هو أول اختبار كبير «للترجي الجديد» الذي يبنيه المسؤولون منذ الصائفة المنقضية ويسعون بمرور الوقت إلى تدعيمه بتعزيزات قادمة تقضي على النقائص وتضيف نقاط قوة جديدة للمجموعة وذلك من خلال اكتشاف السلبيات وتقييم المستوى. هذا الإختبار سيكون ضد الجار النادي الإفريقي في دربي مفتوح على كل الاحتمالات وسيحسم كالعادة على جزئيات استعد له أبناء باب سويقة كما يجب رغم اكتمال النصاب في المجموعة أمس الأول بعودة اللاعبين من المنتخبين الأول والأولمبي. صحيح أن كل مقابلات الرابطة المحترفة الأولى صعبة نظرا لتقارب المستوى بين جميع الأندية ونظرا كذلك إلى صعوبة مراس كل الفرق على أرضها وأمام جماهيرها لكن تبقى المواجهات المباشرة مع المنافسين على اللقب خاصة جدا ومقياسا لتحديد قيمة أي مجموعة والحكم على العمل الفني الذي ينجز. مواصفات النجاح متوفرة رغم أن الفريق بصدد البناء وهو ما يتطلب بعض الوقت لبلوغ أفضل مستوى يضمن الاستمرارية في النتائج الإيجابية وحصدها بشكل متتالي وبأكثر سهولة فإن الترجي الرياضي يملك اليوم كل المواصفات والمؤهلات التي تسمح له بالإطاحة بالجار وهزمه في دربي هذا المساء ... طبعا المواصفات فنية تتعلق بالمجموعة التي تضم في كل الخطوط أسماء قادرة على ضمان الدور المطلوب في مباراة كهذه والنجاح في المهمة من الناحية الفردية وما لذلك من تأثير مباشر على المردود الجماعي وبالتالي على النتيجة التي سينتهي عليها لقاء الأجوار. هذا الثراء في الزاد البشري موجود في الخطوط الثلاثة ولا يكمن فقط في عدد اللاعبين وإنما خاصة في إمكانياتهم الفنية التي توفر لهم مواصفات النجاح في كل اللقاءات وهو ما يفسر التفاؤل الكبير الذي يحدو كل الأطراف الترجية اليوم والثقة الممنوحة للمجموعة ككل وللتشكيلة التي سيختارها المدرب عمار السويّح لمقارعة الإفريقي هذا المساء. تردّد مفهوم ومنطقي إلى حد يوم أمس لم يحسم المدرب عمار السويح بشكل نهائي موضوع التركيبة التي سيبدأ بها اللقاء حيث يتواصل الغموض في مركزي ظهير أيسر ومتوسط الميدان الرابع الذي سيعزز الثلاثي حسين الراقد وفوسيني كوليبالي وسعد بغير. بالنسبة لوسط الميدان صحيح أن الياس الجلاصي ينطلق بأوفر حظوظ لاستعادة مكانه في التشكيلة الأساسية وكسب ثقة الإطار الفني لكن ثراء الزاد البشري مثلما اشرنا إليه ووجود حلول أخرى قادرة هي ايضا على تأمين المهمة على النحو المطلوب على غرار غيلان الشعلالي وأيضا ادريس المحيرصي. مدرب الأحمر والأصفر جرّب عدة حلول خلال المباريات التطبيقية التي خصّص لها جانبا كبيرا من حصصه التدريبية في اليومين الأخيرين ووقف على نجاعة كل حلّ ومدى الاستفادة التي تجنيها المجموعة من ورائه وقد يكون حدّد أمس بعد آخر مصافحة قبل موعد الدربي قراره النهائي. أما في خصوص مركز الظهير الأيسر فإن المنافسة على أشدها بين حسين الربيع المدافع الحقيقي في هذه الجهة ومحمد أمين النفزي الذي سبق له ان شغل هذه الخطة في بعض المواجهات، وعلى غرار الجلاصي ينطلق ابن جرجيس بحظوظ وافرة للدخول في حسابات المدرب عمار السويّح لكن القرار النهائي لم يتضح إلى حد كتابة هذه الأسطر وقد يرجئ الإطار الفني اختياره إلى اليوم. الاجتماع الفني يكشف التشكيلة برنامج المدرب عمار السويح اليوم يتضمن الاجتماع الفني بمقر التربص بقمرت سيعطي خلاله الإطار الفني آخر التوصيات سواء الفردية أو الجماعية وسيكشف بمناسبته على التشكيلة الأساسية التي سيبدأ بها الدربي وذلك حسب اختياراته النهائية على مستوى الجهة اليسرى للدفاع وخط وسط الميدان. وقد خيّر المدرب عمار السويح تأجيل قراره إلى موعد المباراة لضمان النجاح الكامل لأي اختيار يقوم به بعد تفكير طويل ومعرفة مدى فاعلية كل حل ومدى استعداد كل لاعب من الأسماء المرشحة لدخول التركيبة الأساسية. تعزيز الوسط التوازن بين الدفاع والهجوم هو أحد شروط النجاح في كرة القدم ولا بد من إعطاء نفس الأولوية للدفاع والهجوم في المقابلات «الكبرى» بل هذا هو أحد ابرز مفاتيح النجاح في مثل هذه المواجهات... لهذا الغرض سيعزز المدرب عمار السويح اليوم خط وسط ميدانه بلاعب رابع على حساب مهاجم وهو آدم الرجايبي الذي خاض اللقاءات الثلاثة الفارطة أساسيا لكن الأمر مختلف اليوم في دربي لا يمكن فيه منح أولوية للهجوم على حساب الدفاع واللعب باختلال بين الناحيتين. الإكتفاء بفخر الدين بن يوسف وياسين الخنيسي في الخط الأمامي منطقي جدا بل هو ضروري لأن الدربيات والمقابلات التي تجمع المنافسين المباشرين على البطولة تحسم غالبا في منطقة الوسط ومدى تحكم كل فريق فيها والسيطرة عليها نظرا للمهمة الثنائية وبالتالي الهامة الموكولة لعناصر هذا الخط. التشكيلة المحتملة إذن وعلى ضوء كل هذه المعطيات من المحتمل أن تتألف التشكيلة الأساسية للترجيين اليوم من العناصر التالية: معز بن شريفية الذي يعود بالمناسبة لحراسة شباك الأحمر والأصفر وإيهاب المباركي الذي رسّمه المدرب عمار السويح على الجهة اليمنى للدفاع وحسين الربيع ( أو محمد أمين النفزي ) في مركز ظهير ايسر وشمس الدين الذوادي وعلي المشاني وهو الثنائي الذي منح الصلابة للدفاع في اللقاءات الفارطة وحسين الراقد وفوسيني كوليبالي وسعد بغير والياس الجلاصي ( أو غيلان الشعلالي ) في وسط الميدان وفخر الدين بن يوسف وياسين الخنيسي في الهجوم.