يعقد المكتب التنفيذي لحركة «نداء تونس» اليوم الأحد اجتماعا طارئا ينتظر أن يكون حاسما بهدف محاولة رأب الصدع بين الندائيين وتجاوز الأزمة الداخلية التي يشهدها الحزب الحاكم منذ أشهر، خاصة بعد التصعيد الحاصل أمس الأول بقرار 6 أعضاء من الهيئة التأسيسية للحزب من المحسوبين على شق نجل السبسي، وهم رضا بلحاج وحافظ قائد السبسي ومحمد الفاضل بن عمران وأنس مخلوف وأنيس غديرة وسماح دمق، توجيه إستدعاء عبر عدل تنفيذ إلى عدد من أعضاء المكتب السياسي للحزب، وهم كل من رئيس الحزب محمد الناصر وأمينه العام محسن مرزوق وقياديه الأزهر العكرمي وناطقه الرسمي بوجمعة الرميلي، إضافة إلى الأزهر القروي الشابي، للمشاركة في اجتماع الهيئة التأسيسية المزمع انعقاده يوم 3 نوفمبر المقبل، والمخصص لمناقشة وتكريس قرارات لجنة «تواصل» المتمخضة عن مؤتمر جربة الذي تم تنظيمه مؤخرا بهدف التوصل إلى توافقات حول الحسم النهائي في مؤتمر الحزب وانتخاب لجنة الإعداد له. اجتماع المكتب التنفيذي لحركة «نداء تونس» اليوم الأحد سيحضره أغلب قياديي الحزب وعلى رأسهم رئيسه محمد الناصر وأمينه العام محسن مرزوق، إضافة إلى الأزهر العكرمي وبوجمعة الرميلي. ووفق مصادر «التونسية»،فإن اجتماع اليوم تقرر بصفة طارئة وفي إطار ضيق على خلفية قيام شقّ حافظ قائد السبسي بإرسال دعوة عبر عدل تنفيذ لعدد من قيادات الحزب لحضور اجتماع الجلسة المخصصة لمناقشة ما تمخض عن مؤتمر جربة أو ما يسمى ب«لجنة تواصل» من توصيات، وهو قرار اتخذه المكتب التنفيذي ليلة الجمعة الفارطة لتدارس تداعيات التصعيد الأخير ومحاولة تطويق الأزمة الداخلية للحزب التي يبدو أنها تتسع. و أكدت ذات المصادر ل«التونسية» أن الإجتماع الذي يعقده المكتب التنفيذي للحزب الحاكم سيطرح على طاولة مناقشاته تشعبات الخلافات الداخلية التي وصلت إلى حدّ استدعاء قيادات الحزب لحضور اجتماع عبر عدل تنفيذ. وتابعت ذات الجهة بأن قيادات «نداء تونس» التي وجهت لها الدعوة المذكورة لن تحضر اجتماع 3 نوفمبر المقبل بأي شكل من الأشكال، وأنّ استياء عامّا يخيم لدى أغلب أعضاء المكتبين المذكورين على خلفية التطور الأخير للخلاف داخل الحزب. و عن القرارات التي من الوارد أن يتخذها المكتب التنفيذي ل«النداء» في إطار مسار الإنقاذ، أفادت مصادرنا بأنها قد تكون قرارات موجعة للتصدي لمحاولات السطو والإستيلاء على الحزب، وأن تجميد عضوية بعض القيادات وإبعادها يبقى مطروحا، رغم أن هذا الإجراء كان معلقا لغاية إنعقاد المؤتمر. وفي هذا الإطار، قال عضو المكتب التنفيذي للحزب، توفيق بوعشبة في اتصال مع «التونسية» إن المشهد العام داخل الحزب غامض وأن القرارات تصدر من هنا وهناك وأنه لذلك لا يمكنه الإدلاء برأيه حول ما يحدث في «النداء» خاصة بعد التصعيد الأخير. ولاحظ أن اجتماع المكتب التنفيذي للحزب الحاكم اليوم سيكون اجتماعا حاسما، مؤكدا أنه سيقول كلمته في حال توضحت الرؤية داخل الحزب بعد اجتماع اليوم. الإعداد للمؤتمر المقبل أما الناطق الرسمي باسم الحزب بوجمعة الرميلي، فقد أوضح ل«التونسية» أن الإجتماع سيتطرق في خطوطه وفي محاوره العريضة إلى الإعداد لمؤتمر النداء القادم وتشكيل لجنة توافقية ومستقلة تكون مهامها الإعداد لهذا الحدث، مبينا أن المشاورات بين الندائيين متواصلة ولن تتوقف بغاية التوصل إلى توافقات تنهي الخلافات الداخلية في صفوف الندائيين. وشدد الرميلي على أن إنهاء الأزمة في الحزب الحاكم هو أهم الأهداف التي يجب أن يحققها مؤتمره المقبل، موضحا أنه من الضروري أن يحل المؤتمر كل تشكلات الأزمة الندائية. و بخصوص استدعاء قيادات الحزب عبر عدل تنفيذ لحضور جلسة يعقدها شق نجل السبسي، قال الرميلي إن هذا التصرّف أثار استياء الندائيين (ماعجبتناش)، مرجحا عدم تلبية هذه الدعوة لأن الهيئة التأسيسية فوضت مهامها إلى المكتب السياسي بعد أن تم إنتخابه، كما أنه تم إقرار أن تكون السلطة التقريرية بيد المكتب التنفيذي، منهيا كلامه بأنه تمّت تسوية الإشكال المتعلق بالدعوة المذكورة وانتهى الأمر، وأن الإعداد للمؤتمر هو مدار اهتمام الندائيين. التصدي لمحاولات الإنقلاب والسطو على الحزب من جانبه، أشار عضو المكتب السياسي ل«النداء» عبد المجيد الصحراوي إلى أن لحزبه مؤسسات وهياكل شرعية ومنتخبة وفي فلكها ينعقد اجتماع المكتب التنفيذي اليوم بالحمامات. وأكد أن الندائيين متمسكون بمؤسسات الحزب وهياكله وأن الشق الذي شارك في مؤتمر جربة هو شق انقلابي ويسعى إلى السطو على «النداء» على حدّ تعبيره، مبينا أن اجتماع الحمامات سيتطرق إلى التشاور حول الإجراءات التي سيتم اتخاذها للتصدي لمحاولات السطو على الحزب. مختار بوبكر عضو المكتب التنفيذي للحزب أفاد من جهته بأنّ إنقاذ الحزب هو محور اجتماع الحمامات اليوم، معقبا في ذات الصدد بأنه سيتم تباحث الوضع الداخلي للحزب الحاكم ومن ذلك تجديد هياكله الجهوية والمحلية التي ستفرز نواب الإشراف على المؤتر المقبل، والذي سينطلق يوم 18 ديسمبر 2015. إجراء قانوني من جهته، قال عضو المكتب التنفيذي ل«النداء» عبد العزيز القطي إنه لم يتلق دعوة حتى كتابة هذه الأسطر لحضور اجتماع الحمامات، مضيفا أنه سيلبي الدعوة في حال وصولها. و بخصوص توجيه استدعاء عبر عدل تنفيذ لعدد من قيادات الحزب، بين القطي أن هذا الإجراء قانوني ومتعارف عليه، وفق ما ينص عليه النظام الداخلي للحزب.