مهمته على النحو المطلوب بحضور ذهني وبدني لافت ووقوفه كالعادة وراء جلّ الأهداف رغم بدايته الصعبة في المباراة. حمزة لحمر كان أمس الأول رائعا بكل للمقاييس وأثبت جدارته بالدعوة الى المنتخب الوطني.. فقط لحمر الذي عوّد الجميع برصانته وهدوئه خرج في لقطة ما عن النصّ جراء اشتفزاز سرعان ما سقط في فخه وكاد يعرّض نفسه للإقصاء والحال أن الهدوء من نقاط قوّة حمزة لحمر. 15 مليونا «مهر الأميرة» كعادتها ستردّ الهيئة المديرة للنجم الساحلي التحية بأحسن منها لللاعبين لقاء تألقهم وذوبانهم في أولوان الجمعية واحرازهم بكثير من الامتياز لقب كأس تونس للمرة الثالثة على التوالي والعاشرة في في سجل النجم.. وقد علمت «التونسية» بأن هيئة الدكتور رضا شرف الدين ستمكن كل لاعب شارك في مباريات الكأس الخمس الى غاية الدور النهائي من منحة تشجيعية تقدر ب 15 آلف دينار دون اعتبار «الإضافات» الأخرى التي ستأتي من الأحباء الميسورين الذين تفاعلوا أيما تفاعل مع بقاء الأميرة للموسم الثالث على التوالي في سوسة. «الأميرة» في جولة العادة على غرار ما جرت به العادة في مواسم التتويج ستقوم الأميرة بجولة ممتعة بين مختلف الجهات والمناطق المحبة للنجم الرياضي الساحلي لأن أحباء فريق جوهرة الساحل ليسوا فقط في سوسة معقل النجم بل هم منتشرون في كامل أنحاء الجهورية وحتى خارجها. «البلبلولي» و«البنزرتي» والإنجاز الفردي تتويج أمس الأول على حساب الملعب القابسي هو الثامن في رصيد قائد الفريق أيمن البلبولي (في كؤوس وبطولة وكؤوس افريقية) ليعادل بذلك رقم الحارس الأسبق رضوان الصالحي ولكن يبقى البلبولي صاحب الرقم القياسي في تاريخ النجم الساحلي من حيث عدد الكؤوس (3) أما الجنرال فقد تمكن من ايقاف سوء الحظ مع نهائيات الكأس عندما تحصل أمس الأول على كأسه الأولى ليصبح في سجله 15 لقبا بالتمام والكمال فهل من مزيد؟ أكيد أن البنزرتي لن يشبع من الألقاب. راحة بأربعة أيام بعد ماراطون المقابلات الهامة والمصيرية مكن المدرب فوزي البنزرتي لاعبيه من راحة بأربعة أيام لتكون العودة الى أجواء التحضيرات لبقية الاستحقاقات بداية من يوم الأربعاء 2 سبتمبر بداية من الخامسة والنصف مساء بمركب محمد معروف.. ولكن العودة ستكون بغياب 10 لاعبين دوليين ونعني بذلك الثمانية الذين وجه لهم مدرّب المنتخب الوطني هنري كاسبرجاك الدعوة للمشاركة في التربص الإعدادي الخاص بمباراة 5 سبتمبر ضد ليبيريا لحساب تصفيات كأس افريقيا للأمم اضافة الى بغداد بونجاح الذي سيخوض مع منتخب الخضر مباراة في نفس الإطار ضد «اللوزوتو» والغيني الخليل بانقورا الذي يشارك في مباراة منتخب بلاده ضد زمبابوي.. لذلك فإن التمارين في النجم الساحلي ستقتصر على ما تبقى من لاعبين قد لا يكفي عددهم لإجراء مباراة ودية ولو أن فرضية دعوة بعض لاعبي النخبة في اطار توسيع قائمة فريق الأكابر تجاوبا مع متطالبات المرحلة ومقتضيات التزامات كبيرة افريقيا ووطنيا. «بوعصيدة» يعود من الباب الكبير بارتياح كبير تقبل أحباء النجم الساحلي على مواقع التواصل الاجتماعي خبر عودة المعد البدني ياسين بوعصيدة الى الطاقم الفني للفريق استنادا الى ما قدمه طوال مدة عمله وعودته اليوم تأتي في توقيتها ليكون التكامل والانسجام بين ياسين بوعصيدة وزميله مناف نابي ليشكلا معا الثنائي المتميز بحكم كفاءة كل منهما وجودة ما يقدمانه من عمل.. وتجدر الإشارة الى أن بوعصيدة قد باشر عمله وتعدّ أولى اهتماماته المهاجم أحمد العكايشي الذي أولاه عناية خاصة لإعداده بدنيا خاصة بعد اقصاء بغداد بونجاح الذي سيكلفه عقوبة بأربع مقابلات بما يجعل من وجود العكايشي في المباريات القادمة انطلاقا من الجولة الثانية للبطولة الوطنية بعد أن سيتوفي العقوبة المسلطة عليه بعد اقصائه في دربي العاصمة بين الترجي والافريقي زمن انتمائه لفريق باب سويقة. السدّ القطري يهنىء «بونجاح» على اثر حصوله على لقب كأس تونس الساحلي في أعقاب مباراة مثيرة للغاية ومساهمته الواضحة في انتظار فريقه تلقى هداف النجم الساحلي بغداد بونجاح أمس برقية تهنئة صادرة عن إدارة السد القطري.