ستنظر قريبا احدى الدوائر الجنائية بمحكمة الاستئناف بسوسة في جريمة مواقعة انثى غصبا تورط فيها كهل استغل فرصة تواجد المتضررة بالمنزل وحيدة وعمد الى مواقعتها غصبا ثم حاول التفصي من جريمته. وقد ادين المتهم ابتدائيا بالسجن مدة 8سنوات واستأنف الحكم الصادر ضده وستكون هذه القضية محل نظر محكمة الاستئناف في اوائل شهر جويلية. ومنطلق هذه القضية كانت شكاية تقدمت بها فتاة الى السلط الامنية في شهر جانفي 2013 ذكرت فيها انها توجهت رفقة والدتها لحضور حفل زفاف قريبتها وأنها مكثت في دار العروس حوالي اربعة ايام لاحظت خلالها ان قريبها يرمقها بنظرات غير لائقة فتظاهرت بعدم الاهتمام ولم ترغب في اعلام والدتها بالأمر حتى لا تحدث اية مشاكل بين العائلتين ولا تكدّر اجواء الفرح. وأضافت الفتاة انه صادف في يوم الزفاف ان توجهت والدتها رفقة قريبتها الى منزل العروسة لإجراء بعض اللمسات الاخيرة وبقيت هي نائمة لإحساسها بالإرهاق دون ان تعلم انها بالمنزل وحيدة. لكنها بعد حوالي ساعة تقريبا من مغادرة الجميع المنزل سمعت حركة تقترب من الغرفة التي تنام فيها فتملكها الخوف لأنها خشيت ان يكون شخص غريب قد تسلل الى الداخل لكنها فوجئت بقريبها يدخل غرفتها وشرع في التحدث اليها ثم اعلمها انه متيم بحبها لكنها اجابته بكل لياقة انها تعتبره بمثابة الاخ غير انه طلب منها التفكير مجددا وكانت بادية عليه معالم الارتباك والانفعال ثم اقترب منها وامسكها بقوة وجرّها من شعرها وتولى مواقعتها غصبا بعد ان هددها بالقتل ولما عادت والدتها أعلمتها بما تعرضت له فجن جنونها وغادرتا سويا المكان واتفقتا على تقديم الشكاية اعلاه والتي طالبتا ضمنها بتتبع المظنون فيه من اجل ما نسب اليه . وبموجب هذه الشكاية القي القبض على المظنون فيه. وباستنطاقه انكر ما نسب اليه وأفاد أن زاعمة الضرر دبرت هذه المكيدة ضده بعد ان يئست من الاقتران به لأنها علمت انه سيقترن بفتاة والدها صديق والده وانها عندما بلغ الامر اليها راحت تخطط في كيفية الانتقام منه مشيرا الى انه لا توجد علاقة بينهما وانه لم يسبق له ان وعدها بشيء وأنه يعتبرها كشقيقة له. وقد اجريت مكافحة بين الطرفين تمسك خلالها كل طرف بما نسب اليه وباستشارة النيابة العمومية اذنت بالاحتفاظ بالمظنون فيه من اجل ما نسب اليه وعرض المتضررة على الفحص الطبي الذي بيّن انها تعرضت للمواقعة حديثا. وبمواجهته بنتيجة الاختبار تمسك المتهم بنفس تصريحاته غير ان شهاد ة احدى قريبات الفتاة والتي كانت موجودة بمنزل المظنون فيه اكدت انها شاهدت المشتكى به يرمق المتضررة بنظرات ثاقبة وأن المتضررة أسرّت لها بأنه يتحرش بها وانها تكتمت عن الامر حتى لا تفسد اجواء الزفاف. ورغم هذه الشهادة تمسك المظنون فيه بالإنكار وبعد ختم الابحاث وجهت للمظنون فيه تهمة مواقعة انثى باستعمال العنف ثم أحيل ملف القضية على انظار احدى الدوائر الجنائية بالمحكمة الابتدائية بسوسة. وبالتحرير على المتهم من طرف القاضي اعاد اقواله السابقة وتمسك ببراءته من التهمة المنسوبة اليه وقد ايده الدفاع في ذلك واعتبر ان القضية تفتقر الى ادلة قاطعة تؤكد انه هو من تولى مواقعة المتضررة وان شهادة احدى المدعوات لا يمكن ان تكون قرينة اثبات في غياب قرائن قوية ومتظافرة لنسبة هذا الفعل الاجرامي لمنوبه. كما اضاف الدفاع ان القدح في شهادة الشاهدة امر سهل وذلك على اعتبار الصداقة التي تربطها بالمتضررة فضلا عن انها لم تكن متواجدة ساعة وجود الواقعة بل ان الشاكية والمشتكى بها كانا بمفردهما وانه على فرض الاقرار بصحة الشهادة فإنها مجرد بداية حجة وطلب بناء على ذلك الحكم ببراءة موكله مما نسب اليه بصفة اساسية والتخفيف عنه قدر الامكان بصفة احتياطية إذا تراءى للمحكمة وجه للإدانة. المحكمة قررت ادانة المتهم وسجنه مدة 8 سنوات فاستأنف المتهم الحكم ومن المزمع ان تنظر المحكمة قريبا في ملف القضية .