حسرة كبيرة وخيبة أمل أكبر لازمت أمس عشاق المنتخب الوطني وذلك بعد أن فوت زملاء رامي الجريدي في فوز سهل وفي المتناول واكتفوا بتعادل لا يسمن ولا يغني من جوع ضد منتخب غينيا في مستهل مباريات المجموعة الثالثة في منافسات كأس أمم إفريقيا للاعبين المحليين التي تقام حاليا على ملاعب رواندا. منافس عناصرنا الوطنية لم يكن في مستوى فني كبير ولكنه استغل أخطاء منتخبنا والتعامل السيء لمهاجمينا مع الكم الهائل من الفرص التي أتيحت لهم ليخرج بنقطة ثمينة قد تفتح له أبواب التأهل إلى الدور القادم.العكايشي والرجايبي كان بإمكانهما قتل المباراة مبكرا ولكنهما لم يريدا ذلك وتسببا بطريقة غير مباشرة في خسارتنا لنقطتين قد يكون لهما تأثير كبير في بقية السباق خاصة وأن أبناء الميساوي سيواجهون في المباراة الثانية منتخب نيجيريا الذي ضرب بقوة وأمطر شباك منتخب النيجر برباعية كاملة. شوط أول في المستوى ولكن... صحيح أن تعادل أمس كان مؤلما للغاية سيما أن الفوز كان على مرمى حجر من عناصرنا الوطنية، ولكن هذا لا يشرع لفتح النيران على اللاعبين وخاصة على الإطار الفني ونعني المدرب حاتم الميساوي الذي وجد نفسه فجأة ودون سابق إنذار في قلب المعمعة ومجبرا على التعامل مع وضعيات غير مريحة زادتها صعوبة غياب عدد كبير من نجوم البطولة وعدم جدية بعض العناصر الموجودة في رواندا. الميساوي قرأ المنافس على أحسن وجه واختار التشكيلة الأمثل لبداية المواجهة ووظف اللاعبين بطريقة جيدة فاستحوذ على الكرة في الجزء الأول من المواجهة وخلق عديد الفرص لم ينجح لاعبونا إلا في تجسيم واحدة منها فقط وهذا لا يمكن أن يسأل عنه الإطار الفني لأنه لا يمكن أن يعلم العكايشي كيفية تحويل الفرصة الواضحة التي أتيحت له مباشرة بعد هدف السبق إلى هدف ثان كما أنه لا يمكن أن يحاسب على هفوة بدائية للمدافع زياد الدربالي كلفتنا هدف التعادل. خلاصة القول إن المنتخب التونسي كان متميزا في الفترة الأولى ولكن غياب النجاعة الهجومية وغياب التجانس بين لاعبي الخط الخلفي حرما أبناء الميساوي من إنهاء المباراة مبكرا. تغييرات تحتمل النقاش قلنا إن تعامل الإطار الفني مع الفترة الأولى ومع بداية الشوط الثاني كان مثاليا للغاية حيث واصلت عناصرنا الوطنية هيجانها ونجحت في مضاعفة النتيجة عبر العكايشي ولكن التجسيم غاب مرة أخرى على هداف المواجهة وادم الرجايبي اللذين أضاعا فرصا سهلة مكنت المنافس من العودة في النتيجة وتهديد مرمى الجريدي في أكثر من مناسبة مستغلا في ذلك التراجع الكبير للمنتخب الوطني والذي يعود إلى عدة عوامل أولها التراجع في رصيد اللياقة البدنية وكذلك عدم نجاح الإطار الفني في التغييرات التي أدخلها على التشكيلة الأساسية حيث لم نفهم صراحة تعويض منصر بتاج والعكايشي بالمباركي وإن يمكن تفهم التغيير الأول خاصة مع رغبة الميساوي في الاستفادة من النزعة الهجومية لعلي معلول فإن الدفع بالمباركي مكان العكايشي مباشرة بعد هدف التعادل لا يمكن تفسيره فواقع الأمر كان يقتضي الدفع بمهاجم ثان على غرار أحمد حسني او هشام السيفي للضغط على دفاع المنافس ومحاولة البحث عن هدف الفوز ولكن الإطار الفني فكر أكثر في الجوانب الدفاعية فكان التعادل في النهاية. نقاط للمراجعة بعد طي صفحة مباراة غينيا مع استخلاص العبر منها، يجب على المنتخب الوطني أن ينطلق سريعا في الإعداد لمباراة الجمعة ضد منتخب نيجيريا والذي يفوق المنتخب الغيني على جميع المستويات تقريبا وهذا لا يعني أن حظوظ زملاء علي المعلول في الخروج بنقاط المواجهة المنتظرة ضئيلة ولكنها تبقى رهين إصلاح بعض الهفوات التي ظهرت في المباراة الأولى على غرار حالة عدم التوازن في الدفاع والتي تسببت لنا في مشاكل كبيرة وكانت وراء هدفي المنتخب الغيني وهنا يجب على المدرب العمل على توفير التغطية الدفاعية اللازمة كلما صعد علي المعلول أو حمزة المثلوثي للمساندة الهجومية، كما يجب على الإطار الفني إخضاع المهاجمين لتمارين خاصة حتى ترتفع نسبة نجاعتهم فالمباراة القادمة لن تكون فيها فرص كثيرة وعلى المهاجمين التركيز أكثر حتى نضمن أكبر نسب النجاح. تغييرات منتظرة نبقى مع الإعداد لمباراة نيجيريا لنشير إلى أن الأخبار الوافدة علينا من رواندا تشير إلى عدم اقتناع الإطار الفني بأداء بعض اللاعبين وخاصة من حيث الروح والانضباط التكتيكي وهو ما يؤكد إحداث بعض التغييرات على مستوى التشكيلة الأساسية حيث ينتظر الاستغناء عن ادم الرجايبي الذي كان خارج النص ولم يقدم ما هو مطلوب منه ولتغييره قد يختار حاتم الميساوي إشراك مروان تاج منذ البداية وتغيير مركز علي المعلول إلى مركز الجناح وهي خطة تعود «علولو» شغلها في فريقه النادي الصفاقسي. التغييرات قد تشمل كذلك خط الدفاع حيث يبدو علي المشاني مرشحا بارزا ليكون إلى جانب زياد بوغطاس في المحور بما أن أداء زياد الدربالي لم يكن مقنعا حقيقة. هل انتهى «شان» «الوسلاتي» و«الجبالي»؟ وبخصوص الحالة الصحية للاعبين تشير آخر الأخبار بأن الإطار الفني لن يمكنه التعويل في لقاء الجولة القادمة على خدمات كل من عبد القادر الوسلاتي والحارس زياد الجبالي واللذين لم يتخلصا بعد من الإصابة التي كانا قد تعرضا لها في أول الحصص التدريبية في رواندا. مصادر قريبة من معسكر المنتخب أكدت بأن الإصابتين كانتا أخطر مما كان متوقعا وهو ما يجعل حظوظ ظهورهما في باقي المسابقة ضئيلة للغاية. نتائج وترتيب المجموعة الثالثة: تونس – غيينا ( 2 – 2 ) نيجيريا – النيجر ( 4 – 1 ) 1) نيجيريا 3 2) تونس 1 -) غينيا 1 4) النيجر 0