إذاعة المنستير تنعى الإذاعي الراحل البُخاري بن صالح    سيدي بوزيد: تواصل عمليات التحسيس حول التوقي من داء الكلب    تنبيه/ انقطاع التيار الكهربائي اليوم بهذه الولايات..#خبر_عاجل    الأحداث السياسية في تونس في أسبوع (من 28 أفريل إلى 3 ماي 2025)    مع محمود"... الصحراء الغربية ، الخلاف التاريخي بين المغرب و الجزائر "    هام/ توفر أكثر من 90 ألف خروف لعيد الاضحى بهذه الولاية..    النفيضة: حجز كميات من العلف الفاسد وإصدار 9 بطاقات إيداع بالسجن    زلزالان بقوة 5.4 يضربان هذه المنطقة..#خبر_عاجل    عاجل/ سقوط صاروخ أطلق من اليمن قرب المطار الرئيسي في إسرائيل..    برنامج مباريات اليوم والنقل التلفزي    الاطاحة بتلميذين بصدد سرقة الأسلاك النحاسية من مؤسسة تربوية..!    التوقعات الجوية لهذا اليوم..    خطير/كانا يعتزمان تهريبها إلى دولة مجاورة: إيقاف امرأة وابنها بحوزتهما أدوية مدعمة..    الدورة الاولى لصالون المرضى يومي 16 و17 ماي بقصر المؤتمرات بتونس العاصمة    جيش الإحتلال يقر بسقوط صاروخ أطلق من اليمن في محيط مطار بن غوريون في تل أبيب    بطولة فرنسا - باريس يخسر من ستراسبورغ مع استمرار احتفالات تتويجه باللقب    سوسة: الإعلامي البخاري بن صالح في ذمة الله    باكستان تغلق موانئها أمام السفن الهندية    لبلبة تكشف تفاصيل الحالة الصحية للفنان عادل إمام    بعد هجومه العنيف والمفاجئ على حكومتها وكيله لها اتهامات خطيرة.. قطر ترد بقوة على نتنياهو    برشلونة يقلب الطاولة على بلد الوليد ويبتعد بصدارة "الليغا"    الدوري الفرنسي.. باريس سان جيرمان يتلقى خسارته الثانية تواليًا    مؤشر إيجابي بخصوص مخزون السدود    صفاقس : المسرح البلدي يحتضن حفل الصالون العائلي للكتاب تحت شعار "بيتنا يقرأ"    غدا: حرارة في مستويات صيفية    بداية من 6 ماي: انقطاع مياه الشرب بهذه المناطق بالعاصمة    الأطباء الشبان يُهدّدون بالإضراب لمدة 5 أيّام    الرابطة الأولى: الاتحاد المنستيري يتعادل مع البقلاوة واتحاد بن قردان ينتصر    نادي ساقية الزيت يتأهل لنهائي الكأس على حساب النجم    بطولة افريقيا للمصارعة بالمغرب: المنتخب التونسي يضيف ثلاث ميداليات في منافسات الاواسط والوسطيات    سامي بنواس رئيس مدير عام جديد على رأس بي هاش للتأمين    منوبة: 400 تلميذ وتلميذة يشاركون في الدور النهائي للبطولة الاقليمية لألعاب الرياضيات والمنطق    طقس الليلة: الحرارة تصل الى 27 درجة    العاصمة: بعد تنفيذه لبراكاج وسلبه أموال وأمتعة مواطن...منحرف خطيرة في قبضة الامن    قرابة 144 ألف تلميذ يجتازون انطلاقا من يوم الإثنين المقبل امتحانات "البكالوريا التجريبية"    غدا.. قطع الكهرباء ب3 ولايات    الكلاسيكو: الترجي يحذر جماهيره    "البيض غالٍ".. ترامب يدفع الأمريكيين لاستئجار الدجاج    بعد منعهم من صيد السردينة: بحّارة هذه الجهة يحتجّون.. #خبر_عاجل    البنك الوطني الفلاحي: توزيع أرباح بقيمة دينار واحد عن كل سهم بعنوان سنة 2024    فتح بحث إثر تعرّض منزل منصف المرزوقي بالقنطاوي إلى السرقة    الحج والعمرة