يواصل الترجي الرياضي تحضيراته للمباراة الهامة والصعبة التي ستجمعه بالنادي البنزرتي في أحسن الظروف سواء من الناحية المعنوية بعد دخول الفريق في ديناميكية الإنتصارات المتتالية التي أدخلت جوّا من الثقة الكبيرة في نفوس اللاعبين والإطار الفني أو من حيث اكتمال النصاب في المجموعة وتواجد كل العناصر على ذمة المدرب عمار السويح باستثناء غيلان الشعلالي المصاب مما يوفر له العديد من الحلول ولم لا القيام ببعض التحويرات طبقا لمردود بعض اللاعبين الأساسيين وحسن استعداد البدلاء الذين أصبحوا جاهزين لافتكاك أماكنهم في التركيبة الأساسية. الخط الأمامي محل انشغال لن نذيع سرا حين نقول اليوم أن المهاجم الوحيد الذي ضمن إلى حدّ الآن مكانه كأساسي في التركيبة الأساسية لفريق باب سويقة نظرا للإضافة الكبيرة التي يقدمها هو ياسين الخنيسي هداف الفريق ومصدر الخطورة في هجوم الأحمر والأصفر، في حين أن البقية لا يزالون يبحثون على مستواهم المعهود وبالتالي مساهمتهم الفعالة في النتائج الإيجابية ونذكر على وجه الخصوص فخر الدين بن يوسف وآدم الرجايبي وكذلك عبدولاي سيسوكو. لقد كانت الإنتظارات كبيرة جدا من هذا الثلاثي على وجه التحديد لكنهم ومقارنة مع يقدمه ياسين الخنيسي لا يزالون يتحسسون طريق النجاح في مشوارهم الجديد مع شيخ الأندية التونسية الذي أضحى يتمتع اليوم بزاد بشري وفير يسمح بالإستغناء على أي كان وتعويضه بلاعب آخر أملا في إضافة أكبر. ومن هذا المنطلق فإن مكان كل من « الروج» والرجايبي لم يعد مضمونا مائة بالمائة في تركيبة الخط الأمامي وتحتم عليهما المنافسة تطوير مردودهما والظهور بوجه أفضل وإلا فإن التغيير حاصل لا محالة خصوصا وأن البدلاء يتميّزون بنجاعة أكبر ويقدمون بالتالي إضافة كلما تم الإستنجاد بهم خلال المقابلات وفي مقدمة هؤلاء ادريس المحيرصي ثاني هدافي الأحمر والأصفر بعد الخنيسي يليه النيجيري برنار بولبوا الذي كان حاسما في اللقاء الأخير وصنع الخطورة طوال الفترة التي خاضها متوّجا مردوده بهدف. المهم بالنسبة للترجي الرياضي أن الحلول متوفرة وإمكانية التغيير بالتالي واردة وما على العناصر الأساسية إلا مضاعفة المجهودات وتطوير الأداء لضمان أماكنها والمحافظة على ثقة الإطار الفني. «الجلاصي» جاهز في حالة تعديل الخطة اللقاء القادم سيكون مغايرا للمباراة الفارطة نظرا لصعوبة التحوّل إلى بنزرت وضرورة اللعب بتوازن كامل في مثل هذه التنقلات وهو عنصر يفرض التحكم والسيطرة على منطقة وسط الميدان لتأمين المهمتين الدفاعية والهجومية على حد السواء، وعلى هذا الأساس فإن إمكانية تعديل الخطة هذا السبت واردة وذلك بالتعويل على رباعي في خط الوسط والإكتفاء بثنائي في الهجوم وهو ما يفتح المجال أمام الياس الجلاصي لاستعادة مكانه كأساسي وتأكيد المستوى الرفيع الذي قدمه في المقابلات الودية وبالتالي تأكيد جدارته بأن يكون ضمن الفريق الأول. النقطة الهامة التي يجب توضيحها في هذا الصدد تتمثّل في أن سعد بقير وإلياس الجلاصي قادران على اللعب جنبا إلى جنب وهما يتكاملان في خط الوسط ويتفاهمان بشكل كبير وقد أكدا ذلك في العديد من المناسبات مع المنتخب الأولمبي وبإمكان عمار السويح استغلال هذا الثنائي في وسط الميدان ومزيد تفعيل الدور الهجومي وتنويع عملية البناء وخلق فرص التهديف. هذا الإختيار الذي يسمح به ثراء المجموعة والزاد البشري يعد الأفضل لفريق باب سويقة في التنقلات خارج العاصمة وكذلك في المقابلات «الكبرى» ضد المنافسين المباشرين على اللقب لأن التوازن في هذه المواجهات يعد الشرط الأساسي للنجاح وقد يسير القرار في هذا الإتجاه منذ لقاء بعد غد في عاصمة الجلاء. اليوم تتضح الإختيارات بعد حصتين صباحيتين يومي الثلاثاء والإربعاء يعود الترجيون اليوم إلى النسق العادي حيث يتدربون بعد الظهر في نفس توقيت مباراة بنزرت وستخصص حصة اليوم في جانب كبير منها للمباراة التطبيقية التي ستكشف لنا عن اختيارات المدرب عمار السويّح سواء على مستوى التشكيلة الأساسية التي ينوي التعويل عليها لملاقاة النادي البنزرتي أو على مستوى الخطة وطريقة اللعب التي سيتوخاها. وغدا التحول إلى بنزرت التحضيرات لمباراة النادي البنزرتي تختتم غدا بآخر مصافحة سيضع خلالها المدرب عمار السويح آخر اللمسات التكتيكية قبل التنقل مباشرة على عاصمة الجلاء حيث تمّت برمجة الإقامة ليلة المقابلة بأحد فنادق مدينة بنزرت الساحلية حتى يكون اللاعبون جاهزين كأفضل ما يكون ويتجنبون متاعب التنقل يوم اللقاء. فيصل الفزاني