التونسية (تونس) يبدو أن المفاوضات الاجتماعية في القطاع الخاص تشهد صعوبات كبيرة وهو ما أبرزته تفاصيل الجلسة التفاوضية الأخيرة بين قيادتي المنظمة الشغيلة ومنظمة الأعراف بحضور حكومي. فقد كشفت مصادر ل«التونسية» عن حصول تلاسن حقيقي بين وفدي المنظمتين نتيجة تفاجؤ الوفد النقابي بمقترحات قدّمها وفد الUTICAتحت مستوى المقترحات السابقة الشيء الذي اعتبره اتحاد الشغل محاولة للاستفزاز و توتير الوضع. في هذا الاتجاه بيّن رئيس الوفد التفاوضي لاتحاد الشغل الأمين العام المساعد للاتحاد العام التونسي للشغل المسؤول عن قسم النظام الداخلي، نور الدين الطبوبي، إن المفاوضات حول الزيادات في الأجور بالقطاع الخاص سقطت إلى مستوى منحدر، معتبرا أن الاتحاد التونسي للصناعة والتجارة والصناعات التقليدية يبيع «الوهم» للأجراء وفق تعبيره. وكشف الطبوبي توجه المفاوضات إلى طريق مسدود معلنا عن نية اتحاد الشغل دعوة الهيئة الإدارية الوطنية للاجتماع خلال العشر أيام القادمة لاتخاذ قرارات صارمة ضد ما سمّاه «استفزازات الأعراف». و اكد الطبوبي أن مقترحات وفد منظمة الأعراف عادت بالمفاوضات إلى بداياتها بعد أن عرفت تقدّما في الأيام القليلة التي تلت العملية الإرهابية التي طالت أعوان الأمن الرئاسي بمحمد الخامس بالعاصمة. وأفاد بأن منظمة الأعراف اقترحت زيادة ب21 دينارا بعد أن اقترحت في السابق 35 دينارا. واتهم الطبوبي اطرافا في اتحاد الصناعة والتجارة بمحاولة خلق ازمة حقيقية بين اتحاد الشغل واتحاد الاعراف وفق اجندات غير اجتماعية قال إنّه سيتم الكشف عنها قريبا. واعتبر مبلغ 21 دينارا المقترح «إهانة للعمال» الذين يحوم معدل أجورهم، حسب قوله، حول 417 دينارا في الشهر، معلقا «لن نرضى بالفتات، والنقابيون والعمال سيعرفون كيف يدافعون عن حقوقهم». من يريد رأس بوشماوي؟ الأحاديث اليوم داخل المنظّمة الشّغيلة توحي بوجود جهات داخل اتحاد الأعراف تريد خلق أزمة مع اتحاد الشغل بهدف عزل رئيسة الاتحاد التونسي للصناعة والتجارة والصناعات التقليدية من سلطة القرار و اظهارها للرأي العام أنها لا تملك القرار داخل منظمتها. وبيّنت مصادرنا أن مجموعة كبيرة من أصحاب المؤسسات الاقتصادية الكبرى قلقة من الأزمة الحالية مع اتحاد الشغل ووجهت مراسلة داخلية إلى قيادتها في اتحاد الأعراف لطلب الإسراع بإنهاء المفاوضات وفي نفس الوقت هناك قامت مؤسسات عديدة بصرف قسط أولي من الزيادات في الأجور تجنبا لأي توتر اجتماعي داخل المؤسّسات. الحقائق الخفية هو أن كواليس عديدة وراء الأزمة الحالية بين منظمتي الأعراف والشغالين اللّتين نجحتا في إدارة حوار سياسي حول مستقبل تونس وفشلتا في إدارة حوار داخلها للخروج من الأزمة . وتؤكد أخبار ما وراء الستار أن الأزمة هي أزمة مواقف و رؤى لعلاقة المنظّمتين في المستقبل وخاصة في ارتباط وثيق بما هو سياسي.