السعودية تحذّر من التعرُّض المباشر للشمس    عاجل/ الجيش الاسرائيلي يعلن إنتشاره في جنوب سوريا    دراسة جديدة: الشباب يفتقر للسعادة ويفضلون الاتصال بالواقع الافتراضي    هند صبري: ''أخيرا إنتهى شهر أفريل''    جندوبة: استعدادات لانجاح الموسم السياحي    وفاة وليد مصطفى زوج كارول سماحة    قبل عيد الأضحى: وزارة الفلاحة تحذّر من أمراض تهدد الأضاحي وتصدر هذه التوصيات    الموت يفجع الفنانة اللبنانية كارول سماحة    صُدفة.. اكتشاف أثري خلال أشغال بناء مستشفى بهذه الجهة    الاستعداد لعيد الاضحى: بلاغ هام من وزارة الفلاحة.. #خبر_عاجل    ترامب ينشر صورة بزيّ بابا الفاتيكان    تونس: مواطنة أوروبية تعلن إسلامها بمكتب سماحة مفتي الجمهورية    سليانة: تلقيح 23 ألف رأس من الأبقار ضد مرض الجلد العقدي    الأشهر الحرم: فضائلها وأحكامها في ضوء القرآن والسنة    خطبة الجمعة .. العمل عبادة في الإسلام    ملف الأسبوع.. تَجَنُّبوا الأسماءِ المَكروهةِ معانِيها .. اتّقوا الله في ذرّياتكم    أولا وأخيرا: أم القضايا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



عدنان منصر (الناطق الرسمي لرئيس الجمهورية السابق المنصف المرزوقي) ل «التونسية»: "الجبهة الشعبية" معارضة اختارتها السلطة
نشر في التونسية يوم 31 - 08 - 2015

الديمقراطية الحقيقيّة تفترض ان الحزب الأول يحكم والثاني يعارض

لسنا ضد رجال الأعمال بل ضد المسارات المغشوشة
«الجبهة الشعبية» معارضة اختارتها السلطة

حالة الطوارئ لا تمنع التظاهر السلمي و «اعتصام الرحيل» تمّ في حالة طوارئ

مشروع المصالحة يشجّع على الاختلاس والتهرب الجبائي

محيط الرئيس الحالي أول من تحدث عن انتخابات رئاسية سابقة لأوانها

في أكتوبر سنعلن رسميا عن قيام هيكل سياسي جديد و«البلدية» تهمّنا

رسالة زهير مخلوف وشاية
حاورته: جيهان لغماري
التونسية (تونس)
في حديث مطوّل أدلى به ل «التونسية» عبّر عدنان منصر مدير الحملة الانتخابية للمترشح للانتخابات الرئاسية سنة 2014 محمد المنصف المرزوقي عن تقديره لتقرير دائرة المحاسبات حول نتائج مراقبة تمويل الحملة الانتخابية الرئاسية نافيا أية علاقة للمرزوقى بالمترشحين اللَذيْن أشار تقرير الدائرة الى وجود شبهات حول تلقيهما تحويلات أجنبية موكدا تبنيه كافة التوصيات التي وردت في التقرير من أجل أن يتلافى المشرع في القانون الانتخابي القادم الثغرات التي يمكن أن تؤدي الى مثل هذه المخالفات.
وانتقد منصر غياب رؤية وبرنامج واضحين للتحالف الرباعي مؤكدا ان التحالف غير قادر على تقديم اية حلول لأزمات البلاد، مشيرا الى أن الديبلوماسية التونسية في عهد الرئيس المرزوقي كانت نشطة جدا عكس ما يحدث الآن (حسب قوله) معتبرا ان مشروع «قانون المصالحة» قنبلة ستنفجر في وجوه التونسيين في الأشهر القادمة وأنه يشجّع على الاختلاس والتهرب الجبائي وأنه قد يستفز الناس ويدفعهم للقيام بعصيان مدني بعدم دفع الجباية ملاحظا أن من مصلحة الحاكمين والمبادرين بهذا المشروع القيام بسحبه والتعامل معه على ضوء الانتقادات الموجة له.
بقية التفاصيل في السطور التالية.
