«بأي حال عدت يا بطولة.. بما مضى أم بأمر فيه تجديد» هكذا كان لسان حال محبي كرة القدم التونسية وهم ينتظرون افتتاح الموسم الجديد والأماني تداعبهم بأن يرتقي المستوى ليلامس ولو من بعيد جدا ما شاهدناه في المونديال الأخير ولنعيد بناء ما تهدم في أذهاننا من ثقة وأمل في رؤية كرتنا تخرج من النفق المظلم الذي تردت فيه. عاد سباق البطولة في طقس حار جدا فوق طاقة البشر واللاعبين في أي مكان من العالم هكذا شاء الساهرون على تنظيم أمر البطولة ليؤكدوا من جديد أنهم أبعد الناس فهما لما تتطلبه الكرة من تسيير معقول. قمة رادس كانت باردة رغم الطقس الحار فالمستوى لم يرتق إلى الحد الأدنى المطلوب لتنتهي بلا غالب ولا مغلوب. وهي نقطة مفيدة للطرفين بالنظر إلى صعوبة مهمتيهما لأن اللقاء جاء في وقت غير محبذ لكليهما. في بنزرت هاج «قرش الشمال» وماج وكبّد النادي الافريقي هزيمة ستصعب مهمة الفرنسي براتشي في الترميم وإعادة البناء.. النادي البنزرتي أكد أنه مع بوشار بخير لأنه ليس من السهل العودة في اللقاء بعد هدف حمام الذي لم يغن نادي باب جديد ولم يسمنه من جوع. القوافل عاشت ظروفا عصيبة قبل انطلاق السباق مما كان ينبئ بتعثرها أمام ضيفها نادي حمام الأنف لكن يبدو أن عزيمة اللاعبين «المحليين» كانت أكبر لتؤكد لهيئة القوافل قبل غيرها أن الاعتماد على الشبان أفضل من تكديس الانتدابات وأن «الماء الماشي للسدرة الزيتونة أولى به». شبيبة القيروان غرقت في حمام سوسة التي افتتحت موسمها كأفضل ما يكون ويبدو أنها اتعظت من تجربة الموسم الماضي لتعمل بالمثل الشائع «خوذ بايك من الأول». من جرجيس عاد مستقبل المرسى بتعادل ثمين لئن أسعد الزائرين فإنه فتح أبواب نادي «العكارة» أمام المجهول فهل يقدر الليلي على التدارك قبل أن تصعب المهمّة؟ ٭ عادل الطياري الترجي الرياضي النجم الساحلي (0/0): قمة باردة في طقس حار تعليق: عادل الطياري رغم أنها «كلاسيكو» له اعتباره في كرة القد التونسية ويجمع هرمين شامخين عندنا الا أن لقاء الترجي والنجم لم يرتق الى مستوى تطلعات الجماهير وكان فاقدا لكل روح بل أنه الى الود اقرب منه الى الجد. بدا واضحا أن غياب الجمهور عن اللقاء وحرارة الطقس التي لا تطاق حتى في الغرف المكيفة فما بالك في ملعب كرة وأمام جري ولهث فوق طاقة البشر قد أثرا بصورة كبيرة على أداء اللاعبين الذين كانوا متثاقلين فوق الميدان ويسقطون أو يتساقطون أمام أدنى التحام طلبا للراحة ولثوان من الاسترخاء ومن المؤكد أنه في مثل هذه الظروف لن يكون لتوصيات المدربين أو ما وضعاه من خطط فنية أي تواجد في اذهان اللاعبين واللوم هنا يقع على الرابطة والمكتب الجامعي اللذين حددا انطلاق الموسم في مثل هذا الوقت وزادا الطين بلة بتحديد وقت اللقاء في «غرغور القايلة» ولا ندري هل سيتراجعان عن ذلك في قادم الجولات أم أنهم ينتظران سقوط ضحية فوق الملعب نتيجة الاجهاد والحرارة وعدم تحمل اجساد لاعبينا الضعيفة أصلا لهما. مستوى ضعيف مستوى الشوط الاول لم يكن في حجم الفريقين فلم نر لعبا منظما ولا هجومات منسقة وتبعا لذلك غابت الفرص الخطيرة وحضرت الرتابة والملل. ولئن كانت تشكيلة النجم جديدة في معظمها اذ لم يلعب من فريق الموسم الماضي الا المثلوثي والعكايشي وكانت البقية من الجدد مما يعني غياب التجانس والتناغم فوق الميدان الى حين تعود اللاعبين على بعضهم البعض فإن البنزرتي لم يضم من المنتدبين الجدد الا برهان غنام اضافة الى أن نادي باب سويقة لعب مباراة رسمية قبل أيام