«تدارك الهزيمة الأخيرة في سوسة»... هذا هو الهدف الذي يضعه الترجيون نصب أعينهم بمناسبة استقبالهم النادي الصفاقسي بالملعب الأولمبي بالمنزه في قمة الجولة 12 لبطولة الرابطة المحترفة الأولى، فالفريق الذي يرغب فعلا في لعب الأدوار الأولى خلال هذا الموسم والمنافسة بكل جدية على اللقب مطالب بالتقيّد ببعض الشروط المتعلقة بمسيرته في المشوار بأكمله ومنها عدم إهدار النقاط على أرضه وكذلك تفادي تكبد عثرتين متتاليتين من شأنهما أن تقلصا من حظوظه في بلوغ هدفه... إذن الأمور واضحة وجليّة بالنسبة لأبناء باب سويقة الذين لن يكون أمامهم ظهر الغد من خيار سوى الإنتصار ينسون به هزيمتهم الثقيلة الأخيرة في سوسة ويستعيدون بفضله الثقة والمعنويات التي تعد في هذه الفترة من بين أبرز مفاتيح نجاح أي فريق. التغييرات الحينية ... والتعزيزات المستقبلية رغم نتيجتها السلبية فإن المباراة الأخيرة ضد النجم الساحلي يمكن أن تكون على غرار سابقتها في الجولة الإفتتاحية للبطولة في المرسى مفيدة بالنسبة لبعض الإختيارات والتغييرات التي تنفع الفريق وتقدم له الإضافة، فمواجهة سوسة كانت حبلى بالإستنتاجات والملاحظات التي ستقضي على بعض النقائص والسلبيات سواء عاجلا أو آجلا، أي خلال هذه الجولات القليلة المتبقية من مرحلة الذهاب انطلاقا من قمة اليوم وكذلك خلال المرحلة القادمة التي ستعقب الميركاتو الشتوي. بالنسبة للحلول العاجلة فهي تكمن في بعض التحويرات في مراكز الدفاع والوسط على وجه الخصوص طبقا لما يتوفر للإطار الفني من زاد بشري، أما الحلول في المستقبل القريب فتتمثل طبعا في التعزيزات واستغلال فترة التنقلات الشتوية لتدعيم المراكز التي تشكل اليوم نقطة ضعف الترجي الرياضي سواء في حراسة المرمى التي تستوجب وجود اسم ثان ينافس بن شريفية أو في وسط الميدان في جانبه الدفاعي الذي يشكو من نقص فادح وغياب الحلول البديلة القادرة على تطوير الآداء. عودة «بقير» أولى التغييرات الحينية التي سيقدم عليها المدرب عمار السويح اليوم تتمثل في إعادة سعد بقير إلى التركيبة الأساسية لوسط الميدان لإضفاء اللمسة الفنية التي غابت على هذا الخط في مباراة سوسة الأخيرة... الترجي الرياضي لم يخلق في سوسة الفرص السانحة للتهديف التي تعوّد على تهديد مرمى منافسيه بها في كل لقاءاته السابقة وأكيد أن غياب صانع ألعابه سعد بقير كان له الأثر الكبير على ذلك وهذا ما يريد الإطار الفني استعادته من خلال التعويل على هذا اللاعب مجددا ضمن التشكيلة التي سيبدأ بها مباراة اليوم. «الجلاصي» أبلى البلاء الحسن الحديث عن عودة بقير اليوم لا يعني بالمرة أن الياس الجلاصي فشل في دوره في كلاسيكو سوسة الأخير، بل بالعكس حيث كان هذا اللاعب من أفضل عناصر فريق باب سويقة في تلك المقابلة وهو ما يعطيه جدارة المحافظة على مكانه كأساسي، لم لا مع سعد بقير من البداية لمزيد إضفاء الطابع الهجومي على وسط الميدان والبحث عن النتيجة الإيجابية التي يصبو إليها الترجيون في مباراة اليوم والتي تستوجب لعب كل الورقات الهجومية الممكن لا فقط في الخط الأمامي وإنما خاصة في وسط الميدان منطلق العمليات التي يمكن أن تحدث الخطر على دفاع المنافس. «المشاني» لم يقنع ... و«بولبوا»لم يتمرّس بعد من بين نقاط الضعف الكبيرة والبارزة في لقاءي شبيبة القيروان والنجم المدافع علي المشاني الذي لم يكن موفقا في كل تدخلاته وارتكب هفوات أثرت على مردود الخط الخلفي ككل وأفقدته توزانه وكذلك برنار بولبوا الذي أكد أنه لم يتمرّس بعد بالشكل اللازم الذي يسمح له بأن يكون ناجعا ومؤثرا في المقابلات الكبرى كالتي خاضها الفريق مؤخرا في سوسة أو كالتي يجريها اليوم. وعلى هذا الأساس فإن مشاركة هذا الثنائي في كلاسيكو المنزه غير متأكدة ومحل شك كبير حتى يضع الإطار الفني على جانبه كل ممهدات النجاح، ولذلك تبقى عودة حسين الربيع اليوم واردة مع تحوّل خليل شمام إلى محور الدفاع فيما يظل تعويض بولبوا بالجلاصي أو المحيرصي ممكنا لتقديم التشكيلة القادرة على التخلص من الهفوات والنقائص التي جعلت الترجي الرياضي ينتصر بصعوبة كبيرة على الشبيبة قبل أن يتكبد هزيمة ثقيلة في سوسة. التشكيلة المحتملة على ضوء كل هذه المعطيات من غير المستبعد أن يخوض الترجي الرياضي لقاء اليوم بالتشكيلة الأساسية التالية: معز بن شريفية – إيهاب المباركي – حسين الربيع – شمس الدين الذوادي – خليل شمام – حسين الراقد – فوسيني كوليبالي – سعد بقير – الياس الجلاصي ( ادريس المحيرصي ) – ياسين الخنيسي – فخر الدين بن يوسف.