عاجل : معلق بريطاني من أصول تونسية يحتجز في أمريكا ...و العائلة تزف هذا الخبر    عاجل/ في عمليتين نوعيتين للديوانة حجز هذا المبلغ الضخم..    من وسط سبيطار فرحات حشاد: امرأة تتعرض لعملية احتيال غريبة..التفاصيل    عاجل: المحامية دليلة مصدّق تكشف آخر مستجدات الوضع الصحي لشقيقها جوهر بن مبارك..    رسميا: إستبعاد لامين يامال من منتخب إسبانيا    حكم نهائي على الزمالك المصري لصالح لاعب المنتخب الوطني    المشي اليومي يساعد على مقاومة "الزهايمر"..    سليانة: نشر مابين 2000 و3000 دعسوقة مكسيكية لمكافحة الحشرة القرمزية    عاجل: ميناء سوسة يفتّح أبوابه ل200 سائح من رحلة بحرية بريطانية!    عاجل-وزارة الدفاع الوطني: انتدابات وزيادة في الأجور    وفاة نجم ''تيك توك'' أمريكي شهير    حجم التهرب الضريبي بلغ 1800 م د في صناعة وتجارة الخمور بتونس و1700 م د في التجارة الالكترونية    عاجل/ سقوط سقف إحدى قاعات التدريس بمعهد: نائب بالمجلس المحلّي بفرنانة يفجرها ويكشف..    بطولة الماسترس للتنس: فوز الأمريكي فريتز على الإيطالي موزيتي    وزير الداخلية: الوحدات الأمنية تعمل على ضرب خطوط التهريب وأماكن إدخالها إلى البلاد    نابل: توافد حوالي 820 ألف سائح على جهة نابل - الحمامات منذ بداية السنة الحالية    عاجل: منخفض جوي ''ناضج'' في هذه البلاد العربية    تصريحات صادمة لمؤثرة عربية حول زواجها بداعية مصري    عاجل : تحرك أمني بعد تلاوة آيات قرآنية عن فرعون بالمتحف الكبير بمصر    QNB تونس يفتتح أول فرع أوائل QNB في صفاقس    عاجل: معهد صالح عزيز يعيد تشغيل جهاز الليزر بعد خمس سنوات    أقراص طبية لإطالة العمر حتى 150 عام...شنوا حكايتها ؟    نائب رئيس النادي الإفريقي في ضيافة لجنة التحكيم    بعد أكثر من 12 عاما من إغلاقها.. السفارة السورية تعود إلى العمل بواشنطن    مدينة العلوم تنظم يوم السبت 22 نوفمبر يوم الاستكشافات تحت شعار "العلوم متاحة للجميع"    المنتخب التونسي يفتتح الأربعاء سلسلة ودياته بمواجهة موريتانيا استعدادًا للاستحقاقين العربي والإفريقي    عاجل/ وزارة الصناعة والمناجم والطاقة تنتدب..    الكحة ''الشايحة'' قد تكون إنذار مبكر لمشاكل خطيرة    وزير الداخلية: الوحدات الأمنية تعمل على تأمين الشريطين الحدوديين البري والبحري    حاجة تستعملها ديما...سبب كبير في ارتفاع فاتورة الضوء    طقس اليوم: الحرارة في ارتفاع طفيف    عاجل/ وزير الداخلية يفجرها ويكشف عن عملية أمنية هامة..    عاجل: حبس الفنان المصري سعد الصغير وآخرين..وهذه التفاصيل    المنتخب التونسي لكرة السلة يتحول الى تركيا لاجراء تربص باسبوعين منقوصا من زياد الشنوفي وواصف المثناني بداعي الاصابة    عاجل: هذا ما حكمت به الفيفا بين الترجي ومدربه الروماني السابق    الدكتور ذاكر لهيذب: '' كتبت التدوينة على البلايلي وساس وقلت يلزم يرتاحوا ما كنتش نستنقص من الفريق المنافس''    نقص في الحليب و الزبدة : نقابة الفلاحين تكشف للتوانسة هذه المعطيات    عاجل: اضطراب وانقطاع المياه في هذه الجهة ..