التونسية (مكتب الجنوب الغربي) بعد ان كان مبرمجا ليوم السبت الماضي تأجل المجلس الوزاري المضيق بولاية توزر الى اخر هذا الاسبوع لذلك اعددنا وثيقة تتمحور حول دقاش ام المشاكل و مدينة النقائص عسى ان تلتفت اليها الحكومة وترفع عنها ضيم اكثر من خمسين سنة عانت فيها التهميش . تعد معتمدية دقاش أكثر من 35 ألف ساكن , وتوجد بها 9 عمادات وبلديتان في انتظار احداث بلدية الوديان ، وتحمل تاريخا ثريا حيث تعاقبت عليها كل الحضارات من البربر مرورا بالرومان فالعرب المسلمون، وكانت منذ القدم موطنا لتلاقي الثقافات المختلفة وفي هذا الاطار يمكن ذكر الاقليات اليهودية التي عاشت فيها بسلام جنبا إلى جنب مع الاهالي المسلمين وتعرف دقاش بجمال مواقعها الطبيعية حيث تتداخل في معالمها الصحراء والجبال والواحة وشط الجريد الذي يعد أكبر سبخة في العالم , كما تعتبر دقاش من الاوائل الذين انضموا الى الحركة الدستورية بعد ان وقف الزعيم يوسف الرويسي الى جانب الزعيم الحبيب بورقيبة وتم احداث شعبة 2 مارس 1934 بقاش مباشرة بعد احداث شعبة قصر هلال . لكن رغم ذلك تبقى الاستثمارات السياحية فيها محدودة بسبب سياسة المركزية التنموية والتي تحتكر توزرالمدينة بمقتضاها غالبية الاستثمارات التنموية بالجهة على حساب جهات واعدة أخرى مثل دقاش ونفطة...وفي قطاعي الصناعة والفلاحة تحتل دقاش الصدارة بين مدن الولاية باستثمارات كبيرة...لكن في السنوات الاخيرة وأمام تراجع مردودية قطاع التمور بعد تدخل أطراف عديدة بعيدة عن الميدان أصبحت المداخيل لا تفي بالحاجة نظرا لا ارتفاع تكاليف مياه الري والتنظيف داخل الضيعة فالمناطق السقوية مازالت تعاني الامرين والفلاحون اصابهم الاحباط ولولا وجود بقية أمل لتركوا الواحات ورحلوا جراء ارتفاع أسعار المياه من جهة وشح الابار وعدم تجديدها من جهة ثانية اضافة إلى أن القطاع الفلاحي يشهد ركودا بعد عزوف اليد العاملة بسبب تدني الاجور وعدم توفير التغطية الاجتماعية فالعديد من العمال أصيبوا أثناء التذكير أو المفارزة أو الجني اثر سقوطهم من أشجار النخيل ولا يتحصلون على حقوقهم لذلك وجب ادماجهم في منظومة التغطية الاجتماعية في حين أن الفلاحين يطالبون بإحداث ديوان للتمور وتوسعة المعهد الوطني لعلوم النخيل ليصبح قطبا جامعيا نظيرا لقربه من المركز القطاعي للتكوين الفلاحي. أين السياحة الصحراوية؟ منظر خلاب يجلب الانظار خاصة في موقع عال اذ يختلط شط الجريد بسبخته مترامية الاطراف بواحة دقاش الخضراء التي تحتضنها سلسلة من الجبال تطوق العديد من الاثار في ابهى صورة تسر السياح لو توفرت نواة سياحية ,فدقاش بقيت محرومة من نواة سياحية وليس هذا بصعب على المستثمرين بعد التشجيعات الممنوحة ومشروع العربات السياحية المجرورة الذي فاق ال80 عربة بمجهودات شخصية تعيش منها العديد من العائلات وما يلاقيه العدد الكبير من السياح (قبل الازمة التي تعرفها السياحة حاليا ) والذين يحبذون دقاش لجمال الواحة أثناء الجولة السياحية على العربات وما يلاقيه السائح إضافة إلى وجود الأماكن الأثرية الرومانية "بقية" وموقع "أهل الكهف" بالمحاسن ومجرى وادي "سبع ابار"والمواقع الإسلامية بالزرقان القديمة داخل الواحة اين يوجد الجامع الذي بناه حسان بن النعمان سنة 79 هجريا ومشاهدة شروق الشمس بشط الجريد. ولهذا يمكن تطوير القطاع بإحداث النزل التي تبقى مطمح أهالي دقاش الذين يتطلعون إلى الاستجابة لطلباتهم لتصبح دقاش قطبا سياحيا على غرار بقية مدن الجريد كما يمكن تطوير القطاع بإحداث نزل خاصة قرب محطات الحمامات الاستشفائية القريبة من الابار الساخنة بحامة الجريد وبوهلال والمحاسن لنشر السياحة الاستشفائية. مشكل الطريق الخزامية كما أن الطريق الحزامية ومنذ احداثها أصبحت وبالا على معتمدية دقاش خاصة من الناحية الاقتصادية لأنها حرمت الجهة من انتعاشه وقضت على احلام العديد من الشبان الذين احدثوا مشاريع على الطريق الرابطة من بوهلال إلى دقاش على طول 8 كلم هذه الطريق تم انشاؤها في المنطقة الجنوبية للواحة وتربط منطقة بوهلال بوادي الكوشة في طريق دقاش توزر لكنها غير مجدية ولم تعد بالنفع حيث نقص عدد السياح الوافدين الذين خيروا المرور إلى توزر عبر الطريق الجديدة ويبقى تجمع دقاش الوديان الذي يقطنه أكثر من 25 ألف نسمة والذي تربطه ببقية البلاد وجهاتها الطريق الرابطة بين المتلويوتوزر من جهة الشمال في حاجة إلى النظر في الحالة الاقتصادية بعد إحداث هذه "القاسة" في الجنوب كما يسميها الاهالي فنسبة هامة من سكان القرى المتواجدة على الطريق الرئيسية تعيش على مهن الطريق وقد أدى انجاز الطريق الحزامية وهي الثانية بعد الطريق القديمة قفصةتوزر عبر حامة الجريد إلى الاضرار المباشر بمصادر رزقهم وصاروا مهددين بالافلاس فقد أغلقت المطاعم ودكاكين بيع المنتوج السياحي والتمور والمقاهي وأصبح صغار التجار يعانون وكان من الاجدى التفكير في مصير كل هذه المهن الصغير التي تقتات من ورائها مئات الافواه أما كان من الاجدى استثمار ميزانية هذه الاحزمة في اقامة محطات استشفائية بالمياه الجوفية الحارة أو في بعث قرية حرفية لمنتوجات النخلة؟. الصحة عليلة فمن يداويها؟ مشكل آخر يؤرق متساكني المعتمدية وهو القطاع الصحي فالعديد من المواطنين يتساءلون عن عدم تجهيزالمستشفى الحالي الجديد رغم الوعود العديدة قبل فتحه و لازال يشكو العديد من النقائص لعل أبرزها غياب التجهيزات الطبية وغياب طب الاختصاص كطب النساء والتوليد والاذن والانف والحنجرة والاسنان وذلك بحكم العيادات المتخصصة وغير المنتظمة وهناك أيضا نقص ملحوظ في أدوية الامراض المزمنة وغياب أطباء الاختصاص أجبر المواطنين على التنقل الى المستشفى الجهوي بتوزر والذي يعاني من نفس المشكلة في بعض الاحيان مما يجعل المريض يلتجئ إلى العيادات الخاصة , وينتظر الاهالي ايضا تصنيف المستشفى المحلي الجديد صنف "ب". نقائص عديدة في انتظار التدارك هناك العديد من الشواغل التي مازالت تؤرق المواطنين وينتظرون بأمل كبير أن تجد حلولا فورية خاصة أنها مرتبطة بحياتهم اذا أن مدينة دقاش مازالت تعاني من نقص المرافق الأساسية والادارات المحلية وتفتقر إلى فرع لشركة الكهرباء والغاز، فالمواطن سواء عند دفع خلاص الفاتورة أو الاعلام بعطب يتحول إلى توزر لأن الهاتف لا يقضي الحاجة وعديد من المرات يتم تجاهل النداءات، وكذلك القيام بالإصلاحات في وقتها. مسألة أخرى مثيرة للاهتمام وهي تتعلق بديوان التطهير فمازال المواطن ينتظر الانتهاء من ربط المدينة بمحطة التطهير بتوزر، وهذا ما جعل البالوعات في العديد من الاحيان تقذف ما بداخلها وساهم في تصاعد الروائح الكريهة في عديد من الأحياء، لولا الاسراع بالتدخل من اعوان التطهير الذين يبذلون مجهودات طيبة ورغم ذلك فدقاش في حاجة الى فرع لديوان التطهير . أحداث محكمة ناحية أيضا هو مطلب ملح فهل يعقل أن توجد محكمة بدقاش في عهد الاستعمار والسنوات الأولى للاستقلال وتبقى المعتمدية بلا محكمة منذ 1960؟ ويلح المواطنون في احداث فروع "الكنام " و الصناديق الاجتماعية وشركتي الكهرباء والغاز واستغلال وتوزيع المياه. وتبقى الثقافة في دقاش من ابرز مثقفي الجهة لذلك لابد من ايلاء الثقافة الاهمية اللازمة بالتفكير في بناء دار ثقافة جديدة بعد ان شاخت الدار القديمة وبلغت من العمر 56 سنة وتهرات جدرانها وتشققت . ومن جهته يشكو القطاع الرياضي من عديد النقائص حيث ينتظر الشباب بناء قاعة مغطاة للرياضات الجماعية وتهيئة وصيانة عشب الملعب البلدي .