شهدت تونس خلال السنة الجارية عديد العمليات الإرهابية خلّفت عددا من القتلى والجرحى بين أمنيين ومدنيين وأجانب. كما اتّسمت الفترة السابقة بظهور اول تنظيم مسلح على الساحة الوطنية يبايع تنظيم «داعش» الارهابي ونعني به تنظيم «جند الخلافة» الناشط بجبال مغيلة الممتد بين ولايتي القصرين وسيدي بوزيد.... خريطة انتشار الخلايا الإرهابية المسلحة : تتوزع الجماعات الارهابية المسلحة في تونس على ثلاث مناطق رئيسية: الاولى بجبال ورغة وكسار القلال وللة عيشة والمناطق الوعرة المجاورة لها والتابعة لولاية الكاف .وفي هذه المناطق الغابية الممتدة على حوالي 6000 هكتار يختفي حوالي 30 عنصرا إرهابيّا جلّهم أصيلي ولايتي الكاف وجندوبة إلى جانب بعض العناصر القيادية الجزائرية. ويعود تواجد هذه المجموعة الى حوالي 4 سنوات وقامت بعديد العمليات الإرهابية آخرها ذبح الراعي سامي العياري بجبل كسار القلال منتصف أكتوبر الماضي. أما المجموعة المسلحة الثانية فتنشط بجبال الشعانبي وسمامة والمناطق المجاورة لها بولاية القصرين وهي كتيبة «عقبة ابن نافع» التي تربطها علاقة تواصل مع خلية ورغة وظهرتا تقريبا في نفس الفترة اي سنة 2011. ويبلغ عدد عناصر هذه الكتيبة حوالي 25 فردا وهو رقم متغير نتيجة وجود عدد كبير من العناصر الجزائرية التي تغادر أحيانا في اتجاه مناطق الجبل الابيض وبئر عاتر الجزائريتين. وتعتبر هذه المجموعة الاخطر في تونس والاكثر عتادا وتدريبا رغم القضاء على جل قيادييها المؤسسين في واقعة سيدي يعيش بقفصة. اما المجموعة الثالثة فهي حديثة التشكل والبناء ويعود تأسيسها الى بضعة أشهر وتُسمّى بتنظيم «جند الخلافة» وهي أول تنظيم ينشط داخل تراب الوطن ويبايع تنظيم «داعش» الإرهابي. وتتألّف هذه المجموعة من حوالي 20 فردا جلهم من التونسيين. وقد سبق للبعض من عناصرها النشاط ضمن عناصر كتيبة «عقبة ابن نافع» قبل أن تفرّ بجلدها نتيجة الاستغلال المجحف من قبل قيادات هذا التنظيم. خريطة انتشار الخلايا النائمة تتوزّع الخلايا النائمة على جل مناطق الجمهورية لكن اغلب العناصر تتركز بالاحياء الشعبية الحزامية المحيطة بالعاصمة على غرار السيجومي وسيدي حسين وأحياء أخرى على غرار دوار هيشر وحي التضامن والمنيهلة وهي مناطق صدّرت عشرات المقاتلين في اتجاه ليبيا وسوريا. كما توجد خلايا نائمة بجهات بنزرت وسجنان ودوار هيشر ونابل وبمدن الساحل والوسط والشمال الغربي. وقد ذكرت تقارير اعلامية ان اكثر من 80 خلية نائمة توجد بولايات الشريط الحدودي الغربي مع الجزائر.كما توجد خلايا تكفيرية تنشط بالوسط التلمذي والجامعي تمكنت مؤخرا وحدات الامن من تفكيك بعضها خاصة في ولايات الكاف وسليانة ونابل... مسالك دخول الأسلحة تمر الاسلحة والمواد الاولية لصنع المتفجرات عن طريق مسالك التهريب الصحراوية عبر الحدود المشتركة مع ليبيا من جهتي بن قردان وذهيبة والمناطق المجاورة لهما، وكذلك عبر مسالك المهربين بالشريط الحدودي الغربي مع الجزائر خاصة عند مستوى ولايتي الكافوالقصرين.كما يقع احيانا اخفاء الاسلحة في شاحنات تحمل بضائع تمر بكل امان عبر البوابات الحدودية وفق ما اكدته بعض الابحاث والتحريات الأمنية. ظروف حياتية صعبة داخل الغابات ذكرت مصادر امنية مطلعة ل«التونسية» ان العناصر الارهابية الناشطة ضمن خلية ورغة بالكاف وكتيبة عقبة ابن نافع بجبال القصرين وتنظيم جند الخلافة بجبال مغيلة بسيدي بوزيد تعيش ظروفا معيشية صعبة وأنّها تقتات من الحيوانات الميتة والنباتات واحيانا بقايا الفضلات والقمامة الملقاة خارج مدن الكافوالقصرين. وأنها لذلك تضطرّ إلى مداهمة منازل سكّان المناطق المحيطة بهذه الجبال للسطو على المؤونة وهي عملية انتحارية قريبا ستاتي بحتفهم ... تواصل مطاردة العناصر الإرهابية تواصل وحداتنا الامنية والعسكرية مطاردة هذه العناصر المسلحة وشبكة المتعاونين معها وفي هذا الإطار نجحت هذه الوحدات مؤخرا في ايقاف 9 عناصر مشبوهة بالكاف من بينهم ثلاث متنقّبات تبين من خلال الأبحاث الاولية أن لهم علاقات تواصل مع خلايا اخرى تنشط بولايات حدودية مجاورة. كما تم إيقاف عدد من المتعاونين مع تنظيم «جند الخلافة» الناشط بمغيلة . دعوات لمراقبة المواقع المشبوهة للتصدي الى خطر الإرهاب دعا عدد من المختصين في الشأن الامني عبر صفحات «التونسية» كل السلط المعنية بضرورة الاسراع فورا بغلق المواقع الالكترونية المشبوهة التي تروج للفكر التكفيري. كما دعا هؤلاء الخبراء الى ضرورة الاسراع بتحديد قائمة في الكتب التي تساهم في نشر التطرّف والتشدد والذين قالوا انها موجودة في بعض المكتبات وتباع علنا في فضاءات بيع الكتاب دون ان يقع التفطن الى محتواها. وأكد هؤلاء أن الوقت حان لحصر قائمة في الكتب التي يجب منع ترويجها حالا ومصادرتها فورا من مكتباتنا....