بداية من 12 نوفمبر: "السنيت" تعرض شقق من الصنف الاجتماعي للبيع في سيدي حسين    في اختصاصات متعدّدة.. تفاصيل انتدابات وزارة التربية لسنة 2026    تحوير جزئي لمسلك خطي الحافلة رقم 104 و 30    عاجل/ حماس تقدم مقترحا لخروج مقاتليها العالقين..    زهران ممداني...بعيون عربية!!    هذه الدولة تبدأ استقبال رسوم حج 2026...وتؤكد على عدم الزيادة    شوف الطقس الأسبوع هذا في تونس: ربيعي ودرجات الحرارة في تصاعد    ردّ بالك: 7 أخطاء تعملهم للسلطة تفقد قيمتها الصحية    في الرياض: وزير السياحة يجدّد التزام تونس بتطوير القطاع ودعم الابتكار السياحي    الترجي الرياضي: نهاية موسم "يوسف بلايلي"    الميزانية المقترحة لمهمة الداخلية لسنة 2026 بلغت قرابة 6305 مليون دينار    سليانة: تقدم موسم البذر بنسبة 30 بالمائة في ما يتعلق بالحبوب و79 بالمائة في الأعلاف    ميزانية التربية 2026: مدارس جديدة، حافلات نقل، وترميم ...شوفوا التفاصيل    ''واتساب'' يُطلق ميزة جديدة للتحكم بالرسائل الواردة من جهات مجهولة    عاجل/ طائرات حربية تشن غارات على خان يونس ورفح وغزة..    صالون التقنيات الزراعية الحديثة والتكنولوجيات المائية من 12 الى 15 نوفمبر 2025 بالمعرض الدولي بقابس    الأهلي بطل للسوبر المصري للمرة ال16 في تاريخه    كميات الأمطار المسجّلة خلال ال24 ساعة الماضية    جامعة لكرة القدم تتمنى الشفاء العاجل للاعب ويسيم سلامة    الرابطة الثانية: برنامج مباريات الجولة التاسعة    بطولة فرنسا: باريس سان جرمان يتغلب على ليون وينفرد بالصدارة    أستاذ يثير الإعجاب بدعوة تلاميذه للتمسك بالعلم    عاجل: الزّبدة مفقودة في تونس...الأسباب    بنزرت: وفاة توأم في حادث مرور    فتح باب الترشح لمسابقة ''أفضل خباز في تونس 2025''    عاجل: هبوط اضطراري لتسع طائرات بهذا المطار    بطولة اسبايا : ثلاثية ليفاندوفسكي تقود برشلونة للفوز 4-2 على سيلتا فيغو    تونس: 60% من نوايا الاستثمار ماشية للجهات الداخلية    تأجيل محاكمة رئيس هلال الشابة توفيق المكشر    البرلمان يناقش اليوم ميزانية الداخلية والعدل والتربية والصناعة    عاجل/ نشرة تحذيرية للرصد الجوي..وهذه التفاصيل..    عاجل: عودة الأمطار تدريجياً نحو تونس والجزائر بعد هذا التاريخ    عاجل: غلق 3 مطاعم بالقيروان...والسبب صادم    علاش فضل شاكر غايب في مهرجانات تونس الصيفية؟    إنتر يتقدم نحو قمة البطولة الإيطالية بفوز واثق على لاتسيو    لن تتوقعها: مفاجأة عن مسكنات الصداع..!    دواء كثيرون يستخدمونه لتحسين النوم.. فهل يرتبط تناوله لفترات طويلة بزيادة خطر فشل القلب؟    أفضل 10 طرق طبيعية لتجاوز خمول فصل الخريف    زيلينسكي: لا نخاف أميركا.. وهذا ما جرى خلال لقائي مع ترامب    عاجل/ فاجعة تهز هذه المعتمدية..    محمد صبحي يتعرض لوعكة صحية مفاجئة ويُنقل للمستشفى    شنيا الحاجات الي لازمك تعملهم بعد ال 40    رواج لافت للمسلسلات المنتجة بالذكاء الاصطناعي في الصين    مجلس الشيوخ الأمريكي يصوت لصالح إنهاء الإغلاق الحكومي    الشرع أول رئيس سوري يزور البيت الأبيض    السينما التونسية حاضرة بفيلمين في الدورة التأسيسية للمهرجان الدولي للفيلم القصير بمدينة تيميمون الجزائرية    بنزرت ...