ال sonede توّضح    النقابة التونسية لأطباء القطاع الخاص تنظم يومي 13 و14 ديسمبر القادم فعاليات الدورة 19 لأيام الطب الخاص بالمهدية    ياخي الشتاء بدا يقرّب؟ شوف شنوّة يقول المعهد الوطني للرصد الجوي!    مجلس الشيوخ الأمريكي يقرّ مشروع قانون لإنهاء الإغلاق الحكومي    وزير السياحة يبحث مع نظيرته الإيطالية سبل تطوير التعاون الثنائي في المجال السياحي    الكنيست الإسرائيلي يصادق على مشروع قانون إعدام الأسرى الفلسطينيين في القراءة الأولى    العراق ينتخب.. ماذا سيحدث من يوم الاقتراع لإعلان النتائج؟    ترامب: أنا على وفاق مع الرئيس السوري وسنفعل كل ما بوسعنا لجعل سوريا ناجحة    الدكتور صالح باجية (نفطة) .. باحث ومفكر حمل مشعل الفكر والمعرفة    المهرجان العالمي للخبز ..فتح باب الترشّح لمسابقة «أفضل خباز في تونس 2025»    جندوبة: تتويج المدرسة الابتدائية ريغة بالجائزة الوطنية للعمل المتميّز في المقاربة التربوية    صدور العدد الجديد لنشرية "فتاوي تونسية" عن ديوان الإفتاء    قابس: تنظيم أيام صناعة المحتوى الرقمي من 14 الى 16 نوفمبر    مهرجان شرم الشيخ الدولي للمسرح الشبابي: كافية الراجحي تتحصل على جائزة البحث العلمي وعملان تونسيان ضمن المُسابقات الرسمية    عاجل/تنبيه.. تحوير جزئي لمسلك خطي الحافلة رقم 104 و 30..وهذه التفاصيل..    شنيا الحاجات الي لازمك تعملهم بعد ال 40    طقس اليوم؛ سحب أحيانا كثيفة مع أمطار مُتفرقة بهذه المناطق    محمد صبحي يتعرض لوعكة صحية مفاجئة ويُنقل للمستشفى    رواج لافت للمسلسلات المنتجة بالذكاء الاصطناعي في الصين    رحيل رائد ''الإعجاز العلمي'' في القرآن الشيخ زغلول النجار    أولا وأخيرا .. قصة الهدهد والبقر    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



صلوات على هيكل الصحافة
نشر في التونسية يوم 18 - 02 - 2016

غيّبت الموت صباح أمس الكاتب الصحفي المصري الأشهر محمد حسنين هيكل عن عمر ناهز 93 عاما بعد صراع مع المرض وشيّع جثمانه الى مثواه الأخير.
وكانت حالة هيكل الصحية قد ساءت منذ ثلاثة أسابيع، حين بدأ بالخضوع لعلاج مكثف في محاولة لإنقاذ حياته، بعد تعرضه لأزمة شديدة بدأت بمياه في الرئتين رافقها فشل كلوي استدعى غسيل الكلى ثلاث مرات أسبوعياً.
ولكن من هو محمد حسنين هيكل وكيف طرق أبواب صاحبة الجلالة واعتلى عرشها؟
أطلقوا عليه عدة أسماء مثل «كاتب السلطة» و«صديق الحكام» و«صانع الرؤساء» و«مؤرخ تاريخ مصر الحديث»، إلا أن «الصحافي» ظل اللقب الذي يفضله و«الكاتب» ظل التوصيف المحبب لديه، و«المفكر» ظلت الكلمة التي تجذبه لكي يروي ويسرد ما لديه من معلومات وتحاليل.