كيف تقيّمون تجربة قصر قرطاج وما بعده؟
تقييم التجربة يستغرق الكثير من الوقت، اعتقد انها كانت تجربة صعبة خاصة انها كانت فترة انتقالية والصراع السياسي أخذ أبعادا كان لا يفترض ان يأخذها . نحن نعتبر أننا دافعنا بكل قوانا وبكل امكاناتنا من أجل تأسيس الهيئات الدستورية وتسهيل مرور البلاد للانتخابات. اعتقد ان هذا العمل في حد ذاته عمل ليس بالهين . ايضا هناك ملفات تبنتها رئاسة الجمهورية طيلة فترة الرئيس المنصف المرزوقي نذكر منها بالخصوص ملف جرحى وشهداء الثورة . وكانت رئاسة الجمهورية تنفق نصف الحساب المالي الخاص لرئيس الجمهورية على عائلات الشهداء وهذا ملف هام جدا . الآن على سبيل المثال رئاسة الجمهورية أوقفت اي عمل على هذا الموضوع وكتابة الدولة التي يفترض ان تشرف على الموضوع لا تستقبل حتى عائلات الشهداء والجرحى. لقد وقع رفع اليد عن هذا الملف تماما وتركت هذه العائلات تواجه مصيرها بمفردها دون اية مساندة تذكر . بالنسبة لملف العلاقات الخارجية وتسليح الجيش، اعتقد ان ما قمنا به خلال فترة الرئيس المنصف المرزوقي في هذا الموضوع جعل الجيش التونسي افضل مما كان عليه إبان الثورة . الجيش في عهد بن علي هُمش على مستوى التجنيد والامكانيات والتسليح .
ترى أن جيشنا الآن أفضل ممّا كان في فترة بن علي؟
امكانات جيشنا الآن أفضل بكثير مما كانت عليه عند اندلاع الثورة. هذا أمر واضح للعيان ونحن لا نقول اننا فقط من قمنا بهذا بل نحن من ضمن من قام بهذا المجهود. هذه الملفات اشتغلنا عليها اشتغالا احيانا تجاوز ما هو مسموح به لنا على مستوى التنظيم المؤقت للسلطات العمومية. كنا نعتبر ان الموضوع يتعلق بتوفير الظروف الملائمة لإنجاح الانتخابات وتسهيل عملية الانتقال الديمقراطي وخاصة على مستوى العلاقات الدولية والديبلوماسية.
تقصد أن الديبلوماسية التونسية في عهد المرزوقي كانت ناجحة؟
الديبلوماسية التونسية في عهد الرئيس المرزوقي كانت نشطة جدا والدليل على ذلك عشرات الاتفاقيات التي أمضيت مع دول أخرى. كنا نأمل أن تواصل الرئاسة والحكومة الحاليتيْن في نفس السياق لكن لسوء الحظ الى حد الآن لاحظت أنهما لم تمضيا أية اتفاقية في اية زيارة قام بها رئيس الجمهورية الباجي قائد السبسي الا اتفاقية أمضاها من لا سلطة له (يقصد محسن مرزوق)، ثم ليس هناك وزير تونسي واحد بما في ذلك وزير الخارجية قام بزيارة ثنائية وامضى فيها اتفاقية . يعني أنه بعد خمسة اشهر على تولي هذه الحكومة ونيلها الثقة يفترض ان الوزراء ( الخارجية ، التعاون الدولي ...رئاسة الجمهورية) يقومون بما يجب من أجل توفير موارد للدولة بتوقيع اتفاقيات .اعتقد ان عدم قيامهم بهذا يدل ربما على أن ذلك ليس من اولوياتهم أو أنه ليس لهم برنامج وفي كلتا الحالتين هناك تراجع عن الفترة السابقة.
تعتقدون ان هذه الحكومة فشلت في معالجة كل الملفات؟
اعتبر ان هذه الحكومة تواجه صعوبات كبيرة جدا . وهذه الصعوبات ليس من السهل النجاح في مواجهتها. أريد أن نكون موضوعيين.. أية حكومة أخرى ستواجه هذه الصعوبات بمردودية ضعيفة ولكن ما أعيبه على هذه الحكومة وعلى الائتلاف الحاكم أنه ليس لهما الى حدّ الآن أي توافق أو أي برنامج. الآن لا يزال هناك حديث ومفاوضات بين الرباعي الحاكم حول الوثيقة التوجيهية . يفترض ان هذه الوثيقة هي البرنامج الذي على أساسه تشكّل هذا التحالف الحاكم . اكثر من ستة اشهر والحكومة بلا أية رؤية وليس لديها أي برنامج. اعتقد ان المشكل يأتي من هنا. صحيح أن الاطار صعب ، الحرب الذي يفرضها الإرهاب علينا و الصعوبات الاقتصادية لكن هذا ليس داعيا لألا تكون لهذه الحكومة الى حد الآن رؤية وتوجه واضحيْن.