مؤثرون وناشطون وروّاد أعمال .. وفد سياحي متعدّد الجنسيات... في بنزرت    أيام قرطاج المسرحية 2025: تنظيم منتدى مسرحي دولي لمناقشة "الفنان المسرحي: زمنه وأعماله"    أمطار متفرقة ليل الأحد    حجز أكثر من 14 طنا من المواد الفاسدة بعدد من ولايات الجمهورية    رحيل رائد ''الإعجاز العلمي'' في القرآن الشيخ زغلول النجار    ظافر العابدين في الشارقة للكتاب: يجب أن نحس بالآخرين وأن نكتب حكايات قادرة على تجاوز المحلية والظرفية لتحلق عاليا في أقصى بلدان العالم    عفاف الهمامي: كبار السن الذين يحافظون بانتظام على التعلمات يكتسبون قدرات ادراكية على المدى الطويل تقيهم من أمراض الخرف والزهايمر    طقس اليوم: أمطار غزيرة ببعض المناطق مع تساقط البرد    المسرح الوطني يحصد أغلب جوائز المهرجان الوطني للمسرح التونسي    أولا وأخيرا .. قصة الهدهد والبقر    من أعطي حظه من الرفق فقد أعطي حظّه من الخير    خطبة الجمعة ... مكانة الشجرة في الإسلام الشجرة الطيبة... كالكلمة الطيبة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



ابتسام الجبابلي («نداء تونس») ل«التونسية»:لا وجود لصراع أجنحة في «النداء».. وأمن تونس بين أياد أمينة
نشر في التونسية يوم 04 - 09 - 2015


نواجه «أباطرة» التهريب .. وقانون المصالحة ضروري
تونس تعاني من ارتفاع المطلبية مقابل تراجع العمل والجهد
«النداء» لم يتملّص من الحكم.. وهذه حقيقة علاقته ب«النهضة»..
هناك انفراج في مسار الإعداد للمؤتمر.. وفكرة المؤتمر الوفاقي غير واضحة
أجرى الحديث: فؤاد العجرودي
لعلّي لم أُصادف طيلة مسيرتي في مهنة المتاعب مقاربة مفرطة في «الديبلوماسية» كتلك التي لمستها في حديث استغرق أكثر من ساعة مع عضوة مجلس نواب الشعب والقيادية في حركة «نداء تونس» المحامية ابتسام الجبابلي.
ابتسام الجبابلي أكّدت في هذا الحديث مع «التونسية» أنّ الحديث عن الروافد صلب «نداء تونس» بمنطق التقسيم أمر مرفوض معتبرة أنّ «النداء» كيان لا يتجزّأ قام على انصهار كلّ مكوّناته في مشروع وطني.
كما اعتبرت أنّ أوضاع «نداء تونس» آخذة في التحسّن نافية وجود صراع أجنحة داخله ومؤكدة على أنّ الشخصية التوافقيّة للأمين العام محسن مرزوق وقربه من الشباب جعلاه يضطلع بدور هام في تحسين الأوضاع وتوحيد الصفوف.
في ذات الصّدد أكّدت ابتسام الجبابلي أنّ طرح مؤتمر وفاقي لزحزحة الانحصار الحاصل في مسار المؤتمر الوطني لم تلق حظها في التفسير لا سيما من حيث دوافعها أي إن كانت تتوافق مع مصلحة الحزب أم لا كما أنّها تحتاج إلى مزيد توضيح آلياتها.
كما استغربت من جهة أخرى المواقف الرافضة لمشروع المصالحة الوطنية على خلفية أنه يهدف إلى إنعاش الاقتصاد الذي يشكل أهم أولويات المرحلة الراهنة.
ابتسام الجبابلي أكدت أنّ احتمالات إخراج البلاد من الأزمة الراهنة تظل قوية داعية إلى توحيد الرؤى وتفعيل قيمة العمل وتصويب الجهود نحو زيادة نسق خلق الثروات لتحسين الأوضاع الاجتماعية والمعيشية والنهوض بالجهات الداخلية.
ولاحظت أنه لا يمكن تقييم إنجازات «نداء تونس» في الحكم بعد نصف عام من تشكل الحكومة مؤكدة أن صعوبة الظرف وثقل الميراث لم يحولا دون تحقيق نتائج ملموسة في عديد القطاعات من قبل حكومة الحبيب الصّيد.
