التونسية (تونس) بمناسبة الأيام الوطنية العاشرة للتفقدية الطبية نظمت وزارة الصحة بأحد النزل بالحمامات على امتداد ثلاثة الأيام ملتقى حضره عدد كبير من الأطباء والمثقفين. جدول أعمال فعاليات الملتقى اشتمل على ثلاثة محاور بحضور المنصف حمدون رئيس قسم الطب الشرعي بمستشفى شارل نيكول. المحور الأول تم فيه التطرق إلى القانون الطبي وجانب كبير من النقاش كان حول كيفية تحديد مسؤولية الإطار الطبي من بينها الأخطاء الطبية التي كثر الحديث عنها في البرامج والبلاطوات الإذاعية والتلفزية وكان أغلبها بعيدا عن الحقيقة نتيجة عدم التمكن من المعلومة الصحيحة ولذلك يبقى دائما القضاء هو الفيصل وصاحب الكلمة الأخيرة للكشف عن الحقيقة لكن هذا لا يمنع تحمل وزارة الصحة مسؤوليتها إن ثبت فعلا أن هناك خطأ طبيا أضر بصحة المريض كما تم في هذه الندوة التأكيد على أن مهام الطبيب واضحة ومبنية على العمل الإنساني الذي يرتكز أساسا على الضمير المهني فضلا عن القسم الذي يؤديه كل طبيب قبل ممارسة عمله . المحور الثاني تعرض إلى التفقد الطبي وتقييم المؤسسات الإستشفائية العمومية من خلال التقارير المرفوعة لدراسة الوضع مع المصالح المعنية للبحث عن الحلول الجذرية لتجاوز أهم العوائق التي تعترض المواطن التونسي في مستوى الخدمات الصحية. في حين تعلّق المحور الثالث في اليوم الأخير من هذا الملتقى بمسألة تكوين سبعين طبيبا متفقدا عبر ورشات تم تنظيمها في الغرض تواصلت فعالياتها إلى ساعة متأخرة من الليل . المداخلات تميزت بالجدية والرؤية الإيجابية لمستقبل القطاع الصحي في تونس وذلك من خلال وضع كل الآليات وكل الإمكانيات البشرية لهذا القطاع مع ضرورة خلق علاقة جديدة تتميز بالتناغم وو التفاهم بين العائلة الصحية الموسعة والمواطن التونسي كمساهمة للإرتقاء بهذا القطاع إلى الأفضل. وفي نفس السياق بمناسبة هذا اللقاء لابد من التنويه بالحركة اللطيفة التي قامت بها إدارة التفقدية الطبية التي يرأسها الدكتور سمير عبد الجواد المتمثلة في تكريم والدة الطبيب المتفقد سمير مهني الذي وافاه الأجل إثر وعكة حادة ألقت به خلال أداء واجبه.