ولكن البعض يتحدّث عن تركة ثقيلة وسلبية خلفتها لها حكومتا «الترويكا» التي كنتم جزءا منها؟
نحن ايضا وجدنا تركة ثقيلة وسلبية، وحتى الحكومة الأولى بعد الثورة وجدت تركة ثقيلة وسلبية. الموضوع ليس هذا بل ماذا فعلت انت لتجاوز هذه الصعوبات؟ . أتعلمين ان نسبة النمو التي تحدث عنها وزير المالية هي اضعف نسبة في تاريخ تونس؟ . ونعتقد ان هذه النسبة هي اكثر من واقع وقد تكون تحت الصفر وهذا يعني ان الكثير من الشغالين سيكونون عاطلين في حين أن نسبة النمو عندما تكون ايجابية تعني ان كل نقطة نمو توفر آلاف مواطن شغل . الاطار صعب ولكن نحن لا نحمّل هذه الحكومة كل هذه المشاكل ولكن نعتقد ان عدم وجود اتفاقيات اقتصادية وزيارات ثنائية ومفاوضات حول مسائل اقتصادية يدل على ان الحكومة ليس لديها اية رؤية . اعتقد ان الكثير من الدول مستعد للقيام باتفاقيات اقتصادية لكن هل تريد هذه الحكومة ذلك؟ أخشى ان تكون الحكومة قد يئست من امكانية الإصلاح .
«النداء» فاز و«النهضة» حلّت في المرتبة الثانية وهما يحكمان الآن معا، لو تقيّم التجربة؟
من المفترض في النظام الديمقراطي الحقيقي ان الحزب الأول يحكم والحزب الثاني يعارض . الأحزاب التي انتصرت في الانتخابات رأت شيئا آخر . ومن حق أي حزب القيام بالتحالفات التي يراها لكن هناك الكثير من التشكيك في ان هذه الحكومة تعبّر فعلا عن ارادة هذه الاحزاب . وهذا نكتشفه من قلة الدعم السياسي الذي توفره الاحزاب الى هذه الحكومة . اللقاء الأخير للمكتب التنفيذي ل «نداء تونس» يوحي بأنه يتبرأ من اختيارات حكومة الصيد . نحن نريد ان نعرف هل هناك تنسيق بين هذه الأحزاب أم لا ؟ هل قام هذا التحالف على رؤية وبرنامج مشتركين؟ .. أشك في ذلك . لو كان هناك برنامج لرأيناه وأعتقد ان قلة الوضوح في هذا الجانب جزء من هذه المشاكل. المشكل هنا ان الأحزاب الحاكمة تمتلك أكثر من 80 بالمائة من المجلس والمعارضة موجودة خارج المجلس . ورغم ان 80 ٪ من نواب المجلس يسايرون هذه الحكومة ومنحوها الثقة فإن هذه الحكومة لا تتقدم في حل المشاكل الاقتصادية والاجتماعية. اخشى ان يكون المجلس غير معبر بوفاء وصدق عن طبيعة التوازنات السياسية في البلاد.
هل تعتقدون أنه كان من الأفضل أن يحكم «النداء» وتتزعم «النهضة» المعارضة ككل التجارب المعروفة خاصة في الديمقراطيات العريقة؟
المشهد الديمقراطي الطبيعي ان تكون هناك معارضة قوية وحكومة قوية . اعتقد ان التونسيين صوتوا للانتخابات التشريعية من منطلق ان يكون هناك حزب قوي يحكم وحزب قوي يعارض . التحالفات نشأت على غير هذا المنوال . الأحزاب حرة في ذلك لكن عليها ان تتحمل مسؤوليتها في ذلك اي ان تحكم بتجانس وبناء على برنامج. وهذا الامر غير متوفر والتحالف الظاهري ليس تحالفا عمليا ولا اعتقد ان هذه الحكومة تطبق برنامجا مشتركا بين أحزاب التحالف.
أتعتقد أن هذا التحالف هو تحالف مصالح؟
أعتقد أنه تحالف الحد الأدنى. ليس هناك طرف قادر على تسيير الأمور بمفرده لأنه ليس هناك حزب تحصل على اكثر من 50 بالمائة .