ودعت من جهة أخرى إلى فتح الملفات الهيكلية لقطاع السياحة بالتوازي مع تقديم الدعم اللازم للقطاع حتى يتخطّى بسلام الأزمة الراهنة.
الحديث الذي جرى في فندق «ريجنسي» وتناول أيضا الأوضاع الأمنية للبلاد وتأثيرات الإضرابات وسبل تطويق ظاهرة التهريب.. بدأ من هذه الزاوية.
لنبدأ بآخر المستجدات وأعني الجدل الواسع حول قانون المصالحة الوطنية الذي عرض على البرلمان مؤخرا وجسم مبادرة رئيس الجمهورية في الذكرى 59 لعيد الاستقلال... كيف تفاعلت معه بوصفك مختصة في القانون أولا ثم قيادية في الحزب الحاكم؟
- أعتقد أنّه على الأطراف التي عبّرت عن رفضها لهذا المشروع أن تراجع أفكارها وتتفاعل معه انطلاقا من متطلبات المصلحة الوطنية دون سواها.. كل دوافع هذا المشروع تصب في خانة إنعاش الاقتصاد الذي يعرف الجميع أنه بمثابة الكلمة المفتاح لإخراج تونس من الأزمة التي تمرّ بها تمهيدا لبلوغ نسق أسرع للنمو يمكّن من تحقيق تطلعات مختلف الفئات وسائر الجهات.. وهذا لن يتحقّق دون تعبئة شاملة للجهد الوطني وتوظيف كل مكامن النموّ.
هذا يدلّ على أنّ مبادرة رئيس الجمهورية الباجي قائد السبسي التي ستلقى كل المساندة من قبل كتلة «نداء تونس» في مجلس نوّاب الشعب.. هي مبادرة إيجابية للغاية وتعبّر عن وعي وطني عميق بمتطلبات هذه المرحلة وواردة لحلحلة الأوضاع الصعبة التي تواجهها تونس في الظرف الراهن.
على ذكر الأوضاع العامة.. كيف تقيّمينها خصوصا عقب ضربة سوسة وما هي برأيك فرص الخروج من الأزمة الراهنة؟
- كل المؤشّرات تدل على أن الأوضاع العامة صعبة للغاية كما يبدو جليا أن الضربة الإرهابية الأخيرة كان لها تداعيات عميقة لا فقط على السياحة وإّنما على قطاعات أخرى عديدة.. رغم هذا الوضع يحدوني التفاؤل بخصوص قدرة البلاد على الخروج من هذه الأزمة.. تونس لم تفقد بعد كل ورقاتها الرابحة.. لنا موقع جغرافي متميّز.. شبكة من اتفاقيات التبادل الحر تجعل تونس بوابة كبرى للاستثمار على منطقة جغرافية واسع تعد نحو مليار مستهلك.. هيكلة البطالة ذاتها يمكن أن تشكل نقطة قوة لجهة أن أغلب العاطلين عن العمل حصلوا على قدر محترم من المعرفة يؤهلهم للتكيف مع أرقى التكنولوجيات.. هذا كله يحتاج إلى تجسيم يتطلب بدوره أن تكون كل الأطراف الفاعلة على نفس القدر من الوعي وتبتعد عن التجاذبات والمنطلقات الخاصة الضيّقة...
وتضطلع بدورها الوطني إزاء الوطن والشعب.. تونس تحتاج قبل كل شيء إلى تضامن حقيقي بين كل أبنائها وانخراط كل مكونات النخبة السياسية والمدنية في رؤية تنطلق من وعي عميق بأنّ البلاد لم تعد تتحمّل إضاعة مزيد من الوقت.
عرجنا على السياحة التي تمرّ اليوم بأزمة غير مسبوقة في تاريخها.. كيف تقيمين الوضع الحالي.. وما هي الحلول للتخفيف من تداعيات الهجمة الأخيرة؟
- أولا ينبغي الانطلاق في طرح هذا الموضوع داخليا وخارجيا من كون الظاهرة الإرهابية ليست حكرا على تونس حيث أنها طالت كثيرا من البلدان منها أعتى دول العالم.. وبالتالي يجب أن يتأسّس خطاب كلّ الأطراف على هذا المعطى وأن تسعى كل الجهات والشخصيات الفاعلة إلى توظيف علاقاتها في الخارج لإبراز الصورة الحقيقية لتونس.. كما ينبغي أن يحظى هذا القطاع بدعم حقيقي لا فقط من الدولة وإنما من كافة مكونات المجموعة الوطنية حتى يتخطّى بسلام هذه الأزمة.