ولد محمد حسنين هيكل في عام 1923 في حي الحسين، بقرية باسوس من محافظة القليوبية لأب من جذور صعيدية وتحديداً مركز ديروط بمحافظة أسيوط حيث كان يعمل تاجراً للحبوب، وكان يرغب في أن يصبح ابنه طبيباً، لكن الأٌقدار اختارت له طريقاً آخر وهو الصحافة، ونظراً لظروفه المادية الصعبة التحق هيكل بمدرسة التجارة المتوسطة.
قرر هيكل تطوير نفسه وتحقيق رغبته في العمل بالصحافة، ولذلك واصل دراسته في القسم الأوروبي بالجامعة الأمريكية، وخلالها كانت النقلة التي غيرت مجرى حياته.
تعرف هيكل خلال تلك الفترة على «سكوت واطسون» الصحافي المعروف بجريدة «الإيجيبشان غازيت»، وهي صحيفة مصرية تصدر باللغة الانقليزية، ونجح واطسون في إلحاق هيكل بالجريدة في 8 فيفري 1942، كصحافي تحت التمرين بقسم المحليات وكانت مهمته العمل في قسم الحوادث.
كانت «الإيجيبشان غازيت» هي الصحيفة الأجنبية الأولى في مصر، وعندما التحق بها هيكل كان عمره 19عاماً، ووقتها كانت الحرب العالمية الثانية قد اشتعلت، وزاد توهج الجريدة لتغطيتها أخبار الحرب، وكان دور هيكل ترجمة ما تنقله وسائل الإعلام الأجنبية عنها.
أول «خبطة» صحفية
حقق هيكل أول «خبطة» صحافية في حياته في تلك الجريدة وكانت خاصة بفتيات الليل، إذ حدث في تلك الفترة أن أصدر عبد الحميد حقي وزير الشؤون الاجتماعية قراراً بإلغاء البغاء رسمياً في مصر، وكان سبب هذا القرار إصابة عدد من جنود الحلفاء بالأمراض التي انتقلت إليهم من فتيات الليل، فكان أن اتفق الإنقليز وحكومة الوفد على إصدار القرار الذي أثار الجنود، كما أثار فتيات الليل وتم تكليف «هيكل» بلقاء فتيات الليل حيث حصل منهن على معلومات خطيرة هزت الرأى العام وقتها.
وبعد نجاح «هيكل» في تلك المهمة، كانت النقلة الأهم في حياته حين وقع عليه الاختيار ليذهب إلى «العلمين» ليغطي وقائع الحرب العالمية الدائرة هناك وبعدها سافر ليغطي الحرب في مالطا، ثم إلى باريس التي التقي فيها بالسيدة فاطمة اليوسف صاحبة مجلة «روز اليوسف»، والتي قررت أن تضم الصحافي الموهوب إلى مجلتها، ليصبح هيكل في عام 1944 صحافياً في مجلة «روز اليوسف»، وهناك تعرف على محمد التابعي، لينتقل معه إلى صفحات «آخر ساعة».
وتحت إدارة التوأم مصطفى وعلى أمين قدم هيكل أبرع فنونه الصحافية وكتب في 13 أوت 1947 ما جعله حديث مصر، حيث قدم تقارير مصورة عن «خط الصعيد»، ولم ينته عام 1947 حتى اخترق هيكل وباء الكوليرا ليكتب تحقيقاً عن قرية «القرين» التي لم يكن أحد يجرؤ على الاقتراب منها، وهكذا كان طبيعياً أن يحصل الصحافي الشاب محمد حسنين هيكل عن جدارة على «جائزة فاروق»، أرفع الجوائز الصحافية بمصر في ذلك الوقت.
انتقل هيكل بعد ذلك للعمل بجريدة «أخبار اليوم» ومع التوأم على ومصطفى أمين التي شهدت انفرادات هيكل، من تغطيته لحرب فلسطين إلى انقلابات سوريا، ومن ثورة محمد مصدق في إيران إلى صراع الويسكي والحبرة في تركيا، ومن اغتيال الملك عبد الله في القدس إلى اغتيال رياض الصلح في عمّان واغتيال حسني الزعيم في دمشق.
