مثل أمس أمام أنظار الدائرة الجائية الثانية بالمحكمة الابتدائية بالعاصمة طالب ليبي بتهمة مسك واستهلاك مادّة مخدّرة مدرجة بالجدول «ب» وسائق سيارة «تاكسي» تونسي بتهمة مسك وحيازة وترويج مادّة مخدّرة. واستنادا للبحث البدائي فإن أعوان الأمن بمطار تونسقرطاج ألقوا القبض على طالب ليبي كان في طريقه الى بلاده وبحوزته قطعتي «زطلة». وبالتحري معه عن المصدر الذي يتزود منه قال انّ سائق «التاكسي» الذي تعوّد ايصاله الى المطار والمصحة التي يعالج بها كان يزوّده بها كلما حلّ بتونس. واستنادا إلى تصريحاته ألقى القبض على «التاكسيست» الذي أنكر ما نسب إليه وباستنطاق المتهم اللّيبي أكد أنه يتعاطى «الزطلة» في بلاده وانه نادرا ما تعاطاها في تونس وأن طبيبه الخاص في ليبيا يعرف ذلك لأن حالته الصحية هي التي دفعته لتدخين هذه المادة نظرا لتعرضه لحادث مرور سبب له عديد الكسور في جسمه وأن الألم الذي يعاني منه فظيع قائلا إن «الزطلة» هي المسكن الوحيد لهذا الألم. وأضاف المتهم أنه تعرّف على سائق «التاكسي» منذ حلوله لأول مرّة بتونس وانه منذ ذلك الوقت يتصل به كلما حلّ بتونس هو وعائلته وأكد أنه أخبر سائق التاكسي بأنه يستهلك «الزطلة» للتخفيف من الآلام التي يعاني منها» جراء الكسور وأن هذا الأخير عرض عليه ان يبيعه تلك المادة. وباستنطاقه أصرّ سائق «التاكسي» على إنكار تهمة ترويج المادة المخدرة قائلا انه بالفعل يعرف المتهم الليبي منذ 8 أشهر تقريبا وأنه حريف لديه ينقله من المطار إلى المصحة التي يعالج بها كلما حل بتونس وأضاف المتهم أنه اشتم مرّة خلال نقله من المطار الى المصحة رائحة سيجارة «زطلة» فسأله إن كان يدخن المادة فأجابه أنه بالفعل يدخن وقال السائق أنه حين سأله عن الشخص الذي يبيعه أخبره أن ابن عمه هو الذي يجلبها له. وقد تدخل دفاع المتهم الليبي قائلا أن منوّبه اعتاد تدخين «الزطلة» كمسكن للآلام التي يعاني منها جرّاء كسور عديدة في جسمه كما انتقد الدفاع الفصل 52 المتعلق باستهلاك مادة مخدرة مدرجة بالجدول «ب» قائلا إنه قانون فاشل ملأ السجون التونسية وأن استهلاك «الزطلة» ليس جرما. وانه يجب النسج على منوال الدول الغربية التي لا تجرم اسهلاك هذه المادة وطالب الدفاع بالافراج عن منوّبه ملاحظا انه لا يعقل أن يتم ايقافه 4 أشهر باعتبار أن ظروفه الصحية تستوجب العلاج الى جانب مزاولته الدراسة الجامعية. أمّا دفاع «التاكسيست» فقد أكد أن أقوال المتهم الليبي جاءت متضاربة بين البحث البدائي والبحث التحقيقي وأنه صرّح لدى باحث البداية بأنه يتزوّد بالزطلة من نادل بمقهى في حي النصر أما لدى قاضي التحقيق فقد تراجع قائلا أنه يتزوّد بها من منوّبه. وأضاف الدفاع أنه لا يمكن الأخذ بشهادة متهم على متهم مؤكدا أن منوبه نقي السوابق العدلية وأنه رب أسرة وله عمل قار وأنه لا وجود لمحجوز ولا لحرفاء يؤكدون أن منوبه يروج تلك المادة. كما طالب الدفاع باستدعاء نادل المقهى الذي ذكره المتهم الليبي في البداية لدى باحث البداية لكشف الحقيقة. وقد رأت هيئة المحكمة بعد المداولات تأجيل القضية لجلسة يوم 12 فيفري لاستدعاء النادل.