1 - بطولة «الجمعة» الجولة الثامنة لبطولة الرابطة الاولى تقرّر أن تدور يوم الجمعة القادم وهذا مفهوم بالنظر الى التزام المنتخب الوطني بالمشاركة في الدور التمهيدي الاول لتصفيات مونديال روسيا غير ان الملفت في الامر هو التوقيت الذي أٌقرّه مكتب الرابطة المحترفة الأولى حيث تمّت برمجة المباريات في تمام الساعة الثانية بعد الزوال...هكذا فكّر جماعة الرابطة وتدبروا أمرهم ليقرّروا في الاخير ان تلعب المباريات في «غرغور القايلة» في وقت من المفروض ان تكون الوجهة «صلاة الجمعة». قد لا يتعارض فكر الجماهير مع مناسك يوم الجمعة على اعتبار وأن روّاد الملاعب ليس بدرجة كبيرة من المرابطين ببيوت الله لكن كان من المفروض ان يترك جماعة الرابطة متسعا من الوقت للموظفين والطلبة والمصلّين على حدّ السواء ليجدوا الوقت لممارسة حياتهم بشكل طبيعي قبل التفرّغ لمشاهدة مباريات البطولة لكن هذه النقطة تجاهلها مكتب الرابطة وكأنّ هناك رغبة دفينة في أن تلعب البطولة «تحت حس مسّ» وبأقلّ جماهير ممكنة... الى مكتب الرابطة نقول «انت معلّم منّك نتعلّم». 2 - بعد الكلام حان دور الأقدام محلّل قنوات «البي اين سبورت» قيس اليعقوبي يعتبر نجم جيله في فنّ التحليل والتنظير وكلامه كثيرا ما يرسخ بالذاكرة بالنظر الى إجادته اللعب على وتر المشاعر وما يخالج السواكن وهو ما تأكّد خاصة في ظهوره التلفزي الاخير على قناة «الحوار التونسي» في برنامج «ستاد التونسية» حينما شخّص أزمة النادي الافريقي.كلام كثير قيل يومها على لسان اليعقوبي ولاقى استحسان جماهير الأحمر والأبيض ولأننّا نؤمن أنّ القول أسهل من الفعل ننتظر على أحرّ من الجمر ما سيقدر اليعقوبي على انجازه في تجربته التدريبية الجديدة حيث تقّرر ان يكون مدرّبا جديدا للقوافل الرياضية بقفصة. في كرة القدم من السهل ان تتنقد وتحلّل وتشخّص وتأتي بالحلول وبالفكر البديل لكن على الميدان تتغيّر المعطيات وتتبدّل الامور وتنكشف العديد من الحقائق لأنّ المتفرّج «فارس» وسنرى هل ان اليعقوبي سيكون فارسا على الميدان كما عودنا ان يكون دائما طليق اللسان أم أنّه سيلحق بمن سبقه ممّن ارتهنت أنفسهم للورقة والكاميرا والقلم وصاروا نجوما فقط على الورق. 3 - «كاسبارجاك» قريب من الشبّاك المنتخب التونسي عاد أوّل أمس بانتصار ثمين من العاصمة الموريتانية نواق الشط بعد فوزه على منتخب المكان بثنائية يعود فيها الفضل إلى صانع ألعاب النادي الصفاقسي محمد علي منصر الذي شكّل دخوله في الشوط الثاني منعرج المباراة. وبعيدا عن حقيقة الارقام وما دونته الاقدام في مباراة أوّل أمس لاح جليّا أن قراءة الناخب الوطني هنري كاسبارجاك للمباراة وخاصة لإمكانيات الفريق المنافس كانت خاطئة فالفني الفرنسي خيّر التعويل على ثلاثة لاعبي ارتكاز في وسط الميدان ضدّ منتخب متواضع مازال بصدد اكتشاف ثنايا القارة السمراء. كاسبارجاك لم يعد هو نفسه ذلك المدرّب الذي يتقّد حيوية ونشاطا ورسومه الفنية وقراءاته التكتيكية أكل عليها الدهر وشرب. المنتخب بدا بلا هوية وبلا شخصية وكان قريبا من تكبّد هزيمة تاريخية لولا صنعة بعض اللاعبين الذين أعادوا قلب موازين المواجهة. على الأرجح مسيرة كاسبارجاك لن تستمر طويلا مع المنتخب بما انه فشل فنّيا في توظيف الامكانيات البشرية الموجودة بين يديه وهذا ما يشاطرنا فيه الرأي رئيس الجامعة وديع الجريء الذي يعتبر أن الفرنسي بالغ في الحيطة والحذر المغلّف بالخوف والأكيد ان الحديث عن قرب وصول المدرّب التونسي فوزي البنزرتي الى «الحرم الجامعي» يتأكّد يوما بعد يوم وقد يكون النهائي القاري الذي ينتظر النجم نهاية هذا الشهر عنوانا جديدا في دفاتر المنتخب والى ذلك الحين يمكن القول إنّ خرجة موريتانيا دفعت «كاسبارجاك» نحو الشبّاك.