في 18 جوان 1952، فوجئ قراء مجلة «آخر ساعة» بعلي أمين رئيس تحرير المجلة يخصص مقاله للحديث عن هيكل، وينهيه بأنه قرر أن يقدم استقالته ويقدم هيكل رئيساً للتحرير، وهكذا أصبح هيكل رئيساً لتحرير «آخر ساعة»، ولم يكن تجاوز التاسعة والعشرين من عمره.
هكذا تعرّف على عبد الناصر
وبعد قيام ثورة 23 جويلية 1952، كان هيكل أكثر الصحافيين قرباً للرئيس جمال عبد الناصر، ووصلت العلاقة بينهما إلى ما يشبه الصداقة الحميمية التي جعلت هيكل يتبوأ مكانة كبيرة، مكنته من الاقتراب من دوائر صنع القرار في مصر والعالم العربي. وازدادت العلاقة قرباً بينه وبين جمال عبد الناصر ليصبح هيكل بعد فترة المتحدث الرسمي باسم «حركة الضباط الأحرار».
بين 1956 و 1957، عرض عليه مجلس إدارة «الأهرام» رئاسة مجلسها ورئاسة تحريرها معاً، واعتذر في المرة الأولى، ثم قبل في المرة الثانية، وظل رئيساً لتحرير جريدة «الأهرام» حتى عام 1974، وفي تلك الفترة أصبحت «الأهرام» واحدة من الصحف العشرة الأولى في العالم.ظهر أول مقال له في جريدة «الأهرام» تحت زاوية بعنوان «بصراحة» يوم 10 أوت 1957 بعنوان «السر الحقيقي في مشكلة عُمان»، و كان آخر مقال له في 1 فيفري 1974 بعنوان «الظلال.. والبريق».في سبيل البقاء كرئيس لتحرير «الأهرام» رفض هيكل الوزارة أكثر من مرة، حتى اضطر لقبول وزارة الإرشاد قبيل وفاة عبد الناصر، وحين اشتُرط ألا يجمع بينها وبين «الأهرام» تركها بمجرد وفاة عبد الناصر، ورفض بعد ذلك أي منصب مهما كان كبيراً طالما سيبعده عن «الأهرام».وبعد وفاة ناصر وتولي محمد أنور السادات حكم مصر، وقف هيكل بجانب الرئيس الجديد للتغلب على مراكز القوى، وبعد حرب أكتوبر ولخلافات بينه وبين السادات حول تداعياتها ومباحثات فض الاشتباك، خرج هيكل بقرار رئاسي من «الأهرام» عام 1974، وبعدها اتجه لتأليف الكتب ومحاورة زعماء العالم، وتم ترجمة كتبه إلى 31 لغة.
ونتيجة لكتبه التي كان ينتقد فيها سياسات السادات اعتقله الرئيس الراحل ضمن اعتقالات سبتمبر 1981، وخرج بقرار من الرئيس حسني مبارك وبعدها اعتكف هيكل وإن واصل إنتاج الكتب والمؤلفات.
استأذن في الانصراف.. وتراجع
اعتزل هيكل الكتابة المنتظمة والعمل الصحافي في 23 سبتمبر 2003 بعد أن أتم عامه الثمانين، وكتب مقالاً مثيراً تحت عنوان «استئذان في الانصراف»، إلا أن حاسته الصحافية وعشقه للكتابة طغيا عليه، فعاد ليواصل عطاءه الصحافي سواء في كتابة المقالات أو تقديم حلقات تليفزيونية للفضائيات العربية والمصرية.
