ملعب كيغالي تشكيلتا المنتخبين: تونس: الجريدي – المعلول – المثلوثي – بوغطاس – مرياح – بن عمر – تاج – بقير (الدربالي) – الوسلاتي(خليل) – منصر(السيفي) – العكايشي. النيجر: أيوبا – موسى – أومارو – عيسى – موسي موسى (كودزي) – ادجاي – ساكو – الاه تيجاني (ايساكا) – سياني(مختار) – أمادو – كوفي تحكيم: الأثيوبي باملاك تيسيما الأهداف: سعد بقير (دق 5 ودق 39) وأحمد العكايشي ( دق 78) – محمد أمين بن عمر ( دق 81) وسعد بقير ( دق 90+2) للمنتخب التونسي الانذارات: أومارو أليو – أمادو موسى عيسى – موسي موسى – ياكوبا مختار- ساكو الإقصاءات: أوماريو أليو عن جدارة واستحقاق تصدر المنتخب الوطني التونسي المجموعة الثالثة في «شان» رواندا وحقق تأهلا منطقيا إلى ربع نهائي المسابقة بعد أن أمطر شباك منتخب النيجر بخماسية نظيفة تداول على تسجيلها كل من سعد بقير في مناسبتين والعكايشي وبن عمر والسيفي. فوزا جاء ليؤ كد جودة العروض التي تقدمها عناصرنا الوطنية منذ انطلاقة المسابقة والتي يعود الفضل فيها بنسبة كبيرة للمدرب حاتم الميساوي الذي أظهر حنكة كبيرة وجرأة أكبر في التعامل مع المنافسين فكانت إطلالته الأولى على رأس النسور إطلالة سعيدة وموفّقة نتمنّى أن تتأكد في قادم الأدوار. تفكير هجومي حاجة المنتخب الوطني التونسي لنقاط الفوز لضمان التأهل إلى الدور ربع النهائي من مسابقة كأس أمم إفريقيا للاعبين المحليين وتواضع إمكانيات منتخب النيجر، دفعا المدرب الوطني حاتم الميساوي إلى اختيار تشكيلة هجومية مائة بالمائة بتواجد لاعب ارتكاز وحيد وهو محمد أمين بن عمر وخمسة لاعبين بنزعة هجومية واضحة وهم منصر والوسلاتي وتاج وبقير والعكايشي دون نسيان المساندة المستمرة لكل من حمزة المثلوثي وعلي المعلول. اختيار واضح الغايات وهي الضغط المبكر على المنافس ومحاولة الوصول المبكر إلى مرماه وبالتالي الاطمئنان على سير المواجهة منذ انطلاقتها. دون مقدمات دون مقدمات وبلا فترة جس نبض، كشر المنتخب الوطني التونسي منذ البداية عن نواياه الهجومية وعن رغبته في هز شباك منتخب النيجر مبكرا وتسهيل المواجهة وبالتالي الإطمئنان على ورقة العبور إلى ربع نهائي «شان» رواندا، وبعد محاولة أولى للمنافس في الدقيقة الثالثة طالب على إثرها كوفي بضربة جزاء بعد لمس كرة باليد غير متعمد من ياسين مرياح، تمكن أبناء حاتم الميساوي في الدقيقة الخامسة من تجسيم أفضليتهم الميدانية بهدف أول حمل توقيع صانع ألعاب الترجي الرياضي التونسي سعد بقير الذي سدد كرة أرضية من خارج مناطق الجزاء بعد تبادل كروي سريع مع عبد القادر الوسلاتي، لم يقدر الحارس أومارو أيوبا من صدها. هدف مبكر ترجم التوجهات الهجومية لنسور قرطاج والفوارق الكبيرة بين المنتخبين. تراجع منطقي بعد تسجيل هدف السبق تراجع أداء المنتخب التونسي تحت الضغط العالي الذي فرضه المنافس والذي استغل حالة عدم التوازن في وسط ميدان المنتخب نتيجة الاختيارات الهجومية للميساوي، ليشن بعض الهجمات السريعة والمعاكسة التي أقلقت كثيرا دفاع النسور وحارسهم رامي الجريدي. منتخب النيجر اعتمد على طريقة اللعب المباشر في اتجاه كوفي وأدامو اللذين أخذا أسبقية طفيفة على مرياح وبوغطاس ولكن دون نجاعة تذكر. «سعد» ينهي الضغط هيجان المنتخب النيجري، كان يتطلب استفاقة سريعة من العناصر الوطنية لإنهاء طموح أبناء المدرب الإيفواري فيكتور زاوي في إمكانية إحداث مفاجأة لم يتوقعها أكثر المتفائلين من جماهير النيجر، استفاقة لم تتأخر كثيرا بما أن سعد بقير عاد في الدقيقة 37 لزيارة مرمى أيوبا من جديد بعد عملية ثنائية وتمهيد رائع من معلول وضع لاعب الترجي في وضعية انفراد مع الحارس