ملعب رادس تشكيلتا المنتخبين: المنتخب التونسي: الجريدي – المعلول – النقاز – بن جميع – المشاني – العواضي – لحمر – منصر (بقير) – خليفة – بن يوسف – الخنيسي (السيفي). المنتخب المغربي: البورقادي- الشاكير- كروشي- رابح - أولحاج - جاحوح - النقاش - المباركي(باتنة)- بن جلون(أوناجم)- معاوي (رشيد) - خضروف. تحكيم: المصري إبراهيم نور الدين الانذارات: عبد الرحيم الشاكير – أحمد جاحوح – محمد أوناجم (المنتخب المغربي) حمزة لحمر – فخر الدين بن يوسف – حمدي النقاز (المنتخب التونسي) الأهداف: عبد العظيم خضروف ( دق 19) – عبد الرحيم الشاكير ( دق 68 ض ج) – محمد أوناجم (دق 84) (المغرب) علي المشاني (دق 28) – سعد بقير (دق 80) (تونس) انتهى «الدربي» المغاربي الذي جمع عشية أمس المنتخب التونسي بنظيره المغربي لحساب التصفيات المؤهلة إلى «شان» رواندا بانتصار مستحق لأسود الأطلس بثلاثة أهداف مقابل هدفين. المباراة ورغم غياب الرهان فيها بما أن المنتخبين كانا قد حجزا مكانيهما في النهائيات فإنها لم تبلغ مستوى فنيا كبيرا رغم كثرة الأهداف وخاصة من جانب المنتخب التونسي الذي قدم أداء مخيبا ولم يظهر لاعبوه رغبة حقيقية في الفوز ولاح المنتخب بلا روح ولا شخصية وحتى مدربه هنري كاسبارجاك فقد أساء التعامل مع مجريات المباراة وخاصة فيما يتعلق بالتغيرات التي كانت متأخرة للغاية ويبدو أنّ الفرنسي لم يعد هو نفسه الذي عهدناه في بداية التسعينات ولم يعد يحسن التعامل مع الأسماء التي يملكها وربّما قد يكون الزمن قد أتى مفعوله فلا «العقلية» هي نفسها ولا الرّوح أيضا... هزيمة ورغم عدم تأثيرها على مصير الترشح فإنها أكدت المشاكل الكبيرة التي يعاني منها المنتخب الذي يبقى مسؤولوه مطالبين بمراجعة عديد الحسابات حتى لا تكون رحلته لرواندا من أجل السياحة فقط. 5 تغييرات كاملة شهدت تشكيلة المنتخب التونسي في مواجهة المغرب خمسة تغييرات كاملة مقارنة بتلك التي واجهت ليبيا بداية الأسبوع الماضي حيث عوّض حمدي النقاز حمزة المثلوثي وحل سليم بن جميع وعلي المشاني محل شمس الدين الذوادي وعمار الجمل في محور الدفاع فيما عوض كريم العواضي وحمزة الأحمر ومحمد أمين بن عمر المصاب وياسين مرياح المقصى في المباراة الماضية. أفضلية وأسبقية مغربية لئن أدخل مدرب المنتخب الوطني التونسي هنري كاسبارجاك خمسة تغييرات كاملة على التشكيلة الأساسية فإن منافسه محمد فاخر حافظ تقريبا على نفس التركيبة التي تغلبت على ليبيا برباعية نظيفة مع تغييرين اثنين بإقحام الشاكير مكان نوصير وجاحوح مكان سعدان وهو ما يعكس رغبة المغاربة في المحافظة على استقرار المنتخب الذي دخل المواجهة بقوة بفضل انتشار محكم على الملعب وتطبيق ناجح لخطة الضغط العالي التي شلت حركة لاعبي المنتخب الوطني وعقدت عملية الخروج بالكرة من الدفاع إلى الهجوم. أسود الأطلس سيطروا على العشرين دقيقة الأولى من عمر المواجهة وكانوا قادرين على افتتاح النتيجة في أكثر من مناسبة وخاصة عبر عبد الصمد المباركي في الدقيقتين السادسة والثانية عشرة ولكن رامي الجريدي كان حاضرا للتصدي وإبعاد الخطر على مرماه. دفاع المنتخب التونسي لم يقدر على الصمود في وجه المد الهجومي المغربي الذي أتى أكله في الدقيقة 19 بعد نجاح عبد العظيم خضروف في افتتاح النتيجة من تسديدة قوية لم يجد الجريدي حلا لصدها، أسبقية مستحقة في ظل المردود المقدم من قبل أبناء محمد فاخر. عودة قوية هدف السبق للمغاربة، استفز عناصرنا الوطنية، التي عادت للمسك بزمام الأمور وفرضت سيطرة مطلقة على المواجهة تجسمت في العديد من الفرص السانحة التي كانت تنبئ باهتزاز شباك البورقادي، ولئن نجح الأخير في صد كرة صابر خليفة في الدقيقة 22 بعد إمداد ذكي من النقاز، فإن حارس أسود الأطلس وقف