لم يقتصر عمل هيكل على العمل الصحافي المعروف بل اتجه للتحليل ومحاورة زعماء العالم ومنهم الرئيس الفرنسي الراحل فرانسوا ميتران، وامبراطور اليابان، والخميني، وعدد من الرؤساء والزعماء السياسيين العرب والدوليين، وهو ما مكنه من الوصول إلى وثائق وأرشيفات غاية في الأهمية، فبدأ بإصدار سلاسل من الكتب السياسية المتميزة.
آخر كلماته:«الرّحلة انتهت... لا تعاندوا القدر»
قال الكاتب الصحفي جمال فهمي أحد أصدقاء الكاتب الراحل الكبير محمد حسنين هيكل، إن أخر كلمات الأستاذ لأبنائه كانت: «الرحلة انتهت لا تعاندوا القدر». وكان الأستاذ هيكل قد امتنع عن تناول الأدوية والطعام في آخر أيامه بعد إصابته بفشل كلوي.
حفيدة هيكل: جدّي كان يتألّم بشدّة في أيامه الأخيرة.. وقليل الكلام مع المحيطين به
قالت «هند» هيكل حفيدة الكاتب الكبير محمد حسنين هيكل الذي وافته المنية أمس أن جدّها أصيب بوعكة صحية منذ 3 أسابيع.
وأكدت «هند»، أن جدّها كان يتألم بشدة في أيامه الأخيرة، لأن تأثير الأدوية كان شديدا للغاية عليه، لافتة إلى أنه فى الأيام القليلة قبل وفاته، كان يرفض أن يتناول أية أدوية أو يقوم بعمل الغسيل الكُلوي المعتاد له، حيث كان يعاني من فشل كُلوي.
وأضافت حفيدة الأستاذ، أنه كان قليل الكلام قبيل وفاته مع عائلته أو المحيطين به.
وردًا على سؤال ل«بوابة الأهرام» حول تأثير اشاعات وفاة الأستاذ والتي كانت تتوارد على وسائل التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام من وقت لآخر، قبل وفاته أمس، وتأثير ذلك على حالته النفسية قالت هند: كنا نخفيها عنه وكنت أقوم بالنفي كلما ظهرت إشاعة بموته سواء على صفحتي الشخصية على «الفايسبوك» أو بالرد المباشر على المواقع الإلكترونية.
عائلة هيكل
متزوج بالسيدة هدايت علوي تيمور منذ جانفي 1955 وهي من أسرة قاهرية ثرية اشتهرت بتجارة «المانغو» وهي حاصلة على ماجستير في الآثار الإسلامية، وله منها ثلاثة أولاد:
الدكتور علي هيكل وهو طبيب أمراض باطنية وروماتيزم في جامعة القاهرة، وهو متزوج بالدكتورة إيناس رأفت.
الدكتور أحمد هيكل وهو رئيس مجلس إدارة شركة القلعة للاستثمارات المالية، وهو متزوج بالسيدة مي العربي.
حسن هيكل وهو رئيس مجلس الإدارة المشارك والرئيس التنفيذي للمجموعة المالية هيرميس EFG -Hermes (Egyptian Financial Group) وهو متزوج بالسيدة رانيا الشريف.
له حتى الآن سبعة أحفاد وهم: هدايت (هند) محمد تيمور نادية منصور رشيد علي
الجامعة العربية: قائمة عملاقة رحلت عنّا
أشاد الدكتور نبيل العربي الأمين العام للجامعة العربية بالدور البارز الذي قام به الفقيد الراحل المفكر الكبير محمد حسنين هيكل، سواء من خلال مسؤولياته الحكومية في الدولة المصرية، أو على الصعيد الفكري، وإسهاماته الكبرى في الحياة العربية المعاصرة التي امتدت لما يقارب الثمانية عقود، وما قام به من جهود متصلة على الصعيدين الإقليمي والدولي للانتصار لقضايا الأمة العربية.
ونوه العربي بالعطاء الثري للراحل الكبير، ونتاجه الفكري الواسع الخصب الذي ألهم أجيالاً عديدة من أبناء الأمة العربية، وجعل منه علامة فارقة في التاريخ العربي المعاصر، وذكّر الأمين العام بالإسهامات التي قام بها الفقيد الراحل في العمل العربي المشترك وما قدمه من عطاء فكري وسياسي متميز لتعزيز دور جامعة الدول العربية.