قليلة في سطيف مما يعني أنه أكثر جاهزية فنيا وبدنيا من منافسه الا أن كل ذلك لم يظهر على الميدان ولم يتميز الترجي عن ضيفه بل كان الضعف في الاداء القاسم المشترك بين الفريقين. فرص قليلة رغم ان الفوز في هذا اللقاء يفتح آفاقا هامة في باقي السباق للمنتصر من الفريقين الا أن اللعب الهجومي كان غائبا عنهما وكانت الفرص قليلة جدا فالترجي توفرت له فرصة في الدق 22 بعد توزيعة من الدراجي أبعدها جبنون في حين توفرت للنجم ثلاث فرص اثر هفوات فادحة في الدفاع في الدقائق 27 ابعدها الدربالي على الخط والدق29 وشمام أنقذ الموقف أمام أوسينغا والدق 35 بعد توغل من حمزة جبنون الذي اختار التمرير عوض التسديد رغم موقعه المناسب لتضيع الفرصة. هيجان النجم، الشوط الثاني كان في مجمله للنجم الساحلي الذي استغل تراجع لياقة لاعبي الترجي نتيجة الاعداد البدني الشاق الذي خضعوا له ليفرض سيطرته على منطقة وسط الميادن فتكثفت هجماته وخلق فرصا عديدة خاصة في الدقائق 72 اثر كرة مرتدة بعد ركنية من أوسينغا لكن الدفاع ردها وفي الدق 75 بعد تسديدة قوية من الشاذلي أبدع نوارة في ابعادها كما كاد العكايشي ان يفتتح التسجيل في الدق 59 لكن كرته أبعدها من خط المرمى صيام بن يوسف. الترجي حاول استغلال سلاح الكرات الثابتة مثله مثل النجم لكنهما لم يفلحا رغم أن مخالفات النجم كانت أخطر. احتراز ضد الشهودي قبل انطلاق اللقاء قام الترجي باحتراز ضد مشاركة لمجد الشهودي مع النجم رغم الاشكالات الادارية مع فريقه السابق النادي البنزرتي. كمون يعتذر للبنزرتي بعد نهاية اللقاء توجه رئيس النجم حامد كمون الى مدرب الترجي فوزي البنزرتي ليعتذر له عما صدر من فئة غير محسوبة على النجم ضده حيث كالت للبنزرتي الشتائم.. كمون والبنزرتي تعانقا مما يؤكد رضاء البنزرتي على حركة رئيس النجم. قالوا بعد اللقاء صيام بن يوسف (الترجي الرياضي): لا يمكن أن نطلب من الفريقين أكثر مما قدماه نظرا لأن المباراة هي الأولى في الموسم والنسق مازال مفقودا لدى اللاعبين إضافة الى الحرارة ولذلك من المنطقي أن يلوح التعب على اللاعبين بصورة جلية أعتقد أن النتيجة مرضية للطرفين رغم أننا تأثرنا كثيرا هجوميا من غياب مايكل. مهدي المرزوقي (النجم الساحلي): اللقاء هو الأول لي بزي النجم وأعتقد أنني قدمت أداء مرضيا وأظن أن النتيجة كانت تكون منصفة لنا لو حققنا الفوز خاصة أمام ما قدمناه من أداء ممتاز في الشوط الثاني والمهم أننا أثبتنا أن النجم سيكون له شأن كبير في هذا الموسم والقادم أفضل. تشكيلة الفريقين الترجي: نوارة بن عمر شمام بن يوسف الدربالي آفول المساكني الدراجي غنام (العياري) القربي بوعزي (التراوي). النجم: المثلوثي غزال الفالحي جبنون عبد النور المرزوقي (نفخة) الشاذلي الشهودي بلغول العكايشي (سانطوس) أوسينغا. الانذارات: بن عمر وشمام من الترجي والفالحي والمرزوقي من النجم. الاقصاءات: الشاذلي من النجم. النادي البنزرتي النادي الافريقي: 2 1: جيرار بوشي يدخل بنزرت من الباب الكبير ٭ تشكيلة الفريقين: النادي البنزرتي: فاروق بن مصطفى ايهاب المباركي فخر الدين الجزيري محمد سيلا كريم بن عمر هتّان البراطلي مهدي حمزة الورتاني عمر العويني ميكاييل بوشي محمد سلامة هيثم بن سالم. التغييرات: وجدي الجباري مكان ميكاييل بوشي فادي الهميزي مكان الورتاني حسام الحاج مبروك مكان الجزيري. النادي الافريقي: عادل النفزي بلال العيفة مهدي مرياح أنيس بن عمر خالد السويسي كريم عواضي حلمي حمام أسامة السلامي