ماذا تقصد بأن « هناك تهرئة للحاكمين الرسميين والمعارضين الرسميين»؟
بوضوح، التحالف الرباعي لا حلول له. وكنا نعرف أنه غير قادر على تقديم أية حلول لأزمات البلاد ورغم ذلك آثرنا ان نعمل بأقلّ ضوضاء ممكنة لكي لا نعطلهم ولا يقومون بإلقاء فشلهم على عاتقنا . كنا نحتاج الى بعض الوقت لتتوضح بعض الأمور . الامر واضح الآن ، هذا التحالف غير قادر على حل المشاكل الكبرى التي تواجه البلاد . هذه التهرئة حدثت خلال 7 أشهر فقط لكن هذه العهدة النيابية يفترض ان تتواصل مدة خمس سنوات. هل يمكن لهذه الأغلبية النيابية بهذه النتائج أن تتواصل في الحكم 5 سنوات؟، لا أعتقد . ستطرأ تغييرات على هذه الحكومة لكن الأكيد أن التحالف الرباعي الحالي عاجز عن حل أي اشكال. طيب نحن قلنا الكثير من الكلام في السنوات الماضية واتهمنا أننا نهوّل الامور لكن الآن كل الامور التي قلناها نراها تتجسم الآن على غرار عودة الوجوه التجمعية والاستبداد، توجيه الاقتصاد لخدمة المصالح الخاصة ....هذا جزء بسيط من تخوفات أعربنا عنها . وتبين بوضوح ان هذه التخوفات كانت في محلها . حكومة عندها اكثر من 80 بالمائة مساندة في المجلس وتتحرك في طريق مفتوح وتمرّر القوانين التي تريدها وليست هناك معارضة قوية في المجلس تواجهها ورغم ذلك غير قادرة على حل المشاكل . كيف سيكون مستقبل هذه الحكومة ؟ لا اعتقد انه سيكون مضيئا جدا.
تحدّثتم عن نهاية مؤسفة للحكومة وللمعارضة الرسميين،كيف ترون ذلك؟
صحيح، أولا عندما تنظرين الى أنصار احزاب الائتلاف حتى على الشبكات الاجتماعية تجدين أن لا احد يأخذ على عاتقه الدفاع عن هذه الاحزاب وعن هذه الحكومة وهذا غريب. اين الآلاف الذين انتخبوهم ليدافعوا عنهم؟ . المعارضة الرسمية الموجودة في المجلس هي معارضة تفقد يوما بعد يوم مصداقيتها لأنها ساعدت النظام القديم على الإمساك بالوضع من جديد وكأنه تمّ انتخابها بطريقة رسمية لتمثل المعارضة... الحكم اختار من يحكم واختار من يعارض!
من تقصد بهذا الكلام ؟
أقصد «الجبهة الشعبية»... (ثم يتابع ) اعتقد ان المعارضة الحقيقية خارج المجلس ونحن نشتغل في الحراك على هذا الموضوع. كيف يمكن ان نجمع جميع الاصوات المعارضة حول محاور عمل مشترك مثل موضوع « وينو البترول»؟ «قانون المصالحة» الذي اعتقد انه سينفجر في وجوهنا في الاشهر القادمة ان تم لأنه يؤكد ان هذه الدولة تشتغل مثلما قال احدهم بنظام استرجاع المصاريف (هؤلاء قدموا لها الدعم في الانتخابات الرئاسية وحان الوقت لاسترجاع مصاريفهم) ليست هذه هي الدولة.. الدولة يجب ان تكون في خدمة كل شرائح المجتمع وليس في خدمة شريحة واحدة . ثم من يضمن ان هذه الأموال سيقع استثمارها مجددا في الدورة الاقتصادية؟ هذا افلات من العقاب والمحاسبة . الدولة تتحول شيئا فشيئا الى هيكل للمتنفذين الاقتصاديين . نحن لسنا ضد رجال الأعمال بل نحن ضد المسارات المغشوشة .
