التونسية (تونس) بعد 5 سنوات من ثورة 17 ديسمبر/ 14 جانفي لا تزال الشعارات ذاتها ترفع مذكرة الحكومة بأن ما طالب به الشعب ذات شتاء لم يتحقق بعد وأن المسافة الفاصلة عن الشغل والحرية والكرامة الوطنية لا تزال بعيدة . وقد رفع أمس المشاركون في الاحتفالات سواء بالعاصمة أو في الولايات الداخلية الشعارات المطالبة بالتشغيل وبالوفاء لدماء الشهداء ممن سقطوا على امتداد السنوات الخمس الماضية . شارع بورقيبة بالعاصمة الذي شهد اليوم تدفق العديد من فعاليات المجتمع المدني والأحزاب لإحياء ذكرى الثورة لم يوحد المحتفلين حيث خير كل حزب الاحتفال بهذه المناسبة على طريقته فيما أجمعت كل الأطراف المتواجدة على أن الأمل مازال قائما رغم تأخر تجسيم الاستحقاقات التي طالب بها الشعب . وقد كانت حركة «النهضة» و«الجبهة الشعبية» و«المسار» من أبرز الأحزاب الحاضرة في شارع بورقيبة فيما غاب حزب «نداء تونس» عن الاحتفالات الشعبية «الجبهة» تفضل الشارع واعتبر حمة الهمامي أن «الجبهة الشعبية» خيرت أن تكون في الشارع وسط المواطنين للتأريخ لسقوط نظام بن علي معتبرا أن المكان الطبيعي للاحتفال بالثورة هو موطنها الأصلي شارع بورقيبة وليس القصر الرئاسي. واتهم حمة الهمامي حلفاء وأنصار النظام القديم بمحاولة سرقة ثورة الشعب داعيا إلى تجنب اليأس والإحباط. وأكد أنه لا معنى للاحتفالات الرسمية بالذكرى الخامسة للثورة مضيفا أنّه لا علاقة للتحالف الحكومي لا بالثورة ولا بمطالب الشعب. من جانبه قال أمين عام حزب «المسار» سمير الطيب أن أوضاع البلاد تدهورت مقارنة بما كانت عليه قبل 5 سنوات منتقدا ارتفاع نسبة ضرب الحريات، وفق تعبيره . «النهضة» في صدارة المحتفلين حركة «النهضة» احتفلت بالذكرى الخامسة للثورة بحضور عدد من قيادييها وأنصارها الذين توافدوا على شارع بورقيبة في المنصة التي خصصتها الحركة للفقرات التنشيطية والشعرية التي استمرت إلى حدود الثالثة بعد الزوال. وقد اكد القيادي عجمي لوريمي أن ما أنجزته تونس بعد الثورة «شيء ضخم ومهم للغاية» واصفا الثورة التونسية بالحدث العالمي الأهم في الألفية الثالثة, مذكرا بأن العديد من التحديات مثل التنمية الحقيقية في المناطق الداخلية والتشغيل وتكريس الحريات والديمقراطية في البلاد لا تزال تنتظر. وأقر لوريمي بأن صورة الأحزاب السياسية حاليا ليست جيدة أمام الرأي العام، غير أنه أكد على ضرورة إعطاء الثقة للأطراف السياسية الجادة . وبالتوازي مع الاحتفالات الشعبية أطلق شباب الحركة حملة على شبكات التواصل الاجتماعي تحت عنوان «ثورتنا أقوى من إرهابكم» توجه عبرها شباب «النهضة» برسائل سلم تدعو إلى التصدي للارهاب والفكر المتطرف واعلاء قيم الحرية والتعددية والعدالة الإجتماعية . اتحاد الشغل في الموعد احتفالات يوم أمس لم تغب عنها المنظمة الشغلية حيث شهدت بطحاء محمد علي تجمّعا عماليا أين ألقى الأمين العام لاتحاد الشغل حسين العباسي خطابا تحدث فيه عن تدهور العلاقات الشغلية بين المشغلين والأجراء وعدم جدية المفاوضات محذرا من ثورة اجتماعية غير محمودة العواقب، حسب تأكيده . وقال حسين العباسي إنّ كل المؤشرات بعد مرور خمس سنوات على الثورة لا تبعث على الأمل خاصة مع بروز الأزمة السياسية في البلاد من جديد باستثناء تحقيق تقدم في مجال الحريات وفي الملفين الأمني والاجتماعي.