وأعتقد في المقابل أنّ هذه الأزمة أتاحت فرصة هامة لطرح المشاكل الحقيقية للسياحة التونسية وخاصة الإخلالات الهيكلية التي تقلص من مردوديتها.. نحن نملك منتوجا فندقيا وليس سياحيا وهذا ما يقلّص من جاذبية الوجهة التونسية كما يحدّ من إمكانيات الانفاق المتاحة أمام السائح.. التوصّل إلى إرساء منتوج سياحي حقيقي يتطلب المراهنة الفعلية على عدّة منتوجات على غرار السياحة الثقافية والإيكولوجية والأثرية وإرساء ما يعرف بالمسالك السياحية التي يتلاءم كل منها مع خصوصية كلّ سائح على غرار الشباب والعائلات وشريحة المسنّين.. لابدّ أيضا من وعي جماعي بأهمية دور كلّ مواطن في ترسيخ صورة تونس كبلد سياحي..
هناك بلدان منافسة لنا لا تملك شيئا مقارنة بما تملكه تونس ومع ذلك فقد استطاعت أن ترسخ قدمها كوجهات سياحية متميّزة.. نحن في حاجة لا فقط إلى معالجة الإخلالات القائمة في كلّ مكونات المحيط السياحي وإنّما إلى تفعيل دور كل مواطن حتى نبرز صورة تونس كبلد متفتّح راكم مكاسب كبيرة على درب الحداثة.
تحدّثنا عن الأولوية التي يجب أن يحظى بها الملف الاقتصادي.. ألا تعتقدين أنّ الانفجار الحاصل في الإضرابات على مدى النّصف الأوّل من العام كان في اتجاه معاكس لمتطلبات هذه المرحلة؟
- أعتقد إجمالا أنّنا في حاجة إلى تعميق الوعي العام بمتطلبات المرحلة الراهنة.. نحن للأسف نعاني من مفارقة غريبة مفادها أنّ المطلبية في صعود فيما مستوى الجهد والعمل في نزول ولا أحد سيكسب من هذه المعادلة وبالتالي لابدّ من توحيد الرّؤى والمنطلقات حتى تكون الأولوية المطلقة هي زيادة نسق خلق الثروات لدعم قدرة الاقتصاد الوطني على خلق مواطن الشغل وتحسين مستوى العيش..
تونس تحتاج فعلا إلى هدنة اجتماعية وتأجيل كلّ أشكال المطلبية حتى تخرج من الأزمة الراهنة.. وحين تتسارع وتيرة النمو الاقتصادي ستتحسّن الأوضاع الاجتماعية والمعيشية.
وكيف تفاعلت مع مختلف الإجراءات التي تمّ اتخاذها لمزيد تحصين البلاد ضد مخاطر الإرهاب عقب الهجوم الإرهابي الأخير؟
- الواضح أنّ هجمة سوسة كانت صفّارة إنذار قويّة أدّت إلى زيادة التأهّب في صفوف العسكريين والأمنيين الذين ورغم جسامة الرهان هم الآن بصدد قلب الأوضاع وتمكنوا من تحقيق عدة ضربات استباقية وهذا يدل على أنّ الثقة في النفس بإمكانها أن تحقّق الكثير من الإنجازات.
لقد زرت مؤخرا نقاط مراقبة متقدّمة على الحدود الجنوبية وتحدّثت إلى أعوان مختلف الوحدات وبإمكاني القول وأنّ أمن تونس وشعبها بين أيادي أمينة.. لمست عزيمة قوية وثقة كبيرة في النفس رغم نقص المعدّات.. وهذا يجعلني أولا أتوجه بكل التقدير إلى أعضاء المؤسّستين العسكرية والأمنية ثم إنّي على ثقة بكون تونس ستكسب هذه المعركة.