كيف ستواجهون هذا المشروع؟
المسألة لابد أن تتحول في مرحلة أولى الى قضية رأي عام ...هناك عمل كثيف لتحسيس الناس بخطورة هذا المشروع وهناك ضرورة بألاّ يغترّ الحاكمون بالأغلبية التي يملكونها في المجلس لتمرير هذا القانون لأنهم بهذه الطريقة يقومون بإبعاد المؤسسة المنتخبة ( مجلس نواب الشعب) عن حس الشارع ونبضه. وكلما ابتعدت المؤسسات عن نبض الشارع كلما كان الصدام (إن حصل) قوي جدا .
هل ستحتكمون الى الشارع كحلّ أخير؟
نحن أناس مسؤولون . نحتكم إلى الشارع ليس من منطلق أن الشارع سيعوض المؤسسات لكن في النظام الديمقراطي العادي المواطنون يملكون الحق في التظاهر وهم يعبرون عن آرائهم بالطرق القانونية والديمقراطية بما يؤثر على عمل المؤسسات .
حتى في ظل حالة الطوارئ ؟
حالة الطوارئ لا تمنع التظاهر السلمي. أذكّر البعض أن «اعتصام الرحيل» تمّ والبلاد في حالة طوارئ . الدولة آنذاك حمت «اعتصام الرحيل» . والقول بأن حالة الطوارئ تمنع التظاهر كلام فارغ!. حالة الطوارئ مشكوك في صوابها قانونيا . صحيح ان هذا الأمر صدر لمنع الاحتجاجات والمظاهرات لكن عندما نقرر ان نستعمل حقنا في التعبير لن نتوقف عند قانون الطوارئ.
في اعتقادكم هل يمكن أن يمرّ قانون المصالحة؟
نظريا يمكن ان يمر لأن هذا المشروع يدافع عنه تحالف حاكم له الأغلبية في المجلس لكن هذا لا يعني اننا لن نعارض هذا القانون . نحن نعارض هذا القانون ليس لأننا ضد رجال الأعمال لا مطلقا بل لأنه لا علاقة لما سيتم بهذا القانون بالاقتصاد والاستثمار في البلاد. من خلال هذا القانون سيتم تشجيع الاختلاس والتهرب الجبائي . كيف بإمكانك اقناع موظف أو مواطن تونسي بدفع أداءاته اذا صدر عن المدينين بالجباية بالمليارات عفو بهذه الطريقة؟ . هذا تشجيع على الفساد والتهرب الجبائي والسرقة. وبالتالي ستكون انعكاساته كبيرة جدا لأنه يمكن ان يفسح المجال للناس بأن يرفضوا دفع الضرائب وندخل بهذه الطريقة في مسار سيء جدا على مستوى موارد الدولة . وقد يستفزّ هذا القانون الناس للقيام بعصيان مدني ويرفضون دفع الجباية . أرى ان من مصلحة الحاكمين والمبادرين بهذا المشروع أن يقوموا بسحبه والتعامل معه على ضوء الانتقادات الموجهة له.
نعود الى «حراك شعب المواطنين»، بخلاف بعض اللقاءات للرئيس السابق المنصف المرزوقي ، لم نجد اثرا جدّيّا وفاعلا لهذا الحراك ، لماذا ؟
الأثر الجدي والفاعل موجود ولكن نحن اخترنا الاشتغال بعيدا عن الأنظار حتى لا يعلق الحاكمون فشلهم علينا (باش مايقلوش علينا نحطّو العصا في العجلة) وحتى تظهر تناقضاتهم الداخلية . نحن نشتغل وفي الموسم السياسي الجديد سيكون «الحراك» مهيكلا بطريقة قانونية وواضحة.
كيف ذلك؟
سيكون هناك شكل قانوني واضح . نحن الآن نشتغل على تكوين لجان وهيئات . تنسقياتنا موجودة في كامل تراب الجمهورية. نلتقي بالناس ونتبادل الآراء وننتج وثائق وأدبيات وهو امر ضروري ليكون للحزب آراء ومواقف واضحة من كل المسائل. نحن نشتغل بعيدا عن الاعلام ليستمر العمل بأكثر نجاعة ولا يدفعنا الى معارك جانبية.
بعد هزيمة الرئيس المرزوقي في الانتخابات أمام الرئيس السبسي، هل ترون أن المرزوقي تسرّع في إعلان مبادرته يوم إعلان النتائج؟
مطلقا..لو تأخرت تلك المبادرة يوما واحد لما كان لها أي مفعول. كان على المرزوقي القاء تلك الكلمة في ذلك اليوم.
