أكد أمس الخبير الاقتصادي معز الجودي ل«التونسية» خلال حديث معه عن الوضع الاقتصادي بالبلاد وتجدد التحركات الاحتجاجية للمطالبة بالتنمية والتشغيل وعن مشاركة تونس في المنتدى الاقتصادي العالمي دافوس بدورته ال46 وجود فهم مغلوط لأبعاد المنتدى نافيا أن يكون مؤتمر تمويل واستثمار, موضحا انه ملتقى اقتصادي دولي يحضره أصحاب القرار ورؤساء المؤسسات الكبرى والفاعلين الاقتصاديين باعتباره فرصة للتواصل والتباحث بخصوص التحولات الاقتصادية وتقديم أخر المؤشرات والمعطيات لكل بلد . وقال الجودي إذا قصد الصيد منتدى دافوس كي يقدم تونس والتحولات التي وقعت بها فهذا أمر ايجابي ويندرج ضمن تمشي المنتدى ,أما إذا رغب في جلب تمويلات فان ذلك لن يصح». وتساءل محدثنا عن انتظارات الصيد من هذه المشاركة مع غياب المتابعة بعد كل مشاركة تونسية في هذا المنتدى العالمي بتعاقب الحكومات على البلاد وتسلم كل واحدة مهمة التحدث عن الوضع على طريقتها . وعن خطة الإنقاذ التي ستعرضها تونس ضمن المنتدى استغرب الجودي من عدم مناقشتها مع الفاعلين الاقتصاديين ورجال الأعمال والخبراء الاقتصاديين . وأشار محدثنا إلى أن الوضع الاقتصادي بالبلاد معروف بتدهوره وذلك حسب مؤسسات حكومية وعلى رأسها البنك المركزي بعجز يقدّر ب 12 مليار دينارا سنة 2015 وبنسبة نمو تقدر ب0.5 بالمائة ومع تراجع ملحوظ للدينار مقابل الدولار والأورو, وعرج الجودي على النتائج التي قدمها المعهد الوطني للإحصاء كتدهور المقدرة الشرائية بنسبة 40 بالمائة وبلوغ نسبة البطالة 15.3 بالمائة . وربط الخبير الاقتصادي الاحتقان الحاصل في عدد من الولايات بالوضع الاقتصادي والاجتماعي الهش وغياب الخطط المحكمة لإنقاذ الاقتصاد الوطني. متسائلا عن عدم استباق أصحاب القرار لما يمكن أن ينتج عن هذا الوضع الاقتصادي الصعب قبل تقلص هوامش التحرك وبلوغ نقطة اللاّعودة. وقال الجودي «تحدثنا عن ضرورة وضع خطة للإنقاذ منذ الأيام الأولى لتولي الحبيب الصيد مع الالتزام بالإصلاحات ثم وضع الحلول لإعادة تنشيط الاقتصاد . وعلّق محدثنا على تصريحات سليم شاكر وزير المالية التي قال فيها «لا تلوموني إن خرجت تونس مجددا على السوق المالية لاقتراض الأموال»,قائلا«لا مهرب من الاقتراض, ولن نلومك على ذلك لكن ليس بالضرورة أن تجد من يموّل, وان وجد فكم ستكون النسبة ؟خاصة أن وكالات الترقيم الدولية خفضت في الترقيم السيادي لتونس». وتجدر الإشارة إلى أن رئيس الحكومة الحبيب الصيد غادر صباح أمس تونس للمشاركة في المنتدى الاقتصادي العالمي بمنتجع دافوس بشرق سويسرا الذي يلتئم من 20 إلى 23 جانفي الجاري, والذي ينتظم تحد شعار»« الثورة الصناعية الرابعة» أو ما يعرف ب«الثورة الرقمية» ويعقد المنتدى في ظل إجراءات أمنية مشددة، حيث يقوم أكثر من 4500 عنصر امني بتوفير الحماية اللازمة. ويرافق الصيد في المنتدى وفد رفيع المستوى يضم ياسين إبراهيم وزير التنمية والاستثمار والتعاون الدولي وسعيد العايدي وزير الصحة إلى جانب شخصيات تمثل قطاع المال والأعمال والمجتمع المدني. وستعرض تونس في منتدى دافوس «خطة إنقاذ» بسقف تمويلات خارجية يصل إلى 23 مليار دولار تحتاجها على مدى الخمس سنوات القادمة. وأفاد مصدر برئاسة الحكومة أن تونس تريد من خلال منتدى دافوس استثمار التعاطف الدولي مع الديمقراطية الناشئة بعد حصولها على جائزة نوبل للسلام لعام 2015 ونجاحها في تحقيق انتقال سياسي.