فيما لا توجد حدود تمفصل بين الإرهاب والتهريب فإنه لم يتمّ إلى حدّ الآن اتخاذ إصلاحات هيكلية تحاصر التهريب.. أي حلول لهذه الظاهرة؟
- مقاومة هذه الظاهرة يجب أن تستند إلى وعي عميق أنّنا في مواجهة مع «أباطرة» التهريب وليس شبابا عاطلا عن العمل يمارس التجارة الموازية لأنه لم يجد مورد رزق آخر.. وبالتالي لابدّ من منظومة متكاملة تقوم على التعاطي مع الظاهرة كشبكات منظمة عبر اعتباره التهريب جريمة أصلية من جرائم تبييض الأموال إلي جانب تدعيم جهاز الديوانة وسائر أجهزة الرقابة بالمعدات اللازمة ثم تخفيف الضغط الجبائي الموظف على التوريد لتشجيع القطاع المنظم وكذلك السعي إلى دمج الفئات التي تتعاطى التجارة الموازية صلب القطاعات المنظمة والمظلمة الجبائية إلى جانب تفعيل دور المواطن من خلال تعميق وعيه بالمخاطر الجسيمة التي تمثلها السلع المروجة في المسالك الموازية.
نأتي الآن إلى البيت الداخلي وأعني أوضاع حركة «نداء تونس» لأطرح عليك أولا ما يتردّد من كون حجم الإنجازات التي حقّقتها الحكومة أقل بكثير من مستوى الوعود التي أطلقتها الحركة خلال الانتخابات الأخيرة؟
- أولا يجب التذكير بأنّ «نداء تونس» قدم تعهدات تهمّ البرامج التي يعتزم تجسيمها على مدى خمس سنوات ومن ثمة فإنه لا يمكن تقييم الإنجازات بعد نحو 6 أشهر فقط من تشكل الحكومة.. كما يجب استحضار الميراث الثقيل الذي ألقي على كاهل الحكومة الحالية وبالتالي صعوبة الرهان.. كما أنه خلافا لما تتبنّاه بعض الأطراف من تقييمات... فإن حكومة الحبيب الصيد حقّقت إنجازات هامة في ظرف وجيز.. رغم تواصل الضربات الإرهابية فإنّ الأوضاع الأمنية عامة تحسّنت كما تمّ المرور إلى الضربات الاستباقية سواء عبر تفكيك العديد من الخلايا النائمة ومخازن الأسلحة أو عبر العمليات الميدانية التي قضت على عديد العناصر الإرهابية بما في ذلك عناصر قيادية.. الحكومة تقدّمت أيضا خطوات هامة في كبح جماح الأسعار يلمس كل مواطن نتائجها.. كما خرجت عديد المشاريع الكبرى من الجمود الذي تقوقعت فيه عدة سنوات.. الإصلاح التربوي كذلك يتقدم.. هناك إنجازات لا يمكن إنكارها.. لكنها غير كافية وأعتقد أنّ حكومة الصيد واعية بذلك وهي ماضية في مزيد تحسين الأوضاع.. لكن هذا الجهد يحتاج بالضرورة إلى انخراط حقيقي لكل مكونات النخبة ومزيد تفعيل واعز المواطنة وقيمة العمل.
البعض يرى أنّ «نداء تونس» يتحمّل ظاهريا مسؤولية الحكم فيما لا يتحكّم كما ينبغي في أدواته بل إنه لم يظهر الدعم الكافي للحكومة في العديد من الملفات والمواقف.. كيف تتفاعلين مع هذه التقييمات؟
- هذا التقييم هو قطعا مجانب للصّواب.. الحكومة الحالية هي حكومة «نداء تونس» الذي لم يتملّص من المسؤولية ولم يدخّرْ أيّ جهد في سبيل تحقيق الإنجازات التي وعد بها الشعب التونسي وكل إطاراته ملتفّون حول مصلحة البلاد لكن «النداء» يؤمن أيضا بضرورة التعايش مع مختلف الحساسيات وهو ما ينفي عنه أيّ توجه نحو التغوّل...
كما أنّ مواقف «النداء» كانت واضحة إزاء مختلف القضايا والأحداث المستجدّة.. وهو يسعى إلى تدعيم نجاعة مقارباته بشأن مختلف الملفات وأكبر دليل على ذلك أنه ينكب حاليا على إعادة صياغة برنامجه الاقتصادي والاجتماعي بما يتلاءم أكثر مع متطلبات المرحلة وتسريع نسق خلق الثروات.