جاء ذلك فى بيان نعى فيه الأمين العام للجامعة العربية، موضحًا أنه تلقى بمزيد من الحزن والأسى، نبأ رحيل المفكر العربي الكبير محمد حسنين هيكل، داعيًا العلي القدير أن يتغمده بواسع رحمته وغفرانه ويسكنه فسيح جناته، وأن يلهم آله وذويه وأحبائه الكثر في الوطن العربي الصبر والسلوان.
من جهتها وصفت السفيرة هيفاء أبو غزالة الأمين العام المساعد للجامعة العربية ورئيس قطاع الإعلام والاتصال الكاتب الراحل بأنه يمثل قيمة وقامة في المجال السياسي والإعلامي والصحفي والثقافي وقدم للأجيال الجديدة دروسا مهمة في الالتزام بالقيم المهنية واحترام الذات والأنحياز لقضايا الأمة والبعد عن الصغائر.
جاء ذلك فى كلمة لها أمس في الاحتفال بإطلاق مجلة بيت العرب التي يصدرها قطاع الإعلام والاتصال بالجامعة اليوم والذي اعتذر عن عدم المشاركة فيه الدكتور نبيل العربى الأمين العام للجامعة عقب إبلاغه بوفاة الكاتب الكبير محمد حسنين هيكل حيث سارع بالتوجه الى منزله وذلك بحكم أنه زوج لشقيقة زوجة الراحل الكبير.
وقالت أبو غزالة: إن هيكل قدم نموذجًا للصحفي الملتزم والحريص على المهنية والدقة بما اتسم به من شمول وعمق في الرؤية والطرح والمتابعة الحثيثة للأحداث والتطورات والتوصل الى خلاصات منها تفيد في بلورة التعامل مع مشكلات وأزمات الأمة.
فكر لا يمل... وقلم لا يجف:أشهر كتب حسنين هيكل
1951 : صدر له أول كتاب :« إيران فوق بركان»، بعد رحلة إلى إيران استغرقت شهراً كاملاً.
1952 : إستطاع ملازمة جمال عبد الناصر والحياة بالقرب منه ومتابعته على المسرح ووراء كواليسه بغير انقطاع، وسنوات حوار لم يتوقف معه في كل مكان.
1953 : صدر للرئيس جمال عبد الناصر : فلسفة الثورة (كتاب)، الذي قام هيكل بتحريره.
1955 : هيكل يطير في جوان إلى مدينة جنيف لمتابعة مؤتمر الأقطاب الذي انعقد فيها واشترك فيه «نيكولاي بولجانين» ونيكيتا خروشوف عن الاتحاد السوفياتي ودوايت أيزنهاور عن الولايات المتحدة، و«إنتوني إيدن» عن بريطانيا، و«إدغار فور» عن فرنسا، بوصفه واحدا من رؤساء تحرير جريدة «الأخبار» ورئيساً لتحرير مجلة «آخر ساعة». ويلتقي مع السيد «علي الشمسي باشا» في فندق دي برج Des Berges Hotel في مدينة جنيف، ومفاتحة الأخير له بترأس تحرير جريدة «الأهرام» بوصفه عضو مجلس الإدارة، واعتذر هيكل له طارحاً أسبابه.
1956 : في شهر جوان السيد علي باشا الشمسي يفاتح هيكل بتولي رئاسة تحرير جريدة «الأهرام» أثناء مقابلته في نادي الجزيرة على مجرى سباق الخيل، ويوقع هيكل بالحروف الأولى على المشروع.
1957 : هيكل يدخل صحيفة «الأهرام» لأول مرة، في صباح يوم الأربعاء 31 جويلية لكي يتولى إصدار عدد اليوم التالي، الخميس أول أوت.
