تقبل وكما هومعلوم انصار فريق النادي الرياضي الصفاقسي انسحاب فريقهم من سباق كأس تونس لكرة القدم بالكثير من الحسرة والغضب في آن واحد وذلك ليس فقط بسبب الانسحاب في حد ذاته وانما بسبب العديد من الدسائس التي يتعرض لها الفريق من قبل بعض الاطراف من مسؤولين وكذلك محللين والتي انطلقت بدعوة اكثر من نصف الفريق للمنتخب الوطني المشارك في « الشان» في مقابل اخلاء سبيل العديد من لاعبي الفرق الكبرى الاخرى وخاصة الترجي والنجم بسبب بعض التعلات التي تطرح اكثر من سؤال وهوما اثر بطريقة مباشرة على حاضر الفريق الذي دفع الضريبة باهظة وذلك بالانسحاب من احدى المسابقتين اللتين يعول عليهما محليا رغم اننا لا ننفي هنا وجود بعض الاخطاء الفادحة من الاطار الفني للفريق والتي ساهمت في هذا الانسحاب. ولكن الغريب هنا هوان الامر لم يقف عند هذا الحد بل تواصل لحد القدح في عزيمة لاعبي النادي الرياضي الصفاقسي في مباراة مالي الاخيرة بسبب علمهم بانسحاب فريقهم ونحن لا نملك هنا الا ان ندعوهؤلاء الاشخاص الى اعادة مشاهدة المباراة ليقفوا على حجم عطاء اسود عاصمة الجنوب فمحمد علي منصر هومن سجل الهدف وعلي المعلول حرث الجهة اليسرى كعادته صعودا ونزولا ولولا رامي الجريدي لكانت هزيمة المنتخب اثقل مثله مثل ياسين مرياح واما العواضي فلازال يعاني من مخلفات اصابته مع المنتخب فأي تخاذل يتحدث عنه من يدعون انهم محللون فنيون ام انهم كعادتهم يبررون فشل اصدقائهم من مسؤولين ومدربين بكيل التهم جزافا للاعبي عاصمة الجنوب اعتمادا على مقولة «راس الهم دادة عائشة» ونحن نتسائل بدورنا هنا هل انهم يريدون من لاعبي النادي الصفاقسي ان يهللوا ويكبروا لانسحاب فريقهم أم ماذا؟ وفي حقيقة الامر فانها ليست المرة الاولى التي يعاني فيها النادي الرياضي الصفاقسي من بعض الممارسات غير النزيهة بسبب المنتخب ومحيطه الملوث وكلنا يتذكر كيفية السماح لمسؤول من الترجي بالانفراد بمدرب الفريق السابق رود كرول اثناء تربص المنتخب قبل مباراة الكاميرون في تصفيات كاس العالم 2014 بالبرازيل والتي مهدت لانتقاله للترجي آنذاك اضافة الى حرمان العديد من لاعبي النادي الصفاقسي من الانتماء اليه عندما كانت الرهانات اكبر بكثير من «الشان» منذ القدم من فترة اسكندر السويح الى زبير السافي الى حاتم الطرابلسي الى هيكل قمامدية الى رامي الجريدي وغيرهم من الأفذاذ والذين لم توجه اليهم الدعوة في العديد من الفترات رغم أحقيتهم بها والاقتصار على تعليمات السماسرة ورؤساء بعض الفرق وما يحزّ في النفس هنا هوتواصل مثل هذه الممارسات الى حد الساعة خاصة من قبل بعض الاشخاص الذين يشتغلون في مدار الرياضة وهوما زاد في حالة الاحتقان لدى جماهير النادي الرياضي الصفاقسي التي عبرت عن استيائها العميق من سياسة المكيالين وايضا نكران الجميل للخدمات التي قدمها لاعبو الفريق للمنتخب. منصر وقصّة «فم المدفع» كلنا يعلم جيدا قصة التعبير المجازي بوضع شخص ما في «فم المدفع» وذلك بتعريضه لبعض المشاكل والاخطار على حساب آخرين وحتى ندخل في صميم الموضوع فقد أرادت بعض النفوس المريضة تبرئة فشل المنتخب بكيل بعض التهم كما قلنا اعلى المقال لبعض لاعبي النادي الرياضي الصفاقسي وكاننا بهم يريدونهم ان يتبادلوا التهاني بانسحاب فريقهم أمام مستقبل المرسى وقد كان متوسط الميدان محمد علي منصر الاكثر تعرضا لهذه التهم الغير بريئة حيث وقع اتهامه باطلا بسب منافسات « الشان» التي كانت في حقيقة الامر السبب المباشر في خروج النادي الصفاقسي من الكأس ولكن تغافلت هذه الانفس عن الحديث عن عدة امور خطيرة كشفها انسحاب المنتخب وحتى نبدأ بمحمد علي منصر فالرجل آثر على نفسه اللعب رغم اصابته وتعريض مستقبله الكروي للخطر في سبيل المنتخب كما أنه اعطى كل ما عنده في المباراة التي سيطر عليها فريقنا الوطني بالطول والعرض الى حين تغيير منصر الذي سجل بنفسه الهدف الوحيد للمنتخب ولكن الرجل تمّت مكافأته بجزاء سنمار على كل هذه التضحيات وفي المقابل لم تقع الاشارة الى الاخطاء الكارثية التي ارتكبها المدرب حاتم الميساوي والتي كانت السبب الاول والمباشر في انسحاب المنتخب حيث قام باستبدال متوسط الميدان الهجومي منصر بزميله قلب الدفاع علي المشاني ليغير معها الرسم التكتيكي من خطة 1-3-2-4 التي خنقت المنتخب المالي في مناطقه باعتماد الضغط العالي الى خطة 2-5-3 والتي انقلبت فيها الموازين ليصبح المنتخب المالي هوسيد الميدان وليتمكن من قلب نتيجة المباراة لصالحه, هذا من جهة ومن جهة أخرى فإن الأمر الأخطر من كل هذا هوتلوث الاجواء المحيطة بالمنتخب ووجود بعض الوشاة الى جانب اللاعبين والذين يحملون الاخبار الزائفة الى وسائل الاعلام وهوما يضرب الجامعة في مقتل بما انها لا تتحرى جيدا في هوية المرافقين الذين يتوجب عليهم التحلي بالكتمان والسرية المطلقة ازاء أجواء المنتخب وخاصة بعض الامور السلبية والتي دائما ما تحصل في التربصات الطويلة وخلاصة القول هنا هي ان كرة القدم التونسية سوف لن تزيد الا انحدارا وتراجعا بمثل هذه التصرفات والعقليات البالية.