التونسية (تونس) حالة من الصدمة هيمنت أمس على المناخ العام في تونس وخاصة في مدينة سوسة على إثر حادثة محاولة اغتيال نائب «نداء تونس» بالبرلمان ورئيس النجم الساحلي رضا شرف الدين، مما أعاد إلى الأذهان شبح الإغتيالات السياسية ليقض مضاجع التونسيين ويهدد الأمن القومي للبلاد، لاسيما أن الدماء التونسية التي أسالها الإرهاب لم تجف بعد منذ حادثة الروحية مرورا بأحداث قبلاط والقصرين، فسيدي علي بن عون وجندوبة، وصولا إلى هجومي باردووسوسة ومرورا بجريمتي تصفية الشهيدين شكري بلعيد ومحمد البراهمي، ليبقى السؤال المطروح منذ ذلك الوقت وإلى حد الآن هو الآتي: من يحرك خيط الاغتيالات السياسية والإرهاب في تونس؟ ولأية أهداف ولصالح من؟. «التونسية» طرحت هذه الأسئلة على عدد من قيادات أحزاب الإئتلاف الحاكم فكان التقرير التالي: القيادي في حركة «نداء تونس»، منذر بلحاج علي، أكد أن تونس ستظل واقفة في وجه كل المحاولات الهادفة إلى زعزعة أمنها مضيفا أن الإرهاب لن يفل من إرادة التونسيين مهما كان الثمن. وشدد بلحاج علي على أن حلقة الإرهاب مترابطة وأنه لو تم الكشف عن قتلة الشهيدين شكري بلعيد ومحمد البراهمي وقبل ذلك لطفي نقّض لما حصلت أمس حادثة محاولة تصفية النائب بحركة «نداء تونس» ورئيس النجم الساحلي رضا شرف الدين. و أوضح بلحاج علي ل«التونسية» أن شبكات الإرهاب والفساد مترابطة في تونس، مبينا في إجابة عن سؤال «التونسية» حول مسؤولية الحزب الحاكم في كشف حقيقة الاغتيالات السياسية أنّ ملف قضايا الإرهاب ككل هي من صلاحيات الحكومة حصرا وليس من صلاحيات «نداء تونس» أو غيره من الأحزاب. وحول ما إن كان قرار رفع حالة الطوارئ قرارا غير صائب، اكتفى منذر بلحاج علي بالرد بأن الوقت غير مناسب للخوض في هذا الموضوع. كشف الجناة ضروري من جانبه ندد رئيس كتلة حركة «النهضة» نور الدين البحيري بحادثة محاولة اغتيال رضا شرف الدين، داعيا السلط الأمنية والقضائية إلى كشف الجناة. وأوضح أنه لا بد من كشف ومعاقبة مرتكبي العملية، وكذلك الشأن بالنسبة لكل من أجرم في حق كل تونسي سواء في الماضي أو في الوقت الراهن، مبينا أن «النهضة» تطالب بألاّ تمرّ هذه الجريمة وغيرها دون عقاب. و لاحظ البحيري أن رفع قانون حالة الطوارئ أو إبقائه من صلاحيات رئيس الجمهورية، وأنه ليس مؤهلا لتقييم صواب قرار الرفع من عدمه، مؤكدا أنه لا بد من كشف الحقيقة وتتبع منفذي محاولة تصفية نائب الحزب الحاكم في سوسة رضا شرف الدين. مافيا السلاح والمال وراء الاغتيالات أما نائب حركة «آفاق تونس» علي بنور، فقد أشار إلى أن أجندات أجنبية تحرك الاغتيالات السياسية في تونس، موضحا أن التركيبة الحكومية الحالية لا تتطلب وجود تناحر سياسي في البلاد، وأن رجال أعمال فاسدين يرتبطون بمافيا تهريب السلاح قد تكون وراء زعزعة الأمن العام في البلاد. ورجح نائب حركة «آفاق تونس» بالبرلمان أن تكون التصريحات التي جاءت في فيديو معز بن غربية وراء محاولة اغتيال رضا شرف الدين خاصة بعد أن أعلنت قناة «التاسعة» تضامنها مع بن غربية. واعتبر علي بنور أن نقاط إستفهام كبرى تطرح حول ما يجري في تونس، مبينا أن السلاح والمافيا منتشران في البلاد، متسائلا: «هل أصبحت تونسأفغانستان»؟. وأكد أنه لو حدث اغتيال سياسي جديد في البلاد، فإننا سنعود إلى نقطة البداية لأن تونس لن تتحمل. لا بد من فك شيفرة الخلية الإرهابية في الساحل النائب بالبرلمان عن «الاتحاد الوطني الحر» طارق الفتيتي شدد على ضرورة فك شيفرة الخلية الإرهابية الناشطة بجهة الساحل وتحديدا بسوسة والمنستير، مذكرا بالجدل الحاصل خلال حكم «الترويكا» حول وجود نواة إرهابية ناشطة بمنطقة قصر هلال. وأكد أن تواتر العمليات الإرهابية في سوسة على غرار الهجوم المسلح على السياح الأجانب بنزل «امبريال مرحبا» ثم اغتيال عوني الأمن بعد ذلك بنفس الجهة يبيّن بوضوح أن هناك خلية إرهابية ناشطة في المنطقة. وطالب الفتيتي الأجهزة الأمنية بتفكيك النواة الإرهابية في جهة الساحل.