لكنّ المبادرة مازالت هلامية ؟
لأننا نحن اغلقنا الباب ...والحديث عن المبادرة في وسائل الاعلام يجعلنا ندخل في معارك جانبية. نريد العمل بهدوء لأننا في فترة تقييم وتفكير وعمل . اظهار كل الأمور للإعلام غير مجد . اخترنا ان يكون الاعلام موجودا في مناسبات معينة مثل 25 افريل. للأطراف التي تقول إن «الحراك» ولد ميتا نقول: هل هي قادرة على تعبئة ذلك الحشد مثلما فعلنا في مؤتمر 25 افريل؟ لا اعتقد ان حزبا موجودا منذ سنوات قادر على ان يقوم بذلك وكان المهمّ في المؤتمر إصدار تلك اللوائح.
الآن وقد تخلّصتم من واجب التحفظ، بعد هزيمتكم الانتخابية هل لكم ان توضحوا ما قلتم عنها وقتها انها تجاوزات انتخابية من طرف الفائز ؟
هذه التجاوزات ليس الفائز من قام بها فقط . قام بها معظم المترشحين لكن ركزنا على خصمنا المباشر وهناك قضايا متعهد بها القضاء كالتصويت أكثر من مرة والرشوة الانتخابية وتصويت الأموات .
أين وصلت هذه القضايا؟
القضايا عند القضاء وليست لنا القدرة على معرفة مسار كل القضايا
توقّعت انتخابات رئاسية سابقة لأوانها.. هل لسن الرئيس الحالي؟ أم لأنكم تعتبرون أن الرئيس الحالي وقتي ومطية لرئيس حاضر ومبرمج مسبقا؟
عندما تنظر في سلوك السياسيين والمحيطين به تفهم انهم بدؤوا منذ فترة ما قبل الحملة الانتخابية في مهاجمة من يتوقعون أنه ينافسهم، تفهم ان محيط الرئيس الحالي هو اول من تحدّث عن هذه المسألة بفعله وليس بالكلام . الوضع الداخلي في «نداء تونس» يوحي بأن اكثر من طرف في حالة صراع على من يكون الرئيس القادم . هذا أمر مثير للانتباه عندما يتم بعد 7 اشهر إثر الانتخابات. أنا اتوقع ان تكون هناك انتخابات قبل اجلها الدستوري أي قبل نهاية الخمس سنوات.
قال حمادي الجبالي إن المرزوقي كذب في عملية تسليم البغدادي المحمودي ثم قال سمير ديلو إن وزراء حزب «المؤتمر» كانوا حاضرين في مجلس رئيس الوزراء وقتها وقد وافقوا على تسليمه والأكيد أنهم أخبروا مؤسس حزبهم، ما تعليقكم؟
ظاهريا، هذا الكلام قد يكون صحيحا. فعليًا رئيس الحكومة يكون مجبرا على إعلام رئيس الجمهورية (ما يعمّلش على وزرائه) وهو لا يجهل ان الإعلام يتم عن طريق الحكومة الى رئيس الجمهورية . قرار التسليم صدر لكنه لم ينفذ وحكومة حمادي الجبالي أرسلت مرسومين الى رئيس الجمهورية ليوافق فيهما على التسليم لكن المرزوقي رفض الموافقة وقال إن هذا الامر في الظروف الحالية غير ممكن. فرئاسة الحكومة اعترفت عن طريق ارسالها المرسومين ان هذا الامر من اختصاص رئيس الجمهورية . بعد ذلك رئاسة الحكومة قامت باجراءات التسليم دون اعلام رئيس الجمهورية بل اكثر من ذلك وقع الحرص على ان الاعلام يصل الى رئاسة الجمهورية بعد مغادرة الطائرة التي تقل البغدادي للأجواء التونسية . هناك سوء نية واضح .
لمن تحمل المسؤولية؟
للحكومة وعندما اقول الحكومة ليس بالضرورة حمادي الجبالي بل الحكومة مجتمعة بما فيها وزراء السيادة ( الداخلية والعدل والدفاع).
