من المنتظر أن تنظر احدى الدوائر الجنائية بمحكمة الاستئناف بسوسة في بداية شهر ديسمبر في جريمة اقتحام محل للغير عنوة وتهشيم محتوياته تورّط فيها شابان حكم عليهما ابتدائيا بأربع سنوات سجنا للمتهم الرئيسي وبسنتين لشريكه فاستأنفا الحكم الصادر ضدهما مع العلم أن المتضرر تقدم بكتب إسقاط بما من شأنه ان يخفف العقوبة المسلطة عليهما . وقد بدأت تفاصيل هذه القضية التي كان منطلقها شهر مارس 2014 عندما أراد المتهم الرئيسي الاقتران بفتاة من أبناء منطقته وفاتحها في الموضوع غير انها رفضت فحاول معرفة الاسباب لكنّها اعتذرت منه بكل لطف الا انه مع ذلك لم ييأس واتصل بوالدها وطلب منه يدها غير ان رده كان قاسيا وينطوي على احتقار لشخصه فغادر المكان وهو في قمة الغضب وعزم في قرارة نفسه على الانتقام منه واتفق مع المتهم الثاني على اقتحام منزله في غيابه وتهشيم كل محتوياته وظل يراقب المنزل الى ان سنحت له الفرصة عندما علم أن صاحب المنزل وأفراد عائلته توجهوا الى حفل زفاف فتسلّل الى داخل المنزل وعمد الى تهشيم الاثاث وخاصة ما غلى ثمنه وعاث في المنزل فسادا قبل ان يغادر فيما رابط شريكه خارج المنزل للمراقبة. وقد بين المتهم ان ما اقترفه كان بغاية التشفي من والد الفتاة مع العلم انه ثبت من الابحاث ان قيمة الخسائر التي لحقت بالمنزل تتجاوز عشرة آلاف دينار وبسماع اقوال المتهم الثاني لدى التحرير عليه اعترف بما نسب اليه وأيد اقوال شريكه. اما المتضرر فقد اشار الى أن المتهم تقدم لطلب يد ابنته وانه باستفساره عن مهنته اعلمه انه عامل يومي فرفض الموضوع من بدايته على اعتبار انه لن يتمكن من توفير سبل العيش الكريم لابنته لأن ظروفه المادية متواضعة ملاحظا ان الشاب رأى في ذلك موقفا معاديا له وفيه تحقير لشخصه جعله يقدم على الانتقام منه. وقد تمسك والد الفتاة بتتبع المظنون فيه من اجل ما نسب اليه وقد اجريت مكافحة بينهما تمسك خلالها كل طرف بما نسب اليه. وبعد ختم الأبحاث وجهت للمتهمين تهمة الاعتداء على ملك الغير والمشاركة في ذلك ومثلا أمام انظار المحكمة وأعادا اعترافاتهما السابقة والتمسا من هيئة المحكمة التخفيف عنهما قدر الامكان مراعاة لنقاوة سوابقهما العدلية والاسباب التي دفعتهما لارتكاب الجريمة وقد أدينا ابتدائيا بالحكم المضمن أعلاه .