عاجزا في الدقيقة 28 أمام رأسية مدافع الترجي علي المشاني بعد ركنية محكمة التنفيذ من حمزة لحمر أعادت المباراة إلى نقطة الصفر، هدف تضاعف بعده ضغط زملاء رامي الجريدي ليكون محمد علي منصر مع فرصتين سانحتين للتسجيل في الدقيقتين 34 و36 ولكن الحارس في مناسبة أولى والمدافع أولحاج في مناسبة ثانية حرماه من التسجيل. المنتخب التونسي كان قادرا على إنهاء الشوط الأول متقدما بهدفين لهدف ولكن فخر الدين بن يوسف كان له رأي آخر بعد أن أضاع في الدقيقة 43 وبطريقة غريبة فرصة مضاعفة النتيجة إثر انفراده بالحارس بعد إمداد ذكي من حمزة لحمر. فرصة أنهى بعدها الحكم المصري الشطر الأول من المواجهة على تعادل ايجابي بهدف لمثله. نسق منخفض على عكس الفترة الأولى، جاء إيقاع الفترة الثانية منخفضا حيث انحصر اللعب في منطقة وسط الميدان وغابت المحاولات الهجومية الواضحة من الجانبين مع أفضلية نسبية للضيوف الذين كانوا أكثر استحواذا على الكرة مستغلين في ذلك التراجع البدني للاعبي المنتخب والتباعد الكبير في الخطوط مع غياب الفورمة على بعض اللاعبين على غرار علي المعلول وسليم بن جميع وفخر الدين بن يوسف الذي كان للأمانة خارج الموضوع وظل بعيدا عن المستوى المعهود الذي عودنا به مع النادي الصفاقسي. المدرب هنري كاسبارجاك كان سلبيا بدوره بما أنه لم يتحرك بالشكل المطلوب لتغيير وجه المنتخب وتأخر كثيرا في القيام بالتعويضات رغم تثاقل خطوات بعض اللاعبين وعدم قدرتهم على إنهاء المباراة وهو ما سهل مهمة المغاربة الذين كانوا الأفضل من حيث اللياقة البدينة والاندفاع والسيطرة. كوتشينغ ناجح محمد فاخر مدرب المنتخب المغربي أحس بأن بإمكان أبنائه الخروج بنتيجة المباراة فقام بالدفع بالمهاجم محمد أوناجم مكان عبد السلام بن جلون ورقة غيّرت وجه المباراة حيث نجح أوناجم في الدقيقة 68 في دفع حمدي النقاز على ارتكاب الخطأ عليه في منطقة العمليات، ليعلن الحكم المصري عن ضربة جزاء حولها بنجاح عبد الرحيم الشاكير إلى هدف السبق المستحق للمغاربة. «بقير» حاسم من جديد الهدف الثاني لأبناء محمد فاخر أجبر كاسبارجاك على الدفع بسعد بقير مكان محمد علي منصر بحثا عن تنشيط الخط الأمامي الذي غابت خطورته في الفترة الثانية، صانع ألعاب الترجي الرياضي التونسي لم يخيب أمال مدربه والجماهير الحاضرة التي تفاعلت بقوة لحظة دخوله للميدان بما أنه تمكن من تعديل النتيجة في الدقيقة 80 بعد مخالفة مباشرة جميلة لم يتمكن حارس المغرب من صدها رغم محاولته الشجاعة. هدف جميل هو الثاني للاعب «الستيدة» السابق مع المنتخب الوطني أكد من خلاله سعة إمكانياته ودقة تنفيذه للكرات الثابتة. «أوناجم» يرفض التعادل رغبة المنتخب المغربي في الفوز كانت أكبر، حيث لم يتأثر لاعبوه بهدف بقير وعادوا للهجوم وتهديد مرمى رامي الجريدي التي قبلت في الدقيقة 84 الهدف الثالث الذي حمل توقيع الوافد الجديد محمد اوناجم بعد تسديدة جميلة في سقف المرمى أنهت التشويق ومنحت نقاط الفوز لضيوف العاصمة الذين تسيدوا المجموعة بعشر نقاط. نجم المباراة مهاجم المنتخب المغربي محمد أوناجم استحق لقب نجم المباراة دون منازع، فرغم دخوله في الفترة الثانية بديلا للمباركي فقد نجح في تغيير مصير المواجهة بما انه كان وراء ضربة الجزاء التي مكنت منتخبه من تسجيل الهدف الثاني كما كان صاحب هدف الفوز الذي أظهر امتلاكه لمهارات كبيرة. مردود الحكم المصري ابراهيم نور الدين وفق في إدارة المواجهة وكانت صافرته عادلة رغم بعض الهفوات التقديرية التي لم يكن لها تأثير على النتيجة النهائية. المصري أظهر صرامة كبيرة وقوة شخصية مكنتاه من كسب احترام كل اللاعبين على الملعب كما أجاد التواصل مع مساعديه وهو ما سهل عليه مهمة اتخاذ القرارات الصائبة. خالد الطرابلسي