كان منتظرا ان تعقد أول أمس اللجنة الطبية بالمستشفى الجامعي الحبيب بورقيبة بصفاقس اجتماعا بحضور عدد من اطارات الوزارة يتقدمهم المدير العام للصحة كريم عون الى جانب المدير الجهوي للصحة بصفاقس عماد المعلول واطارات المستشفى للنظر في المشاكل الجمة التي تعترض هذه المؤسسة الاستشفائية الجامعية التي تقدم خدمات صحية لابناء الولاية ولعدد كبير آخر من الولايات المجاورة ومن الجنوب التونسي ... لكن رغم حضور مختلف الاطارات من الادارة المركزية والجهوية ومن المستشفى فان النقابة الاساسية للمستشفى الجامعي الحبيب بورقيبة تمسكت برفض تواجد المدير العام شكري التونسي في المؤسسة ومنعت حضوره أشغال اللجنة الطبية التي كانت ستبحث في الحلول الممكنة لحلحلة الوضع ورابط عدد من النقابيين واعوان الصحة امام المستشفى رافعين شعارات تنادي برفض عسكرة المؤسسات الادارية المدنية وقد اصدرت النقابة الاساسية بالمستشفى بيانا في الغرض شددت فيه على انه بقدر احترامها للأسرة العسكرية فانها تؤكد ان رفض عسكرة المستشفى الجامعي الحبيب بورقيبة انما يتنزل في اطار الدفاع عن مدنية الدولة المنصوص عليها بالدستور التونسي وانها تنتظر تعيين مدير عام مدني لكي يعود النشاط العادي والطبيعي للمستشفى وادارته العامة. وانتقد البيان وزير الصحة سعيد العايدي لتمسكه بتعيين العقيد شكري التونسي مديرا عاما للمستشفى كما انتقد رفض هذا المدير الامضاء على صرف مرتبات اعوان المستشفى لشهر فيفري الحالي وحمل البيان الوزير سعيد العايدي مباشرة مسؤولية عدم صرف هذه الأجور كما عبر البيان عن رفض اعوان الصحة المطلق والقطعي والنهائي لتعيين مدير عام للمستشفى من المؤسسة العسكرية الى جانب الرفض المطلق لنقلة 3 متصرفين بالادارة العامة للمستشفى وهم لطفي المصمودي ومنجي كريم وليلى الفقي واعتبروا أن نقلة هؤلاء الكوادر تعسفية ويسعى الوزير من خلالها الى الفرقعات الاعلامية لا غير وقد تحدثنا مع عدد من الاطباء الاستشفائيين بالمستشفى الجامعي الحبيب بورقيبة فقرعوا نواقيس الخطر بخصوص ما يجري في هذه المؤسسة وبلوغ التأزم ذروته مما انعكس سلبا وبدرجة كبيرة على المناخ الاجتماعي وعلى الخدمات المسداة والامر يفرض بشكل عاجل ايجاد حلول جذرية توقف النزيف والانحدار السريع نحو الهاوية.