هناك خلاف جوهري داخل مكونات «النداء» بشأن طبيعة العلاقة مع حركة «النهضة».. أين تتموقع ابتسام الجبابلي؟
- حركة «النهضة» هي حزب موجود على الساحة السياسية له قاعدة شعبية وكتلة نيابية هي الثانية في البرلمان.. لا يمكن إنكار ذلك.. و«نداء تونس» رأى أنه من الأجدى والأصلح من منطلق المصلحة الوطنية أن تدار شؤون البلاد بشكل تشاركي.. هذه المقاربة ليست من قبيل «توريط» «النهضة» أو التملّص من المسؤولية بل تستند إلى قناعة راسخة بأنّ المرحلة الحالية على الأقل تحتاج إلى توجه توافقي.
هناك من يدفع حتى باتجاه قائمات موحّدة مع «النهضة» في البلدية القادمة؟
- طرح قائمات موحّدة مسألة سابقة لأوانها وأنا شخصيا ضد هذا الخيار.. «النداء» بإمكانه أن يخوض المواعيد القادمة بقائماته الذاتية فهو يزخر بالكفاءات كما أن توفقه في زحزحة الميراث الثقيل الذي ألقي على كاهله سيزيد بلا شك في توسيع دائرة إشعاعه.
أجوبتك موغلة في الديبلوماسية والحذر.. لكنها لا تحجب صراع الأجنحة الذي يعيش على وقعه «نداء تونس» منذ مدة؟
- الحديث عن صراع أجنحة كان ينبغي أن يتوقّف منذ انتخاب المكتب السياسي الذي تعهّد بحلحلحة الوضعيات المعقّدة.. وبالتالي لا يمكمن اليوم الحديث عن صراعات عميقة فالأوضاع تحسّنت وهناك روح جديدة منذ تكليف محسن مرزوق بالأمانة العامة.. نظرا أولا لقربه من أوساط الشباب ولكونه شخصية توافقيّة محلّ إجماع من حيث الكفاءة وبالتالي القدرة على إخراج «النداء» من الأوضاع التي يمرّ بها.
هناك اليوم روح جديدة وكلّ الاجتماعات الأخيرة جرت في أجواء إيجابيّة وبرهنت على وجود إرادة قوية لتوحيد الصفوف والاستعداد للاستحقاقات القادمة.
نظرا لانحصار مسار الإعداد للمؤتمر.. هناك من طرح مؤتمرا توافقيا وكذلك إسناد «كوتا» للروافد.. كيف تفاعلت مع هذا الطرح؟
- فكرة المؤتمر الوفاقي لم تأخذ حظها في التفسير من حيث آلياتها ودوافعها.. وأنا أفضّل التريّث قبل أخذ أيّ موقف من هذا الطّرح حتى أقف على دوافعه الحقيقية أي إن كان سيخدم مصلحة «نداء تونس» من عدمه وأعتقد من جهة أخرى أنه لا ينبغي طرح فكرة «المحاصصة» داخل الحزب.. الحديث عن الروافد بمنطق التقسيم هو أمر مرفوض. وهو طرح ظالم ل«النداء» وللمبادئ التي قام عليها.. «نداء تونس» يجمع هذه الحساسيات أي الدساترة واليساريين والنقابيين والحقوقيين الذين اندمجوا في توجهات الحركة ومشروعها الحضاري من أجل تونس.. «الندا» بجميع أطيافه هو كتلة واحدة وهذا التوجه الجامع هو الذي دافع عنه مؤسّس «النداء» الرئيس الباجي قائد السبسي وبالتالي فإنّ طرح مسألة المحاصصة هو عودة إلى النقطة الصفر.. في حين يجب المضي قدما في إطار المشروع الوطني ل«النداء» الذي يجمع كل التونسيين. وتوحيد الجهود لدعم إشعاع الحركة.. أما مسألة التموقع فهي تستند إلى معيار وحيد هو الكفاءة أي القدرة على خدمة قضايا البلاد وإشعاع «نداء تونس» لذلك أفضّل عبارة «ندائي».. مع اعتقادي بأن الدساترة هم من أفضل الكفاءات الموجودة في قيادة وقواعد الحزب الذي يشكل امتدادا للحركة الدستورية.
كما ينبغي التأكيد على أن الفترة الأخيرة عرفت تحولات هامة وهناك اليوم تحضيرات جدية ولجان عُهد إليها بموضوع الانخراطات وعزم على أن يتمّ قريبا إطلاق المؤتمرات المحلية والجهوية في أقرب الآجال حتى يتسنّى عقد المؤتمر الوطني قبل نهاية العام.. أعتقد أنّنا تجاوزنا مرحلة الانحصار.. والأيّام القادمة ستشهد عدة مستجدات إيجابية في هذا الإطار.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.