1958 : صدر له كتاب «العُقد النفسية التي تحكم الشرق الأوسط».
1960 : صدر كتاب (مذكرات إيدن:السويس) - تقديم هيكل. يسافر هيكل في خريف السنة إلى الولايات المتحدة لندوة دعت إليها جامعة كولمبيا Columbia University عن الصحافة في العالم النامي، وقد عاد هيكل من مدينة نيويورك في نهاية العام.
1961 : صدر له كتاب «نظرة إلى مشاكلنا الداخلية» على ضوء ما يسمونه... «أزمة المثقفين».
1962 : صدر له كتاب «ما الذي جرى في سوريا؟».
1963 : صدر له كتاب «يا صاحب الجلالة». وصدر عن مؤسسة الأهرام كتاب : (محاضر محادثات الوحدة : مارس - أفريل 1963) - تقديم هيكل.
1965 : في شهر جويلية هيكل يصل إلى مدينة لندن، ويجتمع مع دنيس هاملتون Denis Hamilton رئيس تحرير جريدة الصنداي تايمز The SUNDAY TIMES ورئيس تحرير جريدة التايمزThe TIMES.
1966 : صدر له كتاب «خبايا السويس».
1967 : صدر له كتاب «الاستعمار لعبته الملك».
1968 : صدر له كتاب «نحن... وأمريكا». ويؤسس مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية بتشجيع من الرئيس جمال عبد الناصر، وهو رائد المراكز الاستراتيجية في الوطن العربي.
1969 : الأهرام يصدر يوم الجمعة 10 جانفي، عددا خاصا بمناسبة بلوغه 95 عاما ولإتمامه مشروعه الجديد، والانتقال إليه، والعمل من داخله فعلا، متضمناً مقالاً لهيكل بعنوان : «تقرير عن الأهرام»، احتل ثلاث صفحات كاملة.
1970 : تم تعيين هيكل وزيراً للإعلام، ثم أضيفت إليه وزارة الخارجية لفترة أسبوعين في غياب وزيرها الأصلي السيد محمود رياض. وبوصفه وزيراً للإعلام يعين الدكتور عبد الوهاب المسيري مستشاراً له. وفي ديسمبر يلتقي هيكل مع أديب فرنسا الكبير والقمة الشامخة في عالم الفكر والفن فيها أندريه مالرو André Malraux.
1971 : صدر له أول كتاب باللغة الإنقليزية The Cairo Documents، وقد ترجم إلى 21 لغة. وصدر كتاب «عبد الناصر: «السجل بالصور»، تصوير حسن دياب، إشراف صلاح هلال، تنسيق سمير صبحي، تقديم هيكل.
1972 : صدر له كتاب «عبد الناصر والعالم» وهو ترجمة للكتاب السابق، وقد ترجمه الصحفي اللبناني سمير عطا الله. وبداية الخلافات بينه وبين الرئيس أنور السادات، ومناسبته مقال نشره بعنوان: «كيسنجر وأنا ! مجموعة أوراق»، يوم الجمعة 29 ديسمبر.
1973 : صدر كتاب «وثائق عبد الناصر : أحاديث - تصريحات» (جانفي 1967 - ديسمبر 1968)، إعداد حاتم صادق، تقديم هيكل. وصدر له كتاب «موعد مع الشمس - أحاديث في آسيا»، بعد رحلة إلى آسيا استغرقت شهراً كاملاً، (الصين، اليابان، بنغلاديش، الهند، وأخيرا باكستان). وفي 1 أكتوبر كتب هيكل التوجيه الاستراتيجي الصادر من الرئيس السادات إلى القائد العام للقوات المسلحة ووزير الحربية الفريق أول أحمد إسماعيل علي، وفي هذا التوجيه تحددت استراتيجية الحرب، بما فيها أهدافها، وترتب عن هذا التوجيه تكليف مكتوب أيضا للفريق أول أحمد إسماعيل علي ببدء العمليات، وقّعه الرئيس السادات يوم 5 أكتوبر. ثم تجددت الخلافات مع الرئيس السادات بسبب هنري كيسنجر، وقبوله بسياسة فك الارتباط خطوة خطوة - جبهة جبهة، التي رآها هيكل مقدمة لصلح مصري - إسرائيلي منفرد يؤدي إلى انفراط في العالم العربي يصعب التنبؤ بتداعياته وعواقبه.