وبتسديدة قوية في سقف المرمى ضاعف النتيجة وأراح زملائه الذين أجهدوا كثيرا في الثلث الثاني من الفترة الأولى. تغيير في وقته بغض النظر عن الحالة الصحية لعبد القادر الوسلاتي ومدى قدرته على إنهاء المواجهة من عدمه بعد إصابته في بداية الشوط، فإن لغة المنطق كانت تفترض إدخال لاعب ارتكاز ثان إلى جانب أمين بن عمر لإعادة السيطرة على منطقة وسط الميدان والاستحواذ على الكرة وهذا ما كان فعلا حيث دفع الميساوي بأحمد خليل مكان الوسلاتي قبل نهاية الفترة الأولى ليؤكد بذلك قراءته الجيدة للمواجهة وحسن تعامله مع مجرياته وتحضيره الجيد للمنافس وهو ما مكن منتخبنا من إنهاء الشوط الأول متقدما في النتيجة بهدفين دون رد وفي الأداء أيضا. أريحية كبيرة أسبقية الفترة الأولى، مكنت المنتخب التونسي من دخول الشوط الثاني بأريحية كبيرة وثقة عالية في النفس منحت الفرصة لزملاء علي المعلول من التحكم في النسق ومن امتصاص ضغط المنافس الذي بحث بكل الطرق عن العودة في النتيجة ولكن دون جدوى في ظل التمركز الجيد لعناصرنا الوطنية على أرضية الميدان والتطبيق المحكم لتعليمات المدرب حاتم الطرابلسي الذي دعم توازن فريقه بإقحام زياد الدربالي مكان سعد بقير، تغيير رافقه تحوير في المراكز بتقدم ياسين مرياح إلى وسط الميدان ليساند بن عمر وخليل. الميساوي واصل لعب الهجوم بالدفع بهشام السيفي مكان علي منصر وهو ما منح النسور عمقا هجوميا كبيرا تجسم في العدد الكبير من فرص التسجيل. هدف العادة زملاء مروان تاج لم يرضوا بأسبقية الهدفين وعملوا على تدعيم الأسبقية مستغلين في ذلك النقص العددي لمنافس بعد إقصاء البديل مختار ياكوبا لحصوله على الصفراء الثانية، الخط الأمامي للنسور انتعش بدخول هشام السيفي الذي مكن أحمد العكايشي من مساحات أكبر لترجمة إمكانياته البدنية الكبيرة وممارسة هواية هز الشباك وهو ما كان في الدقيقة 78 بعد إمداد ذكي من أحمد خليل استغله هداف النجم لتجاوز المدافع أمادو والحارس أيوبا وتسجيل الهدف الثالث للمنتخب والرابع له ليتصدر بذلك ترتيب هدافي البطولة. «بن عمر» وهدف عالمي هيجان المنتخب الوطني التونسي لم يتوقف حيث تواصل المد الهجومي على مرمى النيجر ليثمر هدفا رابعا حمل توقيع الرائع محمد أمين بن عمر الذي استغل تمريرة عرضية من علي المعلول وبتسديدة جميلة وقع على هدف رابع من الطراز العالمي. ... ول«السيفي» نصيب قلنا أن دخول هشام السيفي أضفى حركية كبيرة على الخط الأمامي حيث كان وراء عديد التمريرات الحاسمة قبل أن يتوج مجهوداته بهدف خامس بعد إمداد ذكي من العكايشي أمن فوز عريضا للنسور وأشر على مرور مستحق إلى ربع النهائي. نجم المباراة إضافة إلى تميز سعد بقير بتسجيله لثنائية،فإن علامة التميّز يمكن منحها لمتوسط الميدان محمد أمين بن عمر الذي كان كعادته حاضرا لتأمين عملية افتكاك الكرة وبناء الهجمة وإنهائها في أحيان كثيرة وهذا بفضل لياقة بدنية عالية وفنيات كبيرة للاعب النجم الساحلي. مردود الحكم الأثيوبي باملاك تيسيما أجاد إدارة المواجهة حيث كانت صافرته عادلة ولم يرتكب أخطاء من شأنها تغيير نتيجة المواجهة. تيسيما لم يجد صعوبة كبيرة في الخروج بالمباراة إلى شاطئ الأمان بما أن اللاعبين تميزوا بانضباط كبير كما أن تمركز الرجل بالقرب من جل العمليات وتناغمه الجيد مع مساعديه ساعداه على اتخاذ القرارات الصائبة. البقاء في «كيغالي» تصدّر المنتخب التونسي للمجموعة الثالثة وتأهّله رفقة المنتخب الغيني الذي أطاح بنيجيريا، إلى ربع النهائي سيمنح المنتخب أفضلية البقاء في مدينة كيغالي الجميلة وتجنب السفر إلى مدينة أخرى لمواجهة ثاني المجموعة الرابعة والذي سنتعرف عليه اليوم.