أكد أمس رئيس مجلس نوّاب الشعب محمد الناصر خلال جلسة احتفالية بالمجلس تم فيها تكريم الرباعي الراعي للحوار الوطني بحضور عدد من السياسيين على ان إسناد جائزة نوبل للسلام للرباعي الراعي للحوار هو عنوان لتقدير العالم للثورة التونسية ولتجربة تونس الرائدة في بناء مسار ديمقراطي متميّز ويبرهن على مدى قدرة تونس على الصمود أمام المحاولات البائسة للنيل من استقرارها وأمنها، عبر الأعمال الإرهابية والاغتيالات السياسية. كما اشار إلى ان معاني التتويج تتجلّى في تقدير العالم لنجاح تونس في تكريس لغة الحوار ضمانا لاستقرار البلاد وسلامتها، بما أثمر دستورا توافقيا يدعم الحقوق والحريات ومكّن من تنظيم انتخابات ديمقراطية شفافة وفق المعايير الدولية مضيفا أن التوافق وجهود الرباعي الراعي للحوار الوطني مثل خير دليل للغيرة على هذا الوطن والإحساس بمسؤولية حمايته من كل مخاطر العنف والفوضى مشيرا إلىأن المنظمات الراعية للحوار ساهمت في تأسيس تجربة نادرة في معالجة الأزمات بإدارة حوار وطني دعم أسس الوحدة الوطنية وسرّع نسق الأعمال التأسيسية الخاصة بالمصادقة على دستور الجمهورية الثانية. وأكد رئيس البرلمان ان الجميع مطالبون بمزيد العمل من أجل الحفاظ على هذه المكانة المرموقة التي شرّفت تونس لاسيّما عبر الوفاق وتجاوز الخلافات، والحفاظ على السلم الاجتماعية والأمن الداخلي والانكباب على العمل وتحسين الانتاجية في كل المجالات، حتى تبقى جائزة نوبل للسلام عنوان نجاح وقدرة على تجاوز العراقيل وتحقيق الأمن والرقي لشعب تونس. من جهة أخرى تطرق رئيس مجلس نوّاب الشعب إلى الوضع العام بالبلاد وأكد على مدى هشاشة الوضع الاجتماعي الذي يشهد توترات بحكم تفاقم أزمة البطالة وخاصة لدى حاملي الشهائد العليا مبينا أن مسألة التشغيل تبقى في صدارة الاهتمامات بالنظر إلى ارتباطها بتوفير أسباب الاستقرار في البلاد داعيا الجميع إلى العمل على تهدئة الأوضاع، وامتصاص حالة الغضب والشعور بالإحباط مؤكدا أنّ تونس في حاجة إلى العمل بطريقة متضامنة لمواجهة التحديات الكبرى ولا سيما مخاطر الإرهاب، ومحاربة الفساد والمحسوبية. من جهة اخرى أشار الناصر إلى حرص المجلس على مدّ جسور الحوار مع الحكومة وكذلك مع منظمات المجتمع المدني وفي مقدّمتها المنظمات الراعية للحوار الوطني من خلال الاستئناس بآرائهم والتشاور معهم في مشاريع القوانين ذات الصلة بمشاغل المواطنين بصفة عامّة وذلك حتى لا تولد القوانين مبتورة، حسب قوله. ودعا على ضوء الأوضاع الإقليمية التي تواجهها تونس خاصة بعد التطورات الأمنية التي تعيشها الشقيقة ليبيا، واحتمال القيام بعمليات عسكرية، إلى التمسّك بالوحدة الوطنية وبنهج التوافق، معربا عن أمله في أن يتمكن الشعب الليبي من تحقيق الاستقرار والأمان، ومزيد التعاون والشراكة الإيجابية مع الجارة الجزائر مع المحيط المغاربي. وتجدر الإشارة إلى ان الجلسة الاحتفالية حضرها عدد من السياسيين على غرار رئيس المجلس الوطني التأسيسي مصطفى بن جعفر وزعيم حركة «النهضة» راشد الغنوشي والقيادية ب«الحزب الجمهوري» مية الجريبي والقيادي بحزب «المسار» سمير الطيب.