دخل أمس عشرات المعلمين في اعتصام مفتوح بإدارة المناظرات بجانب وزارة التربية بعد ان نظموا أول أمس وقفة احتجاجية تحت شعار «يوم غضب المعلمين» أمام مقر وزارة التربية مطالبين بتسريع تنفيذ وتطبيق الاتفاقيات المبرمة سابقا مع الوزارة رافعين شعارات تندد بسياسة «الهروب إلى الأمام» التي تنتهجها الحكومة حسب كلامهم. ويأتي يوم الغضب ، حسب تصريحات بعض المعلمين، كخطوة تصعيدية تجاه ما يسمّونه «تعنت الوزارة في الالتزام بالنصوص القانونية و اتفاقيات نقابة التعليم الاساسي معها». ولم يقع أي احتكاك برجال الأمن الذين تواجدوا بكثافة في المكان. من جهته، أكد المستوري القمودي الكاتب العام لنقابة التعليم الأساسي أن «يوم الغضب الوطني» يأتي بعد سلسلة من الاحتجاجات على رفض الوزارة الاستجابة لمطالبهم منددا بمنع عدد من معلمي الجهات الداخلية من الالتحاق بهذا التحرك الاحتجاجي وبعمليات الاعتداء على المعلمين في يوم الغضب الجهوي . واكد المستوري تمسك معلمي الأساسي بتحقيق مطالبهم المتعلقة، بالمنح الخصوصية والترقيات الاستثنائية وتطبيق النظام الأساسي الخاص بهم، بالإضافة إلى تسوية وضعية المعلمين النواب مشيرا الى أن إصلاح المنظومة التربوية لا يتم بمعزل عن حل جميع الاشكاليات العالقة بين الجانبين النقابي والاداري. واوضح المستوري ان المعلمون ماضون في تنفيذ اضرابهم العام بكل مدارس الجمهورية يومي 17 و18 سبتمبر أي بعد يومين من انطلاق السنة الدراسية الجديدة المبرمجة ليوم الثلاثاء 15 سبتمبر . وحسب القمودي، لم تتلق النقابة إلى حد يوم امس أية دعوة رسمية من قبل سلطة الإشراف من أجل النظر في ملف معلمي الأساسي ومن المنتظر أن تنعقد الهيئة الإدارية القطاعية للتعليم الأساسي في غضون ال 48 ساعة القادمة لتحديد القرارات المناسبة من أجل تحقيق مطالب المعلمين المشروعة. ورغم محاولتنا الاتصال بوزارة التربية للتعليق على يوم غضب المعلمين والاضراب المزمع تنفيذه فإننا لم نتمكّن من الحصول على أي مسؤول. وكان ناجي جلول وزير التربية قد دعا امس في تصريح اذاعي الى التقارب و « نسيان خصومات الكبار من اجل فرحة الصغار» بالعودة المدرسية التي تتعلق هذه السنة بمليونين من الشباب و الاطفال. واعترف جلول بأن المعلم يعيش غبنا حقيقيا و يعاني من عديد المشاكل وبأنه لا تطوير دون تحسين وضعه المادي واكد ان نقابات الابتدائي شريك في التسيير الجماعي الذي تنتهجه وزارة التربية. و في اجابة عن سؤال تعلق بما توصلت اليه الحوارات مع الجانب النقابي بيّن الوزير أن هناك توافق على المنحة التي اسندت للأساتذة وأن الخلاف بقي حول الترقيات الاستثنائية التي تحصل المعلمون عليها سابقا مشيرا الى أنه لا يمكن اعادة الكرّة الآن موضحا ان كل ما يتعلق بالأجور و المنح ليس من اختصاص الوزارة بل يعود الى الحوار الوطني . واضاف جلول قائلا «نحن نتفهم الظروف ولكننا نصبر و نغلّب لغة الحوار فالإضراب حق دستوري نعم ولكنه حل لا يخدم أي طرف».