هيئة الحقيقة والكرامة التي دافعتم عنها زمن «الترويكا». لماذا اليوم تلومون زهير مخلوف على رسالته لرئيس مجلس نواب الشعب ؟
أولا الكلام الوارد في رسالة زهير مخلوف هو كلام مسيء له لانها رسالة وشاية . زهير مخلوف لم يدافع عمّا ورد في الرسالة كل همّه كان كيف تسربت الرسالة . أعتقد أن مسألة هيئة الحقيقة والكرامة ليست خاصة بسهام بن سدرين وزهير مخلوف بل بمسار كامل وهناك في المقابل مسار آخر لتدمير الهيئة من اجل تمرير قانون المصالحة وتكوين هيئة اخرى على مقاس هذا القانون . عندما تجد ان من أوكلت اليهم مهمة انجاز المصالحة هم الذين يشاركون في تحطيم الهيئة يتضح الإشكال. الموضوع هو انك انتخبت لمهمة نجدك الان تشتغل لأجندات تدمر تلك المهمة . الإساءة الأكبر ليست لسهام بن سدرين بل لشخص من قام بكتابة تلك الرسالة . كنت احترم ما قام به زهير مخلوف لو نشر تلك الرسالة على العموم. أما أن يرسل برسالة سرية ويستنكر من قام بتسريبها ولا يستنكر ما ورد فيها وهي رسالة وشاية واضحة، فإن المسألة تبعث على التساؤل.
لكن من حقه احترام الانضباط الإداري بقطع النظر عن الحاكم فهو يتعامل مع الدولة ؟
هو جزء من هيئة ، ولا سلطة للمجلس على هذه الهيئة فبأي داع يكتب تلك الرسالة السرية لرئيس المجلس وهو يعلم ان تلك الرسالة جزء من مسار لتدمير مسار العدالة الانتقالية؟
تقصد أن الهيئة في مرمى النيران؟
طبعا ..والنيران من داخلها والهدف تدمير مسار العدالة الانتقالية. وهناك استعمال لعناصر من الهيئة لتدميرها.
تقرير دائرة المحاسبات أثار ضجة وزوبعة واتهامات متبادلة . ما موقفكم منه؟
اعتقد أنه يجب البناء على هذا التقرير . اهم ما في هذا التقرير هو التوصيات التي تثير الانتباه لبعض الثغرات القانونية في القانون الانتخابي ودعوة دائرة المحاسبات الى سد هذه الثغرات بما يسمح بانتخابات أكثر شفافية واكثر نزاهة في المستقبل. هذا أهم ما جاء في هذا التقرير . أنا اشك في ان أغلب الاعلاميين اطلعوا على هذا التقرير لذلك اختاروا التركيز على المرشح الذي( ....)هذا تفصيل ، لو لم تكن هناك ثغرات في القانون لما حصلت هذه التجاوزات ولما كانت هناك شبهات من هذا النوع .
أظن أن السؤال مشروع؟
نعم مشروع لكن الأهم هو الإشارة الى الثغرات القانونية التي يجب على المشرّع تداركها حتى تكون لدينا انتخابات اكثر نزاهة وشفافية .
بم تردون على الاتهامات التي وجهت الى المرزوقي في هذا الشأن؟
ليست هناك اتهامات بل اشاعات وما يجعل هذه الاشاعات سيئة النية أنها تذهب عكس ما ذهب اليه التقرير.
تعتقد أن هناك توظيفا لتقرير دائرة المحاسبات في علاقة بمشروع قانون المصالحة؟
قد يكون.. لكنّني أنزّه تقرير دائرة المحاسبات عن أية رغبة لاستعمال سياسي له لكن هناك اطراف من خارج الهيئة ومن خارج الهياكل الرسمية بدأت في حملتها الانتخابية من خلال استهداف شخصيات سياسية تعتقد انهم قد يكونوا منافسين في استحقاق انتخابي قادم.
هناك تخوف من «حراك شعب المواطنين»؟
التخوف مشروع . هم يفهمون الآن جيدا ان المعارضة الحقيقية ليست في المجلس بل خارجه (اي الشارع) والحراك جزء اساسي من هذه المعارضة المكتومة والتي ستعلن عن نفسها قريبا.
ماهي أهم برامجكم؟
في اكتوبر سنعلن رسميا عن قيام هيكل سياسي جديد. وسنكون معنيين بكل استحقاق انتخابي . واعتقد ان الانتخابات البلدية هي اهم استحقاق انتخابي في الأيام القادمة لأن المسألة تتعلق بالديمقراطية المحلية وتطبيق الدستور على المستوى المحلي.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.