خالد المليتي زهير الذوادي امير العكروت. التغييرات: ابوكو مكان خالد المليتي حمزة المسعدي مكان الذوادي وتراوري مكان حلمي حمام. بمجرد اعلانه عن ضربة البداية لم يجد الحكم نصر الله الجوادي صعوبة في مجاراة نسق المباراة التي انطلقت بطيئة فيها كثير من الارتباك ولئن أحكم ابناء الارض الانتشار فوق الميدان فإن الضيوف كانت خطوطهم متباعدة والأخطاء الفردية واضحة خاصة في محور الدفاع الذي انفلتت منه كرة مع الدقيقة 4 لتصل امام عمر العويني الا ان هذا الاخير لم يحسن استغلال الهدية حيث لما انفرد بالحارس النفزي. الخطة التي اعتمدها فرنسوا براتشي كانت تعتمد رأس حربة وحيد امير العكروت الذي وجد نفسه معزولا طوال الوقت ولولا تحركات الأجنحة خاصة الذوادي لما سجل هجوم الافريقي الهدف الوحيد له. تحرّك الدقائق الأخيرة لئن احكم المحليون الانتشار على الميدان وخلقوا أكثر من فرصة وقع اهدارها من أقدام العويني وبن سالم بسبب التسرع فإن الضيوف مع تقدم الوقت صعدوا اكثر للهجوم وحاولوا ايقاع منافسهم في الخطإ وهذا ما وقع حين فقد الورتاني الكرة ليتلقاها الذوادي وبتمريرة ذكية يضع حلمي حمام وجها لوجه مع الحارس فاروق بن مصطفى ليفتتح النتيجة في الدقيقة 42. تغيير تكتيكي ناجح مع مطلع الشوط ا لثاني أقحم جيرار بوشي وجدي الجباري وفادي الهميزي مكان ميكا ومهدي الورتاني تغييرات كانت ضرورية وأكّدت جدواها منذ الدقائق الاولى حيث تحرك الهميزي كما ينبغي على الرواق الايسر وتموقع الجباري كما كان مطلوبا منه. هيثم بن سالم في أفضل صورة دخول الجباري حرّر بن سالم الذي مع مطلع الدقيقة 46 يعيد فريقه في الصورة باقتناصه لتوزيعة الهميزي المليمترية حيث اسكنها شباك النفزي معلنا انطلاقة جديدة للمباراة. ضغط في اتجاه واحد هدف بن سالم حرّر أقدام أبناء بوشي الذين أمنوا كثيرا بحظوظهم وصعدوا للهجوم خاصة وأن مدربهم أصبح يلعب بمهاجمين في الشوط الثاني بن سالم والجباري بدل مهاجم واحد في الرسم التكتيكي للشوط الاول في المقابل لاح جيّدا ان النادي الافريقي تأثر بعودة منافسه في المباراة وقضين عدّة دقائق لم نسجل فيها أية محاولة جدية من الضيوف. بن سالم مرّة أخرى سيطرة المحليين كانت توحي بالوصول للشباك وهذا ما حصل مع الدقيقة 76 بعد عملية انطلقت من بن عمر نحو محمد سلامة الذي أمدّ هيثم بكرة في العمق هذا الاخير استغل خروج الحارس النفزي ليسجل له الهدف الثاني. ارتفاع النسق مع تقدم الوقت انخفضت درجات الحرارة وارتفع معها النسق على الميدان الضيوف سعوا للتعديل والمحليين للتثليث ولئن أضاع العكروت فرصة التعديل في الدقيقة 80 فإن الهميزي كان أقرب للتسجيل لولا القائم الذي اعترض كرته لتبقى في الاخير النتيجة على حالها انتصار مقنع للنادي البنزرتي وهزيمة عابرة للافريقي. قالوا بعد المباراة ٭ جيرار بوشي: أنا سعيد بهذا الانتصار المهم ورغم قبولنا لهدف ضد مجرى اللعب الا أننا تمكنا من العودة والفوز اليوم إن كان هناك فريق لعب الكرة فهو النادي البنزرتي وإن كان هناك فريق لعب الدفاع هو من منافسنا وايجابي أن ينتصر الفريق الذي صنع اللعب. تحضيراتنا كانت ثابتة وناجحة بعيدا عن الضوضاء والاضواء. ٭ فرنسوا براتشي: خيبة أمل في بداية البطولة كنا نأمل تحقيق نتيجة أفضل خاصة أننا أنجزنا الصعب وهو المبادرة بالتسجيل الا أن منافسنا أرغمنا على التقهقر في الشوط الثاني وجعلنا نقبل أهدافا بدائية بأخطاء فادحة على كل حال سنكون في أفضل حال في المباراة القادمة ضد مستقبل قابس.