لا تزال تداعيات الخلاف بين شقّي الأزمة داخل «النداء» تتفاعل حيث أمضى أمس قرابة 100 عضو من المكتب التنفيذي من بينهم أعضاء في مجلس نواب الشعب على عريضة حثوا فيها رئيس الحزب محمد الناصر على الدعوة لعقد إجتماع المكتب التنفيذي اليوم في الحمامات. وقال منذر بلحاج أن العريضة التي تم تسليمها للناصر هي بمثابة الرد على تصرفات البعض بمحاولة استعمال كل الوسائل لكي لا يجتمع المكتب التنفيذي ، وأكدت مصادر «التونسية» أن بعض الأطراف أسرّت إلى الناصر بعدم الإسراع في الدعوة إلى انعقاد المكتب التنفيذي اليوم معتبرة أن هذا الإجراء يزيد من حدة التوتر داخل الحزب خاصة ان المجموعة المساندة لشرعية المكتب التنفيذي تنوي استباق اجتماع الهيئة التأسيسية المقرر بداية الأسبوع القادم في اتخاذ القرار إما ببقاء الأعضاء المساندين للمكتب التنفيذي صلب الكتلة البرلمانية للحزب أو بإعلان الإستقالة نهائيا . الناصر بين التأسيسي والتنفيذي وأفادت مصادر «التونسية» أن محمد الناصر يجد صعوبة في المساعي التي يبذلها للحيلولة دون انقسام الكتلة خاصة وأن النواب «المنشقين» يتمسكون بعدم شرعية أي قرار منبثق عن الهيئة التأسيسية وهو ما ولّد صعوبة في إيجاد صيغة توافقية تحافظ على وحدة الحزب إلى حين انعقاد المؤتمر على الأقل . في المقابل أكدت مصادر من داخل الحزب أن الهيئة التأسيسية التي ترى في نفسها الهيكل الشرعي الوحيد في الحزب تناقش إمكانية اتخاذ قرارات تأديبية في شأن الأعضاء الذين تراهم السبب في ما يجرى داخل الحزب مع طرح حلول عاجلة للإنقاد وإسناد العمل الحكومي بإجراء تغييرات قد تطال المسؤوليات الكبرى داخل «النداء» . التعويل على دعم الهياكل ذات المصادر قالت ل «التونسية» إن شق حافظ قائد السبسي يعوّل بشكل كبير على دعم الهياكل للقرارات التي ستتخدها الهيئة التأسيسية سواء بشأن بعض الأعضاء أو في ما يخص عقد المؤتمر وان وفدا يضم كلا من حافظ قائد السبسي والنائبين حمودة صوف وسفيان طوبال تحول أول أمس إلى ألمانيا لعقد اجتماع بهياكل الحزب في الخارج حيث تولى القيادي في الحركة المنسق العام لهياكل الحزب رؤوف الخماسي المساند لشق حافظ السبسي الإعداد لهذا الإجتماع الذي سيتم عبره حشد دعم الهياكل الخارجية لقرارات الهيئة التأسيسية . ويعوّل شق السبسي الإبن بشكل كبير على دعم الهياكل في الداخل والخارج لإسناده سواء في المرحلة الحالية أو في المؤتمر ضد شق محسن مرزوق إذا استحالت المصالحة بين الطرفين . الاستقالة واردة مصادر «التونسية» المقربة من شق محسن مرزوق أكدت أن المناصرين للأمين العام بين خيارين وأن الشق الراديكالي منهم يدفع نحو الإستقالة من الحزب ومن الكتلة وتأسيس حزب جديد يحافظ على نفس مشروع وتوجه «النداء» الذي حصد أكثر من مليون ونصف ناخب في حين يدفع الشق الأكثر تعقلا نحو التريث والإكتفاء بتعليق العضوية داخل الكتلة والضغط نحو عقد مؤتمر في عضون الأشهر الستة المقبلة على أن تكون نتائج الصندوق هي الفيصل مع مواصلة إسناد عمل الحكومة ومشروعها السياسي . أطراف تنتظر اللحظة الصفر ووسط أجواء الانشقاق صلب الحزب الأغلبي تنتظر العديد من الأطراف السياسية من خارج الحركة لحظة الصفر التي ستقرّر مصير المشهد السياسي القادم حيث تعقد حاليا العديد من اللقاءات والمشاورات بين أطراف سياسية من العائلة الدستورية وغيرها لإعادة التشكل و طرح مشاريعها السياسية كبدائل عن «النداء» في الاستحقاقات السياسية المقبلة . فهل ستخيب الساعات القادمة آمال العديد ممن يتأهبون للوثوب على المشهد السياسي بتحقيق هدنة مؤقتة بترحيل الحزب مشاكله إلى حين عقد المؤتمر وعبور هذه المرحلة ولو بأنصاف الحلول أم سينفرط عقد الحزب فاسحا المجال أماما سيناريوهات سياسية جديدة ؟