1974 : أصدر الرئيس السادات قراراً نشر في كل الصحف صباح يوم السبت 2 فيفري بأن ينتقل هيكل من صحيفة «الأهرام» إلى قصر عابدين مستشارا لرئيس الجمهورية، واعتذر هيكل، ثم خرج من جريدة «الأهرام» لآخر مرة يوم السبت 2 فيفري مجيباً على سؤال لوكالات الأنباء العالمية : « إن الرئيس يملك أن يقرر إخراجي من الأهرام، وأما أين أذهب بعد ذلك فقراري وحدي. وقراري هو أن أتفرغ لكتابة كتبي... وفقط» !.
1975 : صدر له كتابان The Road To Ramadan، وهو الكتاب الوحيد لهيكل دون أية مقدمات، وضمن قائمة أروج خمسة كتب في بريطانيا في أول أسبوع صدر فيه عن دار COLLINS أكبر دور النشر في مدينة لندن. و«الطريق إلى رمضان»، وهو ترجمة للكتاب السابق.
1976 : صدر له كتاب «لمصر لا لعبد الناصر». وصدر كتاب «أقنعة الناصرية السبعة» - مناقشة توفيق الحكيم ومحمد حسنين هيكل، للدكتور لويس عوض.
1977 : صدر له كتابان «قصة السويس آخر المعارك في عصر العمالقة»، و«الحل والحرب».
1978 : صدر له كتابان «حديث المبادرة»، و Sphinx & Commissar، وقد ترجم إلى 25 لغة. بعدها تم سحب جواز سفر هيكل، ومنعه من مغادرة مصر وتحويله إلى المدعي الاشتراكي بناء على قائمة أرسلها وزير الداخلية النبوي إسماعيل. وبدأ المستشار الوزير أنور حبيب المدعي الاشتراكي التحقيق مع هيكل فيما نسب إليه من نشر مقالات في الداخل والخارج تمس سمعة مصر.
1979: صدر له كتابان «حكاية العرب والسوفيات» وهو ترجمة للكتاب السابق، وقامت بترجمته جريدة الوطن الكويتية، و«وقائع تحقيق سياسي أمام المدعي الاشتراكي».
1980 : صدر له كتاب «السلام المستحيل والديمقراطية الغائبة» - رسائل إلى صديق هناك.
1981 : صدر له كتابان «آفاق الثمانينات بعد رحلة إلى الغرب : أوروبا شمالاً وجنوباً، ثم أمريكا شرقاً وغرباً»، و The Return Of The Ayatollah
1982 : صدر له كتاب «مدافع آية الله - قصة إيران والثورة» .
1983 : صدر له كتابان Autumn of Fury، وقد ترجم إلى أكثر من 30 لغة. و«خريف الغضب» - قصة بداية ونهاية عصر أنور السادات، وهو ترجمة للكتاب السابق.
1984 : صدر له كتابان «عند مفترق الطرق - حرب أكتوبر.. ماذا حدث فيها... وماذا حدث بعدها» !. «وبين الصحافة والسياسة»
1986 : صدر له كتابان Cutting The Lion's Tail. و«حرب الثلاثين سنة» - ملفات السويس
1987 : صدر له كتاب «أحاديث في العاصفة».
1988 : صدر له كتاب حرب الثلاثين سنة - 1967 الجزء الأول : سنوات الغليان.
1990 : صدر له كتابان «الزلزال السوفييتي»، وحرب الثلاثين سنة - 1967 الانفجار.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.