دخل دربي العاصمة المندرج في إطار مرحلة ذهاب بطولة هذا الموسم طي التاريخ وكسب خلاله الترجي الرياضي فوزا ثمينا للغاية لا يقتصر فقط على النقاط الثلاث التي أضافها إلى رصيده وعزز بفضلها مركزه في كوكبة الطليعة ليشمل إيجابيات أخرى تتعلق بمستقبل مجموعته الحالية وما يمكن أن تجنيه من هذا الفوز ، فهذه المواجهة المباشرة مع الجار وهو أحد منافسي الأحمر والأصفر على لقب البطولة سمحت للعديد من العناصر الشابة بفرض أنفسهم من خلال اجتياز أعسر الاختبارات بنجاح كسعد بقير وعلي المشاني وحسين الربيع وآدم الرجايبي ومكّنت بعض اللاعبين الآخرين من تأكيد حسن مستواهم وإثبات جدارتهم بالانتماء إلى التشكيلة الأساسية لهذا الفريق على غرار فوسيني كوليبالي وشمس الدين الذوادي وطه ياسين الخنيسي غير أن الأهم من ذلك هو أن هذا الدربي شكل الفرصة المناسبة لبعض الأسماء لاستعادة بريقهم وتجاوز الفترات الصعبة التي مروا بها والتطلع إلى مشوار أفضل مستقبلا مثل معز بن شريفية وفخر الدين بن يوسف وخاصة ادريس المحيرصي. اجتياز فترة الفراغ الحارس معز بن شريفية الذي عرف فترة فراغ كبيرة أفقدته في وقت مكانته كحارس أول للفريق وغاب بالتالي عن بعض اللقاءات وتعرض إلى انتقادات طبيعية جدا كان في حاجة ماسة إلى موعد كبير وحاسم يقدم خلاله الإضافة لبقية زملائه مثلما كان الأمر في السنوات القليلة الماضية ويساهم بالتالي في انتصارات الأحمر والأصفر، ولذلك شكل الدربي أفضل مناسبة له لاجتياز مرحلة الفراغ والشك واسترجاع معنوياته التي تخوّل له العودة إلى أحسن مستوياته، لقد كان آداء حارس الترجي الرياضي خلال لقاء الأجوار – وعلى الرغم من الهفوة التي كادت تعطي منعرجا مغايرا للدربي – أفضل بكثير من المقابلات السابقة التي خاضها في الفترة الأخيرة وخاصة في اللقاءات القارية وبرز أثناء الشوط الأول الذي شكل فترة القوة بالنسبة للإفريقي بتصديات حاسمة حافظ بفضلها على عذارة شباكه وأبقى فريقه في المباراة ليجني الترجيون في النهاية فوزا ثمينا للغاية يمثل نقطة تحوّل جديدة وانطلاقة ثانية لمشوار معز بن شريفية الذي ساهم في هذا الإنتصار تماما كالعديد من زملائه في التشكيلة الأساسية أو من أقحمهم عمار السويّح خلال اللقاء. تدارك ما فات المهاجم فخر الدين بن يوسف سجل الهدف الأول في الدربي وهو كذلك أول هدف له في البطولة مع الأحمر والأصفر بعد غياب في مقابلتين لأسباب تأديبية على إثر إقصائه في الجولة الافتتاحية، وبما أن المهاجم عامة «يعيش» بتسجيل الأهداف فإن اهتداء «الروج» إلى طريق الشباك في موعد هام جدا كفيل بأن يتدارك هذا اللاعب الذي قدّم من أجله الترجي الرياضي تضحيات مادية كبيرة لانتدابه ما فاته سواء على المستوى التأديبي من خلال التعرض إلى إقصاء مجاني كان عليه تفاديه أو على المستوى الفني والإضافة التي من المفروض أن يقدمها ويساهم بها بقسط كبير في انتصارات فريق باب سويقة. قد يجد الروج مستقبلا الإنتظام على مستوى التهديف بعد أن أمضى اسمه ضمن هدافي الدربيات التي غالبا ما تشكّل المنعرج الحاسم في مشوار أي لاعب، هذا ما هو منتظر لكن تبقى حقيقة الميدان هي الفيصل وعلى بن يوسف إثبات جدارته كلاعب أساسي في فريق كبير وكإحدى أعمدته المؤثرة. الهدف «المنعرج» الدربي قد يكون أيضا المنعرج الحقيقي لادريس المحيرصي الذي فقد خلال هذا الموسم مكانه كأساسي وأصبح احتياطيا بصفة كاملة وتأثر بشكل واضح من وضعيته الجديدة لكن ما لاحظناه في جل اللقاءات هو أنه قدم الإضافة كلما تم إقحامه في التشكيلة حيث سجل إلى حد الآن هدفين، الأول في بن قردان بعد أن حرّك بدخوله هجوم الترجي الرياضي، والثاني والأكثر أهمية وقيمة في الدربي الأخير وهو هدف جميل جدا يكشف عن حقيقة إمكانيات ابن الترجي الرياضي الذي كان يتنبأ له أبناء باب سويقة بمشوار متميّز منذ سنوات خلت. الأكيد أن المحيرصي استعاد معنوياته وثقته في نفسه والأكيد كذلك أنه سيركّز أكثر في قادم المقابلات وهذا ما سيساعده على الظهور فعلا حسب إمكانياته الحقيقية والمستوى الذي ينتظره منه كل الترجيين بدون استثناء ويمكن بالتالي أن يدخل في حسابات الإطار الفني. هذا الثلاثي قادر على أن يكون مؤثرا بشكل إيجابي كبير مستقبلا على مستوى آداء ومردود الترجي الرياضي وبالتالي على مستوى نتائجه في قادم المقابلات في البطولة وتقديم إضافة تستفيد